عنوان الفتوى : توضيح حول حديث أنس في الفاتحة وحديث السبعة الذين يظلهم الله
أسأل الله العظيم أن يزيدكم علما ويجازيكم خير الجزاء على نشر العلم. سؤالي هو بخصوص ما قرأته في موقعكم من فتوى تتعلق بتفصيل بسيط في علم الحديث وأنواع الحديث وما إلى ذلك. وقد ورد فيها أن من أمثلة الحديث المعلل في المتن: حديث أنس في مسلم: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها، وقد فهمت منكم الحمد لله سبب العلة ولكن سؤالي هو كيف يكون الحديث معلولا ويوجد في صحيح الإمام الجليل مسلم رضي الله عنه، والمعروف بين عامة الناس أن أحاديث الصحيحين كلها صحيحة. وكذلك الحديث المدرج عن أبي هريرة في مسلم عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله حيث قيل فيه: حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله. أرجو الأفادة وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مسألة صحة ما في الصحيحين فصلنا القول فيها وبينا الحق في مسألة حديث أنس في البسملة في عدة فتاوى سابقة سنحيلك عليها لاحقا ، وأما حديث السبعة فقد روي عن يحيى القطان بوجهين أحدهما يوافق الرواية المعروفة المروية عن غيره وهي: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. وهذه رواية البخاري ومالك وأحمد، وأما الأخرى فقد أخطأ فيها يحيى فرواها بالقلب: حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، وهذه رواية مسلم.
وقد جزم بخطأ يحيى القطان في هذه الرواية ابن خزيمة وبعض أهل العلم، وينبغي التنبه إلى أن هذا الخطأ يسمى عند أهل المصطلح بالمقلوب، ولا يسمى المدرج، كذا سماه عياض وابن حجر والزرقاني.
وراجع فتح الباري لابن حجر وشرح النووي لمسلم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 70003، 99615، 35370.
والله أعلم.