عنوان الفتوى : حكم من جامع سهوا وهو صائم
قال الأستاذ عمر هاشم في حديثه بإذاعة القرآن الكريم في شهر رمضان الحالي بأن الصائم إذا أكل أو شرب سهوا فليس عليه كفارة - أما الجماع سهوا عليه كفارة - فكيف يكون الجماع سهوا وبأي منطق يقبله العقل - وما قيمة الكفارة في نكاح الصائم لتكون قاعدة لذيذة للصائمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن المسلم يجب أن يحفظ لسانه، ولا يطلق له العنان. ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم.
وفيما يخص ما سألت عنه، فلعلك لم تسمع جيدا ما قاله الأستاذ في إذاعة القرآن الكريم، فالكفارة إنما تجب إذا كان الشخص قد جامع زوجته في نهار رمضان متعمدا ذاكرا صائما. فإن كان قد جامع ساهيا فلا كفارة عليه؛ بل عليه قضاء يوم، لما روى ابن ماجه، وابن حبان، والدارقطني، والطبراني، والبيهقي والحاكم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان. حسنه النووي. وفي رواية: إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان. متفق عليه.
وأما قولك: كيف يكون الجماع سهوا؟ فجوابه أن المرء يمكن أن يجامع وهو ناس أو ساه عن صومه، فهذا يعد مجامعا سهوا.
والله أعلم.