أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : فقدت الأمل في الغد وفي الزواج .. فما نصيحتكم؟
السلام عليكم
عمري 44 سنة، موظفة -والحمد لله- أنا عزباء، وقد بحثت طويلا لنفسي على رجل من أجل الزواج، تعرفت على الكثيرين في النت، ولم أجد الصادقين مطلقا، فهم يريدون الحرام، وفقط وللأسف انزلقت رجلي مع رغباتهم الشيطانية آخر واحد تعرفت عليه عمره 53 سنة، وأب لأولاد، وهو مصري، أفهمني أنه أرمل، وبعد زواج ابنته الثانية مباشرة يتزوجني، لكنني فوجئت به يخبرني أن زوجته حية ترزق، صدمت وكرهت نفسي والدنيا كلها؛ لكنني لست أدري كيف عدت إليه، وقبلت أن أكون زوجته الثانية، لكنه أجابني أن فوق كاهله ديون لا تتحملها الجبال، وأنه فقير معدم، وأنه لا يمكن أن يغضب أولاده بزواج ثان، بعد أن قضى معي أكثر من عام يعبر لي عن جنونه بي.
أريد منكم النصح؛ لأنني فقدت الأمل في الغد، وفي الزواج، والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نصيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا وأختنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يهيأ لك من أمرك رشدًا، وأن يرزقك الزوج العاقل الفاضل الذي يُنسيك مآسي الحياة، ويُنسيك هذه المواقف السالبة، ونحسب أن من يدخل طريق النت لابد أن يتعرض لمثل هذه الخديعة، فهذا عالم هلامي، وعالم تمثل وكذب، وعالم دجل، وعالم لا يوصل إلا القليل للحقيقة مع الكثير من الأكاذيب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد الجميع إلى الحق والصواب، وننصحك دائمًا بأن تحشري نفسك في الصالحات، وتكوني مع المؤمنات في مواطن الخيرات، واعلمي أن لكل واحدة منهنَّ ابن، أو أخ، أو محرم يبحث عن أمثالك من الصالحات ممن يُردن الخير والعفاف والطهر، ممن يرغبن في تأسيس علاقة على هدىً من الله ونور.
ولذلك نتمنى أن تخرجي من العالم الافتراضي – من عالم النت، من عالم الماسنجر – إلى العالم الفعلي الواقعي، فتتلمسي من حولك وتحشري نفسك كما قلنا في زمرة الصالحات، ولابد أن تُدركي أن هناك من يبحث عن أمثالك من الفاضلات، فلا تدنسي سمعتك بالدخول إلى ذلك العالم المظلم، الذي لا ينتهي إلا إلى لا شيء والعياذ بالله، واعلمي أن الزواج قضاء من الله وقدر، وأن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، فاشغلي نفسك بالطاعة، وتوجهي إلى الذي يعلم السرَّ وأخفى، واحرصي دائمًا على أن تجتهدي فيما يُرضي الله تبارك وتعالى، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، فإن قلوب الرجال وقلوب النساء وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها.
وحذاري من اليأس، فإن الخير من الله لا ندري متى يأتي، بل إنا لا ندري هل الخير في أن نتزوج، في أن نجد الأموال، أم الخير في غير ذلك، فالمؤمن دائمًا يتوجه إلى الله، ويرضى بما قسم الله تبارك وتعالى، وقد مدح ابن الجوزي سلف الأمة فقال: (كانوا يسألون الله، فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يُجاب، أو يقول: لعل المصلحة في ألا أُجاب).
فاجتهدي دائمًا بالتقرب إلى الله تبارك وتعالى، وتفكري فيما قالوه (فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه ويقول: مثلك لا يُجاب) ثم يرجع بالمراجعة والاستغفار، والتوجه إلى الله، وبالتوبة، ثم يُعيد الكرّة فتأتيه الإجابة، أو يقول (لعل المصلحة في ألا أُجاب) فأحيانًا الإنسان لا يدري متى يأتيه الخير، والإنسان إذا توجه إلى الله لابد أن يفوز، بأن يستجيب الله دعوته، أو يدفع عنه من الشر والبلاء مثلها، أو يدخر له من الأجر والثواب مثلها، حتى قال عمر: (إذًا نُكثر) فقال - صلى الله عليه وسلم -: (الله أكثر).
فتوجهي إلى الله وأكثري من الدعاء، والله أكثر، وتجنبي اليأس، واعلمي أنه إذا وُجد في الرجال من يخدع فستجدين بحول الله وقوته وعونه وفضله الصادق، فلا تعممي هذه التجارب، واعلمي أنك تدخلين في عالم الأصل فيه هو الدجل والكذب، ولكن عيش الإنسان بين الناس، ولكن عالم الحقيقة، ولكن محافظة المرأة على عفتها وحيائها، هو الذي يجلب لها الرجال، يجلب لها الصالحين منهم، فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، واعلمي أن السعادة الحقة للمؤمن في طاعته لله تبارك وتعالى؛ لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة، الراضية بقضاء الله وقدره، المواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، فإذا وجد الإنسان بعد ذلك مالاً أو زوجًا أو خيرًا أو عقارًا، فذلك خيرٌ إلى خير، ولكن الزواج والذهب والفضة والعقارات لا تجلب السعادة وحدها، إلا إذا كان صاحبها من أهل الإيمان، من أهل الرضا بقضاء الله تعالى وقدره.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك القناعة، وأن يسهل أمرك، وأن يرزقك عاجلاً الزوج الصالح الذي يُنسيك صعاب الحياة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونوصيك بتقوى الله، ثم بكثرة الاستغفار، ثم بكثرة الدعاء، ثم بكثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – ثم بحمل مشاعر الخير بنفس طيبة تجاه الآخرين، ثم عليك بمساعدة من يحتاج للمساعدة، حتى يكون العظيم سبحانه وتعالى في حاجتك، فإنه من كان في حاجة أخيه كان الله تبارك وتعالى في حاجته.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير، ونرحب بك مجددًا في موقعك، ونحن على الاستعداد لإجابة كل التساؤلات، وشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من إخواننا والأخوات، ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ | 1913 | الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ |
أعجبت بشاب وأُعجِبَ بي ونريد الزواج، ما الطريقة الأسلم للتقدم؟ | 821 | الأحد 19-07-2020 04:39 صـ |
أنا فتاة كيف أتصرف مع ابن عمي وإعجابه بي؟ | 750 | الاثنين 13-07-2020 03:03 صـ |
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! | 2264 | الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ |
أريد أن أخطب فتاة كان أخي قد تقدم لخطبتها ولم يوافقوا عليه | 713 | الأحد 05-07-2020 03:33 صـ |