عنوان الفتوى : الفراش من مقاصد النكاح العظيمة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لدي سِؤال طويل نوعا ما ومحرج ولكن أرجو من فضيلتكم أخذ الوقت الكافي لقراءته والإجابة عليه لأنني محتارة جدا ولا أجد من يرشدني. أنا فتاة عمري 26 سنة وأعيش مع والدي. أمي عمرها 53 سنة ولقد انقطع عنها الحيض نهائيا منذ حوالي سنتين مما تسبب لها (والى يومنا هذا) في صداع دائم وارتفاع في درجة الحرارة مما يجعلها أحيانا تتصبب عرقا وتعاني أحيانا من آلام في المفاصل. كما أن انقطاع الحيض تسبب لها في الفقدان الكلي لأي رغبة في الجماع وقال لها الطبيب أن هذه الأعراض متفاوتة في مدتها وحدتها من امرأة لأخرى وأنها جد طبيعية وليس لها علاج. لكن والدي (عمره 63 سنة) لم يتقبل وضعها هذا حيث أنه ويوميا يصر عليها على الجماع ولكنها ترفض للأسباب التي ذكرتها آنفا وهو يقول لها بأن رفضها سيدفعه لارتكاب الحرام مما جعلها تشمئز منه يوما بعد يوم وتهجره في الفراش لأنه لا يراعي مشاعرها وصحتها ولا يتقبل حالتها وكل ما يهمه فيها هو الجماع. فوالدي الآن في شجار دائم منذ حوالي سنتين وأبي يؤنبني لأنني لا أتدخل بينهما لحل المشاكل. وأسئلتي 1- هل تأثم أمي لامتناعها عن الجماع وهل تلعنها الملائكة؟ 2- هل يحق لأبي أن يجبر أمي على الجماع بهذه الطريقة؟ 3- ما هو واجبي شرعا في هذه الحالة وهل يجب علي التدخل بينهما؟ 4- هل الزواج مبني فقط على الجماع؟ أرجو إفادتي .جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الخلاصة:

لا يجوز للزوجة أن تمتنع من فراش زوجها إذا دعاها إليه لغير عذر، وما ورد من الوعيد بلعن الملائكة إياها هو فيما إذا كان امتناعها لغير عذر، فإن كان لعذر معتبر فلا حرج عليها. وأمر الفراش ليس هو مقصد الزواج فحسب لكنه من أسمى مقاصده لما يحصل به من تعفف الزوجين، ونصيحتنا لك أن تسعي بالإصلاح بين أبويك، وتذكري أمك فيما يجب عليها لزوجها وألا تمتنع منه إلا لعذر، وينصح هو بأن يعذرها ويراعي حالها ولو استطاع أن يعدد فهو أولى.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج ليس مبنيا على حق الفراش فحسب لكنه من مقاصده العظيمة لما يحصل به من التعفف للزوجين عن الحرام، ولذا جاءت الأوامر الشرعية تحث الزوجة على تلبية رغبة زوجها متى ما دعاها إلى فراشه، وشدد الوعيد عليها في الامتناع منه ما لم يكن لها عذر في ذلك، ومجرد عدم الرغبة ليس عذرا يبيح لأمك الامتناع من زوجها فلتتق الله عزو جل ولتطع زوجها ولا تعرضه للوقوع في الحرام، لكن ينبغي له هو ألا يكلفها ما يشق عليها ويراعي ما تجده من عناء في ذلك، وإن استطاع أن يتزوج بثانية معها فهو أولى إن كانت زوجته لا تعفه.

وأما أنت فالواجب عليك أن تسعي بينهما بالإصلاح، وتذكري أمك بما يجب عليها تجاه زوجها من وجوب طاعته إن دعاها إلى فراشه ما لم يكن في ذلك ضرر عليها، كما يمكنك نصح أبيك أن يعذر زوجته ولا يكلفها ما يشق عليها ويراعي حالها.

وللمزيد انظري الفتاوى رقم: 104329، 14121، 21457.  

والله أعلم.