أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الوساوس والأفكار القلقية الناتجة عن معايشة وفاة عدد من الأقارب وكيفية علاجها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله

نبارك لكم قدوم شهر رمضان، منذ ما يقارب 9 أعوام وأنا أعاني من التفكير المستمر وذلك بعد وفاة والدي وأختي والذي كان الفرق بين وفاتهما يوماً واحداً فقط، واستمر معي إلى عام 2003 .

وفي هذا العام وفي شهر سبتمبر حملت بابني الثالث، ومنذ أن حملت أصبت بالقلق والتوتر والخوف المستمر إلى أن تم تحويلي من قبل المركز إلى العيادة النفسية، وفي فترة الحمل حاولت قدر المستطاع أن أقاوم القلق بشتى الطرق، بالإضافة للعلاج والذي كان الجلسات السلوكية، وإعطائي الدواء وهو نص حبة ومكتوب على غلافه Nalion0,5 Alprazolam 0,5mg لم أستعمله كثيراً لخوفي على الجنين، واستمر معي هذا الحال لما بعد الولادة وكنت أقاومه إلى أن خفّ عليّ كثيراً مع معاودة التفكير والقلق المستمر لفترات متواصلة، وقبل أكثر من سنة من الآن ونتيجة للضغوط العائلية ومن عصبيتي على أولادي وخصوصاً في الدراسة أصبحت أضغط على أسناني أثناء النوم مما سبّب لي مشاكل في الفك.

وقبل عدة أشهر تطور الآمر حيث أني أستيقظ وأنا ضاغطة على كفوفي مما يسبب لي ألماً مضافاً، وكنت أذهب كثيراً للمستشفى وفحوصاتي دائماً ما تكون إيجابية بالرغم من التعب المستمر والألم في جسمي، ونتيجة لمتابعتي المستمرة وقراءتي عن الأعراض التي تصيبني عرفت بأني مصابة بالقلق والتفكير نتيجة للضغوط، وهذه الأيام رجعت لي الحالة، فمنذ ما يقارب 3 شهور إلى الآن توفي 4 أشخاص من أهلي وكلهم في ريعان الشباب على فترات ما يقارب الشهر -أي الفرق بينهم-.

فبماذا تنصحوني فالأعراض تدل على أني مصابة بالتفكير والقلق والتوتر؟

جزاكم الله خير الجزاء، وآسفة على الإطالة، ولكم مني جزيل الشكر إن أنتم قدمتم لي هذه المساعدة!

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونبارك لك شهر رمضان المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل طاعتكم، ونسأل الله تعالى الرحمة لموتاكم وموتانا وموتى جميع المسلمين.

فإن حالتك هي لا شك أنها حالة من حالات القلق النفسي، ويظهر أن لديك بعض الاستعداد للقلق النفسي، ويعرف أن القلق النفسي كثيراً ما ينتج عنه الشعور أيضاً بشيء من الكدر وعسر المزاج، وهي درجة خفيفة من درجات الاكتئاب.

من الواضح أنك تتفاعلين للأحداث والظروف الحياتية خاصة الوفيات، ولا شك أن موت الأحبة له أثره الذي لا ينكره أحد، له أثره فيما يسببه من أحزانٍ، ولكن الإنسان عليه أن يتحلى بالصبر، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، وأن يسأل الله الرحمة والمغفرة للموتى.

والذي أنصحك به حقيقة هو أن تعرفي أن هذه الحالة هي حالة قلقية، وعليك أن تفكري في الأمور الإيجابية في حياتك، انظري إلى الأحداث التفاؤلية في الدنيا أيضاً.

نعم الموت لا شك فيه وهو حقيقة أبدية، ونحن - الحمد لله - علمنا ديننا الإسلامي حقيقة كل شيء، وفي أمور الموت الدين قد أفاد بكل صغيرة وكبيرة، إذن عليك أن تزودي نفسك بالعلوم الإسلامية فيما يتعلق بالمرض والموت والصبر، وقد قال الله تعالى: (( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[التوبة:51]، وأنا أعرف أنك على اطلاع بهذه الأمور، ولكني ذكرتها لك من قبيل التذكرة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

وعليك حقيقة أن تركزي على الأمور الإيجابية كما ذكرت لك، فأنت الحمد لله لك أسرة ولك ذرية، وهناك أشياء طيبة كثيرة في الحياة، فلا تجعلي الكدر والسوداوية في التفكير تسيطر عليك.

أنا أقول لك أنت في حاجة لدواء مضاد للقلق والتوتر، وكذلك المخاوف، وأصبحت حقيقة الوفيات التي تحدث في الأسرة أو المعارفك تسبب لك هاجساً وأمراً وسواسياً للدرجة التي تربطي دائماً بين الوفاة وبين الانتكاسة والتدهور في حالتك. الدواء الذي أفضله في مثل حالتك هو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو موجود في البحرين، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً، يفضل تناوله بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

السبرالكس يتميز بأنه دواء حقيقة فعال جدّاً وسليم جدّاً ويعرف عنه أنه يزيل القلق والتوتر وكذلك المخاوف والوساوس، وأعتقد أنه سوف يفيدك كثيراً في كل هذه النواحي.

أريدك أيضاً أن تدربي نفسك على تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جدّاً، فيمكنك التواصل مع أي أخصائية نفسية، وهن الحمد لله كُثر في مملكة البحرين أو يمكنك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي من خلالها تستطيعين أن تطبقي وتتدربي على هذه التمارين.

ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

والعلاج السلوكي للقلق: (261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 855 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 893 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 760 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 630 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ