عنوان الفتوى : مسائل في طهارة وصلاة من يتكرر منه خروج المذي
أبدأ كلامي بهذه المقدمة ثم أطرح مشكلتي وأبدأ مقدمتي بهذه المقولة " الذي يحمل الجمرة ليس كالذي هو بعيد عنها " أي الذي غير واقع في المشكلة لا يحس بالذي هو واقع في المشكلة و الذي يعايش لحظاتها المريرة وخاصة مع الوسواس الذي يجعل الشيء الهين البسيط كبيرا وعظيما وعندما نتحدث لكم عن الوسواس ترونه لا أدري شيئا بسيطا و ذلك من خلال اطلاعي على بعض الفتاوى حيث عندما أقرأ تلك الفتاوى و أنا أتفكر مشكلتي أحس أني لن أجد إجابة شافية وسأبقى أعاني من مشكلتي واعذروني على هذه المقدمة والتي أريد منها أن تتفهموا وضعنا و وتكونو أكثر إحساسا وتفاعلا اتجاه مشاكلنا . وانأ قد طرحت لكم مشكلتي سابقا وأحلتموني إلى فتوى أخرى وعندما قرأتها لم أجد منها ما يحل مشكلتي ملاحظة : أرجوا أن تقرؤوا كامل الرسالة و تتمعنوا فيها جيدا بما فيها من تفاصيل دقيقة ومهمة للغاية بالنسبة لي وأرجو إجابة دقيقة واضحة ومفصلة شافية للأسئلة المطروحة كما هي مفصلة. أنا لدي سائل يلازم ذكري تقريبا وهو شفاف لزج و بلا شك هو المذي وهو في ذكري بدون شهوة وهو يخرج :- أولا: عندما أريد أن أبول يخرج منه شيء مع أنه لدي مشكلة هنا مع البول حيث أني أنتظر حوالي 25 دقيقة حتى أتأكد من نزول البول ومن شدة الوسواس في الطهارة أصبحت لا أتطهر في بيت الخلاء بل في الحمام وهذا مازاد الطين بلة وأحيانا أبول ثم بعد مدة قليلة تحضر كمية أخرى و ذلك أني عندما ذهبت إلى الطبيب وأجريت الفحوصات قال لي الطبيب أنه عندما أبول تبقى كمية من البول في مجمع البول لم تخرج مع العلم أني أتطهر في الحمام وليس في بيت الخلاء كلما حضر البول .- ثانيا: أحيانا يخرج بعد ما أطهر نفسي و يخرج في بعض الأحيان دون شهوة و أحيانا يخرج مرات متتالية في أوقات الصلاة. وعندما علمت أن المذي نجس أصبحت كلما أراه أتطهر منه وأبول حتى لا يخرج لأحافظ على طهارتي وهذا مازاد في مشكلتي وضيق علي حياتي حتى أنه أصبحت أحس أني لا أفكر إلا في مشكلتي طوال الوقت و ليس لدي متسع من الوقت لأمارس حياتي العادية بوجود الوسواس مع أني مازلت شابا وأدرس فما بالك إذا مد الله في عمري و تزوجت وأصبحت رجلا هناك تكثر المشاكل ويضيق حالي أكثر وأنا مقبل على الدراسة الآن و أنا أعلم أني سأعاني كثيرا لأن الوقت يصبح ضيقا علي أكثر و الذي لا يسمح لي بالطهارة ( الطهارة في الحمام) وهذا كثير علي وسيشتت ذهني ويجعلني دائما غير مستقر فأرجو فأرجو أن تأخذوا مشكلتي هذه بعين الاعتبار بقدر ما أعاني منها وأرشدوني جازاكم الله كل خير. - ثالثا: ويخرج أيضا عندما أشبع أو تكون معدتي مليئة وحدث هذا بعد أن تطهرت كالعادة وذهبت إلى صلاة المغرب ثم أفطرت عند أحد أقاربي بعد ترج منهم لمرتين و الثالثة أجبت دعوتهم وبعد أن انتهيت من الفطور وعدت إلى البيت وأردت أن أتوضأ لصلاة العشاء خرج مع أن الوقت ضيق لكي أتطهر منه مع أني تطهرت قبل ذلك ( وتستغرق الطهارة حوالي 50 دقيقة ) مع أني بلت كي لا يخرج هذا السائل لأحافظ على طهارتي لكنه خرج فهل يجب أن أعيد الصلاة أم لا. وخرج مني لعدة مرات بعد صلاة المغرب .سؤال2: هل يجب عليا عندما أتطهر وأنتهي ويخرج بعدها المذي أن أعيد الطهارة وإذا لم أعد وصليت على حالي هل يجب علي بعدها أن أتطهر أو أغسل ثيابي كي أكون طاهرا في الصلاة الموالية""وهذا كثير علي "" أم أبقى على حالي . سؤال3: هنا أيضا مشكلتي في بعض الأحيان و إن لم أقل عدة مرات بعد صلاة الفجر أو في أثنائها أجد أنه قد خرج (المذي) فهل يجب علي الإعادة مع أن هذه الإعادة تسبب لي المشقة طبعا مع الوسواس ولا تقولوا لي لا تلقي للوسواس بالا لأنه وسواس قوي ولا أستطيع مجاراته لأني أعزم في بعض الأحيان مع نفسي أن لا ألقي له بالا لكن دون جدوى .سؤال4: وهل تأخيري للصلاة من أجل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تشكوه من وساوس وشكوك، وننبهك على أن أفضل علاج للوساوس هو الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها، ثم إن الأصل في المذي أنه نجس وناقض للوضوء، ويترتب على خروجه غسل الذكر فقط على الراجح، ومن أهل العلم من قال بلزوم غسل الأنثيين ومن فعل ذلك احتياطا فقد أحسن وراجع الفتوى رقم: 9170 .
ثم إذا كان خروج المذي متواصلا بحيث لا يتوقف وقتًا يتسع للوضوء والصلاة فهو في حكم السلس، وإذا كان كذلك فعليك بعد دخول وقت الفريضة غسل المحل وشده بخرقه منعاً لانتشار النجاسة ثم تتوضأ وتصلي وتفعل هذا عند كل صلاة، ولا يكفيك الوضوء الواحد لأكثر من صلاة فريضة واحدة ما دام الخارج مستمراً.
وإن علمت أن المذي سينقطع وقتاً يتسع للوضوء والصلاة قبل خروج وقتها وجب عليك انتظار ذلك الوقت، فتتوضأ بعد أن ينقطع ولو بعد فوات صلاة الجماعة، وبناء عليه فإذا كان المذي المذكور لا ينطبق عليه حكم السلس فخروجه مبطل للوضوء بعد فعله، كما يبطل الصلاة إذا خرج أثناءها أو قبلها، أما إذا صليت بطهارة ثم شككت بعد الفراغ منها هل خرج منك شيئ أم لا فصلاتك صحيحة ولا تلتفت لهذا الشك، وكذلك لوجدت شيئا خارجا بعد الصلاة وشككت هل خرج في الصلاة أم بعدها فالأصل أنه خرج بعدها والصلاة صحيحة فلا تلتفت للشك، وبخصوص انتظارك وقتاً طويـلاً للتخلص مما يبقى في مجرى البول فالتخلص من ذلك يكون بما سهل من الأسباب كسلت الذكر أوعصره عصرا خفيفا حتى يغلب على ظنك خلو مجرى البول مما يمكن خروجه، ولا تبالغ في عصر الذكر لأن ذلك مضر بالصحة وسبب لترسيخ الوسوسة وراجع الفتوى رقم: 55332، والفتوى رقم: 64562 .
وما تشعر به من ضيق ومن حرج من مشاكل قد تحدث لك في المستقبل فهذا من مكائد الشيطان ووساوسه لإدخال الحزن إلى قلبك، وشغل تفكيرك عما يفيد، فأكثر في الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى وارج الخير، وابتعد عن التشاؤم واليأس.
وإن كان تأخير الصلاة من أجل السؤال عما تترتب عليه صحتها فلا تأثم بذلك ما لم يؤد التأخير إلى خروج وقتها، مع التنبيه على أن أداء الصلاة جماعة واجبة على الراجح في حق الرجل المستطيع الذي يسمع النداء ولايجوز له التخلف عنها إلا بعذر شرعي من الأعذار المذكورة في الفتويين رقم: 36118 ، 51601
والله أعلم .