عنوان الفتوى : ستر المولى الكريم على التائب الصادق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لقد اهتديت منذ فترة والحمد لله، ولكنى ارتكبت الكثير من الأعمال السيئة والمعاصي ولا أريد أبداً أن يراها أو يسمعها أهلي بل وكل الناس في يوم الحساب فهل يوجد عبادة معينة مثل الاستغفار أو الذكر أو أي شيء يمكن أن أقوم به فى الدنيا لستر هذه الأعمال عند الحساب؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على توبتك واستقامتك، فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة قبل أن يدهمك الموت، وأبشر فإن الله تعالى يقبل توبة عباده بل ويفرح بها إذا جاؤوه تائبين منكسرين، فبرحمته وكرمه يبدل سيئاتهم حسنات، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقال تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}، وإذا كنت قد ارتكبت بعض كبائر الذنوب فإنها لا تمحى إلا بالتوبة الصادقة عند جمهور أهل العلم، كما تقدم في الفتوى رقم: 77502.

وغيرها من الذنوب تمحى بالأعمال الصالحة، كالصدقة والمحافظة على الصلوات الخمس والجمعة وصيام رمضان وغيرها، وراجع في المزيد من الفائدة الفتوى رقم: 51247.

وإذا قُبلت توبة العبد في الدنيا أو قبلت بعض الطاعات التي تكون سبباً لمحو الذنوب فإنه لن يؤاخذ بها في الآخرة، وبالتالي فلن يفتضح عند الحساب، وكذلك إذا مات العبد مصراً على بعض الذنوب من غير توبة فإن الله تعالى قد يسترها عليه في الآخرة ويغفرها له، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عن صفوان بن محرز قال: قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول: يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله.

والله أعلم.