أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أهملت نفسي بسبب وزني فترتب على ذلك أمور كثيرة، أفيدوني.

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

فتاة في 17 من عمري، أصبت باكتئاب وزاد وزني، وأهملت نفسي كثيراً، ثم قررت التخلص منه بالرجوع إلى ما كنت عليه وأفضل، فلجأت إلى كتب بناء الذات وعملت عليها، فتخلصت من الصفات السلبية، ولكني لم أتمكن من تقوية الإيجابيات؛ لأني أعلم أنها موجودة، ولأن التأكيدات كانت تصيبني بالملل من تكرارها ولم أشعر بمفعولها فأهملتها.

حاليا أشعر بالفراغ النفسي مما سبب لي ظهور أفكار وسواسية غريبة وهي: أني أربط ما أفكر فيه داخل نفسي بخارجه، كـأن أفكر بشيء معين أو يتملكني شعور معين، وإذا أريت شخصاً أو موقفا أربطه بما كنت أفكر فيه أو أربط الكلمات بالأشخاص، أو معاني الكلمات بمعاني أسماء أشخاص، وهذا كله يحدث بشكل سلبي.

الشعور جدا مزعج؛ لأنه يستمر بلا توقف، وكل ما رأيت الشخص أو حصل الموقف أتذكر الشعور السلبي وأستمر بالتفكير إلى أن أجن، وأشعر حينها بطاقة سلبية جبارة تتملكني، ثم أبدأ بكره نفسي وانتقادها إلى أن ضعف تقديري بذاتي، وأحاول أن أبعد عن ذلك التفكير بقدر المستطاع، وبعدها تمر الأيام، وأشعر بعكس ما يحصل معي تماما، أشعر بأني أستطيع التحكم بتفكيري جيداً وطاقة إيجابية عظيمة جدا، وثقة بالنفس، وتقدير عالٍ جدا، وأني بخير، ولكن داخل نفسي فقط, حقا تزعجني الأفكار السلبية، وأحيانا أشعر بأني أعاند نفسي بتذكرها.

أنا لا أريد أن أشعر بهذه المشاعر السلبية، وأن أغضب من نفسي بسببها، وأيضا لا أملك المشاعر الداخلية فأنا لا أستطيع البكاء أو الضحك بشكل عفوي، أو أن أشعر بسعادة أو حزن، أنا لا أستطيع أن أشعر بشيء إلا إذا ادعيت ذلك أمام الناس، ولا يوجد أشخاص أحبهم أو أكرهم، ولا أعلم ماذا يحدث حولي، ولا أهتم له، ولا أشعر بالوحدة أبدا, أنا فقط أشعر بفراغ، وملل، ولا أريد أن أستسلم للحياة السلبية البائسة، أريد أن أعود كما كنت عليه، بل أفضل بالطريقة السليمة الصحيحة، فأرشدوني أرجوكم.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاجتهادك وعزيمتك لاكتساب المعارف المتعلقة ببناء وتطوير الذات هو أمر جيد، لكن الذي أراه أيضًا أن كثيرًا من المفاهيم السلبية ربما تكونين اكتسبتِها من خلال اطلاعاتك هذه، فألاحظ كلامك عن الطاقة السلبية والاكتئاب وانتقاد الذات وضعف تقدير الذات، لا أريدك
–أيتها الفاضلة الكريمة– أن تُرسِّخي مثل هذه المفاهيم، ما يُذكر في كتب التنمية البشرية وخلافه وجميع كتب علوم النفس والسلوك نستطيع أن نقول أنها جيدة ومفيدة جدًّا، لكنها أيضًا قد تؤدي إلى اكتساب بعض المعارف التي قد تكون غير مرغوبة، والإنسان هنا لا بد أن يسترشد بالمُرشد لتحصل عملية تنقية وتصفية لما هو مفيد ولما هو غير مفيد.

عمومًا الذي قصدته هو أن امتلاكك للمعارف هو أمر جيد، لكن لا تفصِّلي الأعراض السلبية حسب ما ورد في هذه الكتب، قطعًا في مثل عمرك يسهل التأثر على الإنسان، هنالك تأثير إيحائي، هنالك تأثير وجداني، وأريدك أن تأخذي الأمور بشيء من العفوية وشيء من البساطة وشيء من التلقائية، ليس هنالك نموذج مثالي في هذه الحياة إلا قدوتنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- لكن مهما نأخذ من بقية البشر يجب ألا نعتقد أن هنالك نموذجًا مثاليًا، نتعلم ما هو إيجابي ونسعى لذلك ونوطده ونتجنب ما هو سلبي بقدر المستطاع.

أنت تحدثت عن الطاقة السلبية وأنك قد تخلصت منها إلى درجة كبيرة، لكن هنالك مشكلة في ترسيخ ما هو إيجابي، لا، الإيجابي يُؤَكَّد ويؤكد ويُكرر ويُكرر، وهو أصلاً دفين النفس وموجود، وهو طاقة معطلة، ولا تحكمي على نفسك بمشاعرك أيتها الفاضلة الكريمة، احكمي على نفسك بأفعالك.

لذا ضعي جدولاً يوميًا مرتَّبًا فيه شيء من المعقولية تديرين من خلاله وقتك، ويجب أن تكوني صارمة جدًّا مع نفسك فيما يتعلق بالتنفيذ، إدراك ما هو إيجابي وتنفيذه يؤدي إلى تبديل المشاعر والأفكار ويجعلها أكثر إيجابية، مما يولِّد المزيد من الإيجابيات، وما هو نافع بالنسبة للإنسان من حيث تطوره النفسي والوجداني، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يجب أن تكون لك أسبقيات في هذه المرحلة، ولك أسبقيات أنا أعرف ذلك، الدراسة يجب أن تأخذ قدرًا وجُهدًا واهتمامًا كبيرًا، تحقيق الهدف يتم من خلال إدراك أهمية الهدف، وتصوري نفسك بعد خمس أو ست سنوات من الآن، الحصول على الشهادة الجامعية، الزواج -إن شاء الله تعالى-.

هذه أمور تحتاج منك لشيء من النظرة الإيجابية الثاقبة، وتدبير الأمور بفعالية على النطاق الاجتماعي، خذي المبادرات إيجابية داخل الأسرة، احرصي على تخفيف وزنك، وهذا هو الذي أنصحك به، إذًا خذي الأمور بشيء من البساطة والعفوية، ولا تحسبي كل شيء حسابًا وسواسيًا، لا، حقري من الفكر الوسواسي، و-إن شاء الله تعالى- الأمور تسير على خير.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
اختبارات تحليل الشخصية هل هي صحيحة أم خرافات؟ 1429 الخميس 23-07-2020 05:36 صـ
الخوف والوسواس دمرا حياتي، فكيف أتخلص منهما؟ 2239 الاثنين 20-07-2020 05:47 صـ
أكثر الاهتمام بالتفاصيل وأريد كل شيء كاملاً، فما العلاج؟ 1513 الاثنين 13-07-2020 10:15 مـ
هل توجد أعشاب طبيعة أو علاج طبيعي للقلق؟ 1402 الثلاثاء 09-06-2020 06:50 صـ
التفكير الزائد وإطلاق العنان لخيالي يتعبني كثيرا، فما نصيحتكم لي؟ 929 الاثنين 29-06-2020 05:20 صـ