عنوان الفتوى : حكم الوطء بالقدم على ما كتب باللغة العربية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

رجاء من شيوخنا الكرام إفتائي حول موضوع تعرضت له مع بعض الإخوة، حيث وطأتُ برجليّ صفحات من جريدة محلية فيها مقالات مختلفة فنبهني هؤلاء الإخوة إلى أنه لا يجوز أن أطأ بقدميّ الجريدة لأنها مكتوبة باللغة العربية وهذه لغة القرآن. فهل لهذا مصدر أو أصل في ديننا الحنيف أم أنها من البدع والأفكار المغلوطة الرائجة في مجتمعاتنا العربية. وللتدقيق فإن الإخوة أخبروني بأنه لا يجوز وطأ اللغة العربية تحديدا وليس القرآن بالضبط فهذا نتفق عليه.. فهل حقا لا يجوز أو هل هو مكروه أو محرم أن نطأ ورقة مكتوبة باللغة العربية تكريما لهذه اللغة التي كُتب بها القرآن؟؟ فضلا توضيح هذه المسألة وما إذا كان لها أصل من ديننا ولكم كل الفضل.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبلُ أن الجرائد إذا خلت من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، أو أسماء الأنبياء والرسل، أنه لا حرج في امتهانها. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 43474.

ورأى بعض أهل العلم أن الحروف لها حرمة ولو لم تكن تتضمن ألفاظا محترمة، وهو ما ذهب إليه السادة المالكية. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى- يعدد ما لا يجوز الاستنجاء به: لا مبتل ونجس وأملس ومحدد ومحترم من مطعوم ومكتوب.

 قال الشيخ الدردير: لحرمة الحروف ولو باطلا كسحر.

وقال الدسوقي: (قوله: لحرمة الحروف) أي لشرفها. قال الشيخ إبراهيم اللقاني محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي وإلا فلا حرمة لها إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله. وقال عج: الحروف لها حرمة سواء كتبت بالعربي أو بغيره وهو ما يفيده ح وفتوى الناصر، قال شيخنا: وهو المعتمد. اهـ

ومع أننا لا نميل إلى ترجيح مذهب المالكية في هذه المسألة، فإننا نرى من الاحتياط تجنب امتهان الحروف مطلقا، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه سلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. رواه الترمذي وغيره من حديث الحسن بن علي رضي الله عنه. وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

والله أعلم.