أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق الزائد وتأثيره على حياة الإنسان النفسية والعملية وكيفية علاجه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك يا دكتور على تلك الخدمة، وبارك الله فيك.

أعاني من نوع من التوهم المرضي أو الوساوس المرضية، فعندما أفكر بمرض أو أي وجع في بطني أو رأسي بطني تؤلمني أو رأسي. لا أدري ما الذي حدث، فقد كنت في الأول حالتي النفسية ممتازة وكنت أعيش حياة مستقرة جداً بعيدة عن الأمراض.

قمت بزيارة دكتور نفسي ووصف لي لوسترال حبة واحدة صباحاً ودوجماتيل حبة صباحاً وحبة مساء، والآن أنا مستمر على الدواء أكثر من 20 يوماً، وبعدما أخذت الدواء انتهت نوبات الهلع والخوف بالفعل، ولكن ما زالت الوساوس مستمرة معي والتفكير بأني مريض مستمر معي أيضاً.

أرجو مساعدتي لأني الآن مقصر جداً في عملي وعلى وشك أني أفصل من العمل، فهل الدواء صحيح أم أستبدل الدواء بدواء آخر أكثر فعالية، أم ما زالت مدة العلاج قليلة؟

أريد أن يرجع لي التوازن النفسي مثل الأول، فإني كنت في كفاءة عالية في العمل.

أشعر بدوخة بسيطة وعدم اتزان خصوصاً عندما ألبس نظارة النظر على الرغم أن النظر مقاساته مضبوطة فما السبب؟

بارك الله فيك يا دكتور، وإني أحبك في الله، وكل سنة وأنت طيب بمناسبة شهر رمضان الكريم.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك في موقع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا جميعاً وأن ينفع بنا.

فإن الذي تعاني منه هو قلق وليس توهماً، أنا لا أريدك أن تلصق هذه السمة (سمة التوهم المرضي)، نعم هناك قلق، والإنسان يقلق بطبيعته، والقلق الذي لديك موجه بصورة وسواسية نحو الخوف من الأمراض، والذي يحدث لك أنك حين تفكر بعمق في الأعراض التي قد تصيب جزءاً معيناً من الجسم كالرأس أو البطن مثلاً يأتيك شعور بالألم في هذه المناطق، وهذا نسميه بالتأثير الإيحائي، وهو مكوّن نفسي أساسي يقلل أو يزيد من شعورنا بالأعراض الجسدية أو النفسية.

بمعنى آخر: أن الإنسان حين يشغل نفسه ويقلق حيال مرض معين من خلال العقل الباطني تبدأ بعد ذلك عمليات نفسية إدمانية تجعل الواحد يحس فعلاً بألم صادر من العضو الذي كان مشغولاً عنه.

ونعرف أن هذه الحالات والتي تسمى بـ (نفسوجسدية) بمعنى أن المنشأ نفسي ولكن الأعراض جسدية، نعرف أنها منتشرة وتأتي في صور كثيرة، فمثلاً بعض الأطفال الذين لديهم خوف الفراق لأمهاتهم في الصباح يرفضون الذهاب إلى المدرسة، أو ربما تظهر لديهم أعراض جسدية خاصة الغثيان وألم البطن، وكثيراً ما يُذهب بهم للأطباء المختصين في الجهاز الهضمي ويتم عمل مناظير وشيء من هذا، وحقيقة الموضوع أنه نفسي تماماً.

أتمنى أن يساعدك هذا الشرح، وهذا النوع من القلق والمخاوف المرضية يعالج عن طريق التجاهل. ربما تقول لي أن هذا ليس سهلاً، ولكني من جانبي أقول لك أنه ليس صعباً، من أهم أنواع التجاهل هو ألا تتردد على الأطباء، يجب أن تكون قناعاتك قوية أن هذا كله ناتج من القلق ويجب أن تحاور نفسك بصورة منطقية وجدية وتقول لنفسك: (ما الذي يجعلني أقلق؟ أنا الحمد لله بخير وعلى خير وفعال في عملي ومتواصل اجتماعياً، ويجب ألا أشغل نفسي أبداً بهذا العرض).

أنصحك أيضاً بأن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف تعطيك إن شاء الله الشعور بكمال الصحة النفسية والجسدية، حيث إن الرياضة تمتص الطاقات النفسية السلبية، وتنمي ما هو إيجابي لدينا من الناحية النفسية والبيولوجية والجسدية.

بقي أن أقول لك أن العلاج الذي وصفه لك الطبيب هو علاج جيد وممتاز جدّاً، ولكن جرعة اللسترال يجب أن تُرفع إلى مائة مليجرام في اليوم.

السيرترالين دواء ممتاز وفعال جدّاً، ولكن الجرعة في نظري ليست كافية. تناوله بمعدل حبتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً، واستمر على هذه الجرعة على الأقل لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى حبة -يوم بعد يوم- لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عن الدواء.

أما بالنسبة للدوجماتيل فهو علاج جيد واستمر عليه بنفس الطريقة التي وصفها لك الطبيب، وهو يعتبر علاجاً مساعداً وليس أساسياً.

إذن رفع الجرعة سوف يكون مفيداً، كما أن المدة وهي ثلاثة أسابيع ليست كافية، هذه المدة هي بدايات البناء الكيميائي للدواء، وبعض الناس لا يجني فائدة حقيقية إلا بعد مضي ستة أسابيع أو ثمانية أسابيع من بداية استعمال الدواء، إذن عليك بالصبر، وأنا متفائل جدّاً إن شاء الله أن أمورك سوف تصير جيدة وممتازة جدّاً، ولا داعي أن أستبدل الدواء فهو جيد وأنا موافق عليه تماماً.

بالنسبة للشعور بالدوخة، فإذا كانت هذه الدوخة ناتجة من تغيرات فسيولوجية بسيطة في الأذن أو العين فسوف يفيدك الدوجماتيل في ذلك كثيراً، والمشكلة بالنسبة للنظارة الطبية قد تتطلب بعض الوقت أن تصبر وتستعملها بصورة دائمة حتى يحدث نوع من التواؤم والتعود على النظارة الطبية.

أما إذا ظلت معك هذه الحالة ففي نظري يجب أن تراجع طبيب العيون مرة أخرى، وكذلك طبيب الأنف والأذن والحنجرة للتأكد من أنه لا توجد التهابات في الأذن الداخلية.

هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (بيتاسيرك Betaserc) ويعرف علمياً باسم (Betahistine dihydrochloride)، يفيد كثيراً في مثل هذه الأعراض، ولكني لا أريدك أن تستعجل وتتناول هذا الدواء. اصبر وتأكد من النظارة، وإذا استمر معك الأمر يمكن أن تفحص الأذن، وإن استمر فهنا أعتقد استعمال البيتاسيرك بجرعة ستة عشر مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين أو ثلاثة سوف يكون علاجاً مفيداً.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 855 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 893 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 760 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 630 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ