أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أكظم غيظي وأتعامل مع الأطفال بالشكل المطلوب

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

لاحظت مؤخراً -تقريباً قبل عام وإلى الآن- أنني بدأت أتضايق وبشدة من وجود الأطفال حولي، أو إن كانوا من مسؤوليتي، علماً أن عمري 16 عاماً، وأعاني من عدم القدرة على التحكم بأعصابي، والغضب السريع من أخطاء الأطفال من حولي، أو للفوضى التي يعيثونها في المكان، لدي أخت عمرها 4 سنوات، واثنان من الإخوة، لا أشعر بأنني قريبة جداً منها، وأحياناً أغضب منها بسبب بعض تصرفاتها، فهي تستفزني بعنادها، وعدم قبولها بمشاركة ما تمتلك من ألعاب أو طعام مع أي شخص آخر، أحياناً أغضب منها وأصرخ في وجهها، وعندما أعود لطبيعتي أندم كثيراً وأراجع نفسي، وأتذكر أن هذا سيجعل منها شخصية انطوائية، منعزلة، وغير قوية، وأندم كثيراً وأتضايق، وأحاول إصلاح ما أفسدت، ولكن عندما يكسر الزجاج يصعب إعادة جمعه وتركيبه، وأختي بطبيعتها ليست اجتماعية بصورة كبيرة، تندمج مع أشخاص قليلين حولها، ومستواها ممتاز بالروضة، ولكن ليس ممتازاً جداً كبعض الطلاب المميزين بصفها.

أمي تقريباً من نفس النوع السابق، فعندما ترفض أختي الاستجابة لطلباتها أو تستفزها بعنادها وبتصرفاتها، تغضب منها وتضربها، ولذلك أختي أقرب إلى أبي وجدتي منها إلى أمي وإلي، قرأت الكثير من الكتب التي تتحدث عن الأطفال وتربيتهم بطبيعة أني مسؤولة عن أختي في أوقات كثيرة، عندما تناقشني بهذه المواضيع، أعطيك دورة كاملة بفهم واسع وشامل.. ولكن عند التطبيق العملي أفقد سيطرتي على نفسي.. وأغضب وأستفز بسرعة.. أنتقد أمي في كثير من الأحيان لطبيعة تعاملها مع أخوتي، ولكن ضغوطات العمل والمنزل والحياة، جعلتها هكذا.. ومع السنوات التي عايشتها مع أمي.. اكتسبت هذه الطباع منها, علماً أنني كنت في طفولتي وحتى 12 عاماً هادئة محبة للأطفال، منعزلة وغير اجتماعية.. إلا أن شخصيتي تغيرت.. لا زلت أحافظ على بعض هدوئي.. ولكنني أصبحت أستفز من وجود الأطفال العنيدين حولي!! مع أنني عنيدة وكل من حولي يشكو من عنادي !!

كيف لي أن أسيطر على نفسي وأحسن بناء شخصيتي وشخصية أختي، فأبحر بها بعالم الابداع والتفوق الدراسي والاجتماعي.. شعور مؤلم ينتابني دوماً بأنني سبب من أسباب ضعف شخصية أختي اجتماعيا.. وأعرف نقاط ضعفي ومشكلتي، خاصة بعد قراءة كتاب (كلمات نقتل بها أولادنا، لا تقولوها أبدا) ولكن أحتاج للحل الجذري بتوضيح من حضرتكم جزاكم الله خيراً.

ثانيا: أنا الآن في بداية عامي الدراسي في الحادي عشر علمي.. وبصراحة أشعر بتوتر وإرهاق وصعوبة كبيرة في الدراسة وتنظيم الوقت نظراً للمتطلبات الكثيرة للعلمي وامتحاناته الكثيرة والمتعددة، فكيف يمكنني تنظيم وقتي بطريقة تجعلني أرفع من مستوى تحصيلي وموازنة باقي أمور حياتي؟ حيث أن معدلي بالصف العاشر كان 94.5% ولكن في هذا العام بدأ ينزل بعد دخول الكيمياء والفيزياء والأحياء إلى عالمي الجديد؟! وهل إضافة دورات لا منهجية كدورات التنمية البشرية إلى وقتي في أثناء العام الدراسي ودوامه سيؤثر علي سلباً؟ أم أنه يفضل التركيز على أمر واحد فقط؟ مع أنني في العام الماضي أخذت 3 دورات بجانب دراستي، وكان معدلي هكذا.. كنت أشعر بشعور جميل لامتلاء وقتي.. وإنجازي العديد من الأمور ونيلي الشهادات، أصل بيتي الساعة الثانية ظهراً في أيام المدرسة بدون دورات، والسادسة مساءً في أيام الدورات، وما أفضل وقت للدراسة؟

أعاني من مشكلة محددة في مادتي الفيزياء والأحياء.. وذلك بسبب متطلبات الحفظ الموجودة فيهما، وتغير المعلمات والمدرسة والطالبات حولي.. فكيف لي أن أتغلب على هذه الهواجس، وأن أبحر فيهما بقلب متشوق لمعرفة ما في داخل سطورهما؟ علماً أنني في بعض الأحيان أشعر بقليل من الندم لاختياري العلمي الذي يعد أصعب من الأدبي، وذلك كلما أتذكر سهولة تحصيل العلامات في المواد الأدبية وحبي للتربية الإسلامية والعربي واشتياقي لحصص التاريخ.. وكلما أواجه ضغط الامتحانات، أبحر في عالم الندم.. وراحة صديقاتي في الأدبي!!

طولي 167سم، وكتلتي 73، فما أفضل الطرق لإنزال وزني ليتلاءم مع طولي، علماً أنني أعاني من دهون وشحوم في منطقة الأرداف والبطن.. وما هي التمارين اللازمة؟

أعتذر عن الإطالة.. وبارك الله فيكم، وجزاكم خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالحقيقة أنا لا أراك مريضة نفسيًا، بل على العكس تمامًا أنت إنسانة متفوقة، ولديك درجة التحفز والدافعية مرتفعة جدًّا، وهذه خصال جيدة وحميدة، لكن قد تنعكس على صاحبها سلبًا، وينتج عنها القلق الانفعالي الذي يجعل الإنسان يعيش بعض الصعوبات، مثل الذي تحدث لك في التعامل مع الأطفال، وكذلك فيما يخص عدم مقدرتك على قبول قيم الآخرين والتوتر الدراسي.

أيتها الكريمة الفاضلة: يجب أن تخاطبي نفسك مخاطبة معرفية، وتعترفي بذاتك بأنك قلقة، وأن هذا القلق يمكن الاستفادة منه، وذلك من خلال توجيهه في القنوات الصحيحة، وليس في اتجاه العناد أو العصبية والتعصب لشيء واحد.

حقيقة أنا أريدك أن تذكري نفسك بأن المرونة الفكرية مطلوبة، والإنسان الذي يكون آحادي المنطق يتعب نفسه ويتعب الآخرين. أنا لا أقول أنك أحادية المنطق، لكن أعتقد أن الضوابط التي تفرضينها على شخصيتك صارمة جدًّا. لا أقول لك اقبلي نوعاً من الفوضى في حياتك، لكن خففي من روعك، واصرفي انتباهك، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت تعطيك المجال لأخذ راحة كافية، لممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء، الاطلاعات غير الأكاديمية، الترفيه عن النفس بما هو مباح ومتاح، صلة الرحم، الانخراط في عمل ثقافي أو اجتماعي أو خيري. هذه كلها حقيقة توجه هذه الطاقات القوية والنافذة لديك.

أنا أعتقد أنك محتاجة لشيء كهذا، وهذا سوف يفيدك، وبصورة شعورية أو لا شعورية، سوف تجدين أنه قد فُتحت لك آفاق جديدة، وحدث لك انجذاب نحو أشياء لم تكوني تعيريها اهتمامًا في أول الأمر، وهذا سوف يعود عليك إيجابيًا فيما يخص صحتك النفسية.

بالنسبة لعدم تحملك للأطفال: أعتقد أن هذا نوع من إسقاط الغضب، والإنسان بطبعه في بعض الأحيان إذا كان مكتنزًا للغضب والانفعال الزائد يُسقط هذا الانفعال على من هم أضعف منه، لذا تجده لا يتحملهم ويحاول أن يطبق منظومته القيمية عليهم.

هذا التفكير المعرفي يواجه من خلال تفكير معرفي مضاد، والتفكير المعروف المطلوب هنا: أن تنظري إلى هؤلاء الأطفال كفئة جميلة وديعة خصبة غضة، يجب ألا نُسقط عليها غضبنا، ذكّري نفسك دائمًا بهذا الأمر، وهذا بالتدرج سوف يساعدك على المزيد من التواؤم والتكيف مع النمط والنسق الجديد.

أنا أعتقد أنك في حاجة ماسة جدًّا لتطبيق تمارين الاسترخاء والحرص عليها، وأخذ الأمر بجدية، خاصة فيما يتعلق تطبيق التعليمات والاستمرار على التمارين. إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) اطلعي عليها، وإن شاء الله تعالى سوف تجدينها مفيدة جدًّا.

بالنسبة لموضوع تنظيم الوقت من أجل حسن التحصيل الدراسي: أولاً كما هو معلوم يجب أن يستشعر الإنسان أهمية التحصيل العلمي.

ثانيًا: ضعي ركيزة فكرية أساسية، وهي أن الواجبات أكثر من الأوقات، ومن ثم حددي جدول أسبقياتك، وأفضل وقت للدراسة هو بعد صلاة الفجر، خاصة في هذه الأيام صلاة الفجر متأخرة بعض الشيء، والإنسان يستيقظ في الصباح ويكون قد نام نومًا مريحًا وسليمًا، هذا يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، ومن ثم يجعل المستقبلات العصبية في وضع يُهيئها لتقبل معلومات جديدة وحفظها بكل رصانة وجودة، والإنسان حين يتحصل على المعرفة صباحًا ويكون قد قام بواجبه الدراسي تجده منشرحًا بقية اليوم، وتسهل عليه الأمور، لأنه قد بدأ بداية صحيحة.

أيتها الكريمة الفاضلة: اجعلي الصلوات مرتكزات لإدارة وقتك: ماذا سوف أقوم به بعد صلاة العصر أو صلاة المغرب أو قبلها – وهكذا -؟ من خلال هذه المرتكزات تستطيعين أن تتحركي تحركًا إيجابيًا.

أيتها الكريمة الفاضلة: التعامل مع الوالدة تضبطه جوانب الذوق والشرع، وبر الوالدين يفتح لك - إن شاء الله تعالى – آفاق الدنيا والآخرة، هذا احرصي عليه، وأنت مدركة لذلك.

ليس هنالك مانع أن تتناولي دواءً بسيطاً يعرف باسم (موتيفال) تناوليه حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجدين أن القلق قد زال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كم أحتاج من الوقت للتشافي من آثار العادة السيئة؟ 13335 الخميس 16-07-2020 04:13 صـ
أريد أن أجد فرصة لأصبح بحال أحسن في دراستي 685 الثلاثاء 07-07-2020 04:45 صـ
أحس بأنني فاشلة في كل شيء، وأني لا أستحق تخصصي 1228 الخميس 02-07-2020 03:45 صـ
كيف أتغلب على صعوبات الحياة؟ 973 الأحد 07-06-2020 01:42 صـ
أخشى أن يضيع حلمي في أن أصبح طبيبة بسبب ضعف همتي.. ما نصيحتكم؟ 1487 الاثنين 22-06-2020 10:07 مـ