عنوان الفتوى : حكم التجسس على الشركة ومراسلة الشركات للعمل لديها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا مترجم في شركة ترجمة وقد تمكنت من الدخول إلى البريد الإلكتروني للشركة ومعرفة عناوين البريد الإلكتروني لشركات الترجمة العالمية التي تتعامل معها هذه الشركة التي أعمل بها، وسؤالي هنا: هل لو أرسلت سيرتي الذاتية إلى تلك الشركات من أجل العمل معها كمترجم مستقل يعد حراماً وسرقة، مع العلم بأن صاحب العمل يعطيني راتبا قليلا ولا يحسن معاملتي الرجاء الرد على نفس البريد لأنني لا أعرف الإجابة برقم

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

خلاصة الفتوى:

تجسس الموظف على شركته حرام شرعاً، وسوء معاملة صاحب العمل لموظفيه لا يبرر لهم الاعتداء على أموال وأسرار الشركة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما فعله السائل يعد تجسساً محرماً وخيانة للأمانة التي اؤتمن عليها، قال تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات:12}، قال الأوزاعي: التجسس البحث عن الشيء والتحسس الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون أو يتسمع على أبوابهم...

وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً.

فعلى السائل التوبة إلى الله عز وجل والعزم على عدم العود لمثله.

وأما عن قلة راتبه وسوء معاملة صاحب العمل له فليس ذلك مبرراً لخيانته والتجسس عليه. والسائل مخير بين العمل حسب الأجر المتفق عليه وترك العمل والبحث عن عمل آخر أفضل بعد انتهاء عقده. أما الاعتداء على بريد الشركة تحت هذه الذريعة فحرام، وأما بالنسبة لمراسلة الشركات المذكورة والعمل معها كمترجم مستقل فجائز إذا انتهى عقد عمله مع شركته، أو وافق له صاحب الشركة على إنهاء العقد قبل المدة، أو كان هذا خارج وقت دوامه في الشركة، وكونه قد اطلع على بريدها بالتجسس لا يجعل مراسلتها بذلك البريد أمراً محرماً، ولكن لا يجوز له أن يراسل هذه الشركات أو يتفق معها وهو في أثناء دوامه بشركته لأن منافعه في هذا الوقت مملوكة للشركة فإذا عمل لنفسه أضر بها وهذا حرام شرعاً.

والله أعلم.