عنوان الفتوى : لجوء الطالب إلى التزوير حتى لا يضيع سني عمره في الدراسة
أخ مسلم يطلب فتوى عاجلة في موضوع هام جدا. فأرجو ردكم السريع أنا طالب جامعي سنة خامسة مهندس دولة في الإعلام الآلي. في السنة الماضية انقطعت عن الدراسة بسسب ظروف العائلة المادية الصعبة وكثرة الديون على والدي المعاق حركيا. مما اضطرني إلى التوجه للعمل والتوقف عن الدراسة حيث كنت أعمل لفترات طويلة في اليوم من أجل التمكن من سداد ديون الوالد فلم أتمكن من متابعة دراستي. المهم في الأمر هو أنني عندما أردت متابعة دراستي هذه السنة طلب مني مدير المعهد تبرير الانقطاع عن الدراسة وطلب أن تكون شهادة طبية مع العلم أنني لم أكن مريضا. وقد رفض كل المبررات التي قدمتها وهو مصر على الشهادة الطبية أرجوكم أفتوني فإني في حيرة كبيرة من أمري. هل يجوز لي أن أقدم الشهادة الطبية مع العلم أني كنت صحيحا معافا طيلة السنة الماضية والحمد لله. فإني أرى ذلك من باب التزوير والافتراء على الله أرجو الرد السريع وجزاكم الله عنا كل خير.
خلاصة الفتوى: الأصل أن التزوير من كبائر الذنوب ولا يجوز فعله في حال الاختيار، وإذا ألجأت إليه الضرورة ساغ، وكان الإثم على من ألجأ إليه.
إن إصدار شهادة طبية لمن لم يكن مريضا هو من شهادة الزور التي هي من أكبر الكبائر، وقد ورد فيها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور". فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. والحديث متفق عليه.
فلا يجوز لطالب ولا غيره أن يسعى في مثل هذه الشهادة، كما لا يجوز ذلك للطبيب.
وإذا كان الطالب بحاجة ماسة إلى إجازة، ولم يفد شرح ظروفه للجهة التي تتولى إدارة المؤسسة التي يتابع فيها، فلا شك أن الأفضل له هو تقوى الله والصبر حتى يجعل الله له مخرجا.
وإذا كان انسحابه من الدراسة بهذا السبب قد يضيع عليه ما مضى من سنوات عمره في الدراسة ولم يجد حلا يغنيه عن التزوير، فإن له حينئذ أن يلجأ إلى ذلك لأنه في معنى المضطر؛ فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}. والإثم هنا يكون على من ألجأه إلى هذا العمل.
والله أعلم.