أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصبحتُ أتلعثم وأتعرق إذا تحدثتُ مع الآخرين، فما علاج الحالة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أنا شابٌ عمري 25 سنة، بدأت معاناتي في مرحلة الثانوية، أصبحت أعاني من الخوف من التحدث أمام الآخرين في الفصل، ولا أستطيع التحدث بطلاقة، إنما بـ"تعتعة" ونبرة قلق في صوتي، ثم تمادت حالتي إلى أن أصبحت أتعرق من ناحية الوجه أثناء الحديث مع الآخرين الذين أختلط بهم قليلاً فأصبحتُ أتحاشى الجلوس معهم والحديث معهم.

كذلك أشعر بالقلق أثناء الحديث مع الجنس الآخر (النساء) والخوف منهن، لما يسبب لي هذا التصرف من إحراج كبير.

علماً بأني لما كنت في سن 15 لم تكن هذه الحالة موجودة لدي، بل كنت جريئا في الحديث والفعل.

لا أعلم ماذا أصابني؟ وماذا أعمل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

لا تستغرب؛ فإن هذه الحالة التي وصفتها هي حالة معروفة جدا، وهي حالة من الارتباك أو الخجل الاجتماعي، بحيث تجد صعوبةً في الحديث مع الآخرين رجالا ونساء، أو غير ذلك من المواقف.

الرهاب الاجتماعي حالةٌ قد تبدأ فجأة، وأحياناً من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس، وفي بعض المناسبات كالحديث مع الكبار أو النساء، وقد يشعر الشخصُ باحمرار الوجه وتسرع ضربات القلب، وجفاف الفم والتعرق، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكلٍ طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة فقط، أو يتحدث مع صديق له على انفراد.

طبعا لا يمكن وجود هذه المشكلة عندما كنت في الـ15 من العمر -سن المراهقة-؛ لأنك عندها لم تكن تلقي بالاً كثيراً للناس الآخرين.

قد يترافق هذا الخوف أو الارتباك ببعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس، وكأنه سيغمى عليك، أو أن الناس ينظرون إليك، وقد يحاول الشخص الإسراع في حديثة أو طلبه من الآخرين لأنه قد يشعر بضيق التنفس وكأنه سيختنق.

مجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع، وقد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

في معظم هذه الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه المرحلة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، بحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه.

هذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء، وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، وأن تحاول أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالحديث مع من تتعامل معهم، فهذا التجنب يزيد الأعراض والارتباك ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه الأماكن، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

إذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطع السيطرة عليها فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

أشعر بأنك ستقوم بتجاوز هذا من نفسك ومن دون الحاجة للاختصاصي النفسي، صحيح أن الأمر قد لا يكون سهلا في البداية إلا أنه سيسهل مع الوقت.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2337 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3565 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ