أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نوبات الهلع المتعبة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا اسمي دانية من سوريا، منذ ثلاث سنوات وبسبب ضغط شديد أصابتني الأعراض التالية:

1- شعور بالخوف الشديد بدون سبب يدعو لذلك الخوف.
2- عدم الرغبة بالطعام أبداً.

وأعطاني الطبيب زولفت (50) حبة واحدة يومياً، ومهدئاً قبل النوم، وبعد أسبوعين تحسنت حالتي، وبعد شهر من الحادثة عدت طبيعية تماماً، وبعد سنة ونصف حاولت إيقاف الدواء تدريجياً، وبعد شهر من إيقاف الدواء بدأت الأعراض تظهر، ولكن بشكل أخف، فلجأت للدواء مرة ثانية، لا أعرف لماذا انتكست، وظننت أن السبب هو أني أجريت عملية جراحية في فترة إيقاف الدواء.

منذ شهرين تقريباً أوقفت الدواء مرة ثانية، ولكن للأسف بعد شهر من إيقاف الدواء عادت الأعراض بشكل شديد جداً، ونوبات الهلع كانت شديدة جداً، لدرجة أني شعرت أني سأجن أو سأنفصل عن الواقع وأخسر عقلي، وزادت الحالة بأني أصبت باكتئاب شديد، وعدم رغبة بالحياة، وبعد مراجعة الطبيب عدت لتناول زولفت (50) حبة واحدة يومياً، مع مهدئ لوكسوتان (1.5) قبل النوم، وأنا الآن بصحة جيدة، ولكن عندي سؤال لم يجبني طبيبي بشكل واضح، وأريد منك جواباً صريحاً، وأنا مؤمنة بالله مهما كان الجواب، والسؤال هو:

1- هل هذا المرض مزمن ؟
2- هل زولفت يقوم فقط بإيقاف هذه الحالة النفسية؟ وبعد إيقاف الدواء أعود لأمرض؟ أو هو دواء يعالج هذه الحالة؟
3- كيف سأستطيع الإنجاب؟ وخاصة أن هذه الأدوية تشوه الجنين، وأنا لا أستطيع أن أتحمل إيقاف الدواء أثناء الحمل والعودة لنوبات الهلع البشعة !!
4- بماذا تنصحني للتخلص من هذه النوبات، أو إذا كانت مزمنة بماذا تنصحني لتخفيفها؟

أرجو منكم الإجابة، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الأخت/دانية حفظها الله،،
السلام عليكم ورحمة الله،،


لابد أن نبحث في أسباب هذه النوبات التي تأتيك، أنت قلت أنها كانت نتاج ضغوطات شديدة، وأنا أود أن أضيف أيضًا أن العوامل المرسبة قد تكون لعبتْ دورًا فيها، وهذه العوامل المرسبة تتلخص في أن بعض الناس شخصياتهم أصلاً لديها القابلية والاستعداد للقلق والتوتر والمخاوف، فإذن أتتْ الظروف الحياتية ووجدتْ تربة شخصيتك ومكوناتها الأساسية خصبة جدًّا لحدوث الخوف والقلق والهرع. هذا من الناحية السببية.

أما من ناحية العلاج، فالعلاج الدوائي ممتاز، لكن يجب ألا يُؤخذ لوحده، هنالك برامج سلوكية معروفة في مقاومة القلق والمخاوف، من أهمها تمارين الاسترخاء، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة جيدة، تحقير فكرة الخوف والقلق، توسيع الشبكة والنسيج الاجتماعي التواصلي، تطوير المهارات بجميع أنواعها... فهذا كله مهم ويعتبر علاجًا أساسيًا، وكل الذين تأتيهم أو ترجع إليهم الانتكاسات - خاصة بسرعة – لم يستفيدوا بالجوانب العلاجية غير الدوائية، لأن المرحلة الأولى – وهي مرحلة العلاج – بالدواء، هذه (حقيقة) تسيطر تمامًا على الأعراض النفسوجسدية، لكن الأعراض النفسية البحتة لا يمكن السيطرة عليها إلا من خلال الممارسات السلوكية.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تكوني حريصة على هذا، وهناك نقطة أخرى، وهو أن الإنسان يحدث له النضوج النفسي التلقائي، بمعنى أنه بمرور الزمن يتواكب ويتواءم مع أعراضه، فتجدها إذن تدخل في وضعية الضعف والانحسار حتى تنتهي تمامًا، هذا هو الموقف وأرجو أن تكوني على وعي وإدراك بأهمية التطبيقات السلوكية بجانب العلاج الدوائي.

سؤالك: هل هذا مرض مزمن؟ .. لا نقول أنه مرض مزمن، لكن هنالك قابلية للانتكاسات في حالته إذا لم تُؤخذ بالأسباب السلوكية كوسيلة علاجية للوقاية.

سؤالك: هل زولفت يقوم فقط بإيقاف هذه الحالة النفسية؟ .. الزولفت يقوم بعلاج الأعراض النفسوجسدية علاجًا كاملاً، وذلك من خلال تنظيم كيمياء الجسم، خاصة الموصلات العصبية التي يُعتقد أنها هي السبب في ظهور هذه الحالة، وهو يقتلع المرض من أصله، لكن احتمالية الانتكاسة موجودة، خاصة إذا لم تُطبق التمارين والإرشادات السلوكية.

سؤالك: كيف أستطيع الإنجاب خاصة وأن هذه الأدوية تشوه الجنين؟ .. هذه المشكلة الحمد لله تعالى قد حُلَّت تمامًا، الآن هناك أدوية سليمة يمكن استعمالها في فترة تخليق الأجنة، والمبدأ العام بالطبع هو تجنب الأدوية خاصة في هذه الفترة، لكن مثلاً عقار (بروزاك) أُثبت الآن أنه عقار ممتاز جدًّا وسليم جدًّا، حتى في مراحل الحمل الأولى. الزولفت قد لا يكون دواء سليمًا مائة بالمائة. عقار (تفرانيل) من الأدوية القديمة، لكنه جيد لعلاج نوبات القلق والهرع، وفي نفس الوقت هو سليم أثناء الولادة. مثلا (الزولفت) يمكن أن يستعمل مع الرضاعة.

إذن أصبحت هناك حلول أيتها الفاضلة الكريمة، ولا تنزعجي لذلك، والأطباء من أهل الاختصاص والمعرفة والعلم يعرفون ذلك تمامًا.

نصيحتي الأخيرة لك هي: تكثيف تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جدًّا، والاستشارة رقم (2136015) قد تكون مفيدة لك - إن شاء الله تعالى – والنصيحة الأخرى هي: صرف الانتباه عن الأعراض، وذلك من خلال الحيوية والفعالية وتعدد الأنشطة والتخلص من الفراغ، وأن تحفزي نفسك دائمًا من خلال إنجازاتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8728 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1150 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1704 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2669 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ