عنوان الفتوى : سفر المضطر للعمل في بلاد الكفر
أنا بحثت عندكم لحل لسؤالى ولكننى لم أهتد لإجابة شافية فأنا آسف لو وجدتم سؤالي متكررا، أنا كنت أعمل بإيطاليا لفترة والآن أنا موجود ببلدي حاليا بدون عمل بحثت كثيراً عن عمل مناسب ولم أجد كل من حولي يقولون لي ارجع هناك مرة أخرى، ولكنني عندما أسمع ما يقال عن هذه البلاد إنها بلاد كفار فأحس ناحيتها بعدم الأمان خوفا على دينى مع أنني كنت أعمل بمصنع، والآن إذا أردت العودة فلا يوجد أمامي عمل آخر لأنني لا أستطيع الرجوع للمصنع مرة أخرى فبالتالي أتقبل العمل فى أي شيء مثل المطاعم أو ما شابه ذلك وهي أساساً شيء مرفوض بالنسبه لي، فأنا يا إخوانى والله فى حيرة من أمرى فهل أرجع وأسافر مرة أخرى وأنا أعلم أنني ذاهب لبلاد كثر عنها الكلام من الناحية الإسلامية، أم أبقى هنا فى بلدي وأتوكل على الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ومن يترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، أنا فى حيرة من أمرى فأرجو إجابة شافية لكي تهديني إلى الطريق الصحيح خاصة وأن كل الطرق تؤدي إلى السفر، أنا حاليا متزوج وقريبا سأكون أبا بإذن الله وأنتم تعلمون غلو المعيشة التي نحن بها فأرجوكم خذوا سؤالي مأخذ الجد وأعطوني الإجابة الشافية التي تكون لي دليلا وبرهانا؟ وأنا آسف للإطالة.
خلاصة الفتوى:
يتعين البعد عن التكسب في بلاد الكفر والاستغناء عنه بما أمكن في البلاد المسلمة، وإن حصلت ضرورة للرجوع لبلد الكفر فلا بأس بقدر الضرورة مع الحرص على البعد عن المعاملات المحرمة والحرص على الاستقامة على الدين والاتصال بأهل العلم وصحبة أهل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أن السفر لبلاد الكفر فيه مخاطر على دين الإنسان، كما أن التحري في أمور الكسب أمر ضروري جداً، وعليه فننصحك بالاستخارة وسؤال الله العون على كسب مناسب ببلدك أو ببلد مسلم يمكنك الدخول إليه، فأعظم الكسب وأهمه سلامة الدين.
وإن لم تمكنك وسيلة وعلمت من نفسك الاضطرار للذهاب لإيطاليا فيجوز لك بقدر الضرورة أن ترجع واحترز من كل ما يعين على المعاصي فلا تكن في مطعم أو متجر يبيح محرماً، واحرص على التفقه في دينك عن طريق الاتصال بأهل العلم من خلال وسائل الاتصال التي يسرها الله، وابحث عن صحبة صالحة يكونون عوناً لك على الاستقامة، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2007، 97245، 23168، 105487، 47332.
والله أعلم.