أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التعامل مع أهل الزوج المستهزئين بالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأةٌ متزوجة أبلغ من العمر 25 عاماً، تزوجت منذ سنة ونصف.
ما الحكم في مخالطة جماعة من الأهل قساة القلوب، جاحدين، لا يصلون، لا يمتون للإسلام بصلة، يستهزئون بالدين وبالصلاة وبكل شيء اسمه الإسلام، لقد انقطعت عنهم بعد محاولات للدعوة، ولكن قلوبهم قاسية عن ذكر الله، لا يخافون الله وحسابه، لا يفقهون إلا الحياة وغرورها وزينتها، هذا كل همهم، لقد بعدت عنهم لفترة، هم يكرهونني لأنني متدينة وملتزمة ومستقيمة في حياتي ومع زوجي.
زوجي بعد فترة من زواجنا أصبح يصلي واستقام على شرع الله بعد مشكلة حدثت بيننا بسبب أمه الظالمة، مع العلم أن أمه ليست متدينة، أي على الموضة!! وهو بدأ بالصلاة منذ شهرين من زواجنا والحمد لله، أهله يتبعون ما تقوله أمه حتى الوالد، فهي الرجل ولها السلطة في كل شيء، متسلطة جداً، وقاسية وظالمة من خلال معاملتها معي بأسلوب خبيث جداً، ألسنتهم حادة معي، لا يريدونني أن أتحجب، ولا يرغبن بي لأنني التزمت بأمور هم فيها عديمو الفقه، كلما تكلمت معهم عن موضوع الدين يرتعشون مني وكأنني أقبض أرواحهم، سبحان الله !!! لا يحبون أن يستمعون إلى شيء اسمه الإسلام أو الله أو محمد، فهم يخافون جداً من ذكر أمور الدين، أمه وأخواته يريدون أن يتخلصوا مني؛ لأنني زوجة ابنهم المثقفة والمتعلمة في أمور هم جهلة فيها وهم جاهلون في معنى الحياة وأذكياء في التصرفات الخبيثة، فهم يحبون مثلاً فتح الفنجان وفتح البخت وما شابه ذلك! ولا يفقهون شيء إلا الحياة وغرورها، ولا يعرفون شيئاً عن الله وأسمائه وصفاته، لا ينطقون باسم الله، الأم -كما ذكرت آنفاً- هي المسيطرة وتمسك زمام الأمور، أنا أخاف على حياتي منها، فهي قوية جداً، وخبيثة تلعب لعبتها وهي صامتة وهادئة لكن عيونها تتكلم!! فهي تخوفني أحياناً بنظراتها وتحاول أن تجعلني أخضع لأوامرها مع الباطل والحق، إذا قلت الحق يكرهونني، وأخاف منها أن تعكس شياطينها على زوجي، زوجها لا يتفوه بكلمة، يريد مصلحته فقط، في الشغل أناني وطماع، أيضاً لا يصلي، هي مسيطرة عليه بشكل سلطوي، لا أرى منه كلمة جيدة يطمئن لها قلبي، والله على ما أقول شهيد؛ لأنني مجروحة منهم جرحاً عميقاً .
أرجو منكم توجيهي، كيف أتعامل معهم؟ مع العلم بأنهم لا يتكلمون معي ولا أتكلم معهم؛ كونهم مقصرين معي ويعاملونني بإهانة غير مباشرة، فقررت في أني لا أتكلم معهم بعد تجربة طويلة وتدخل من الأهل والمعارف لحل مشكلتي، لكن إلى الآن لا أجد من يسأل عني منهم، مع العلم بأنني وحيدة لأمي، أريد أن أبقى مع زوجي ولا أخالطهم، زوجي متضايق منهم، أرى ذلك في قلبه، لكنه يزورهم، لقد أساءوا إلي وإلى والدتي وإلى كل أهلي يوم العرس ويوم الزفة، وأصبحنا بين الفراق وبين الطلاق، ولكن زوجي تمسك بي والحمد لله، الآن أعيش بشكل شبه مرتاح معه، لكن قاطعت أهله، أخذت على نفسي شرطاً أن لا أتكلم معهم؛ لأنهم مهما حاولت وعملت وأصلحت لا أرى فائدة منهم غير الدمار لي والخراب وجلب المشاكل والحالة النفسية لي ولزوجي، لأنهم أنانيون لا يفكرون إلا في نفسهم، لا يرحمون أحداً، زوجي يحب أمه لكن يكره أفعالها التي أدت بنا إلى الطلاق والحالة النفسية في بداية زواجنا، وبعد تفهمه للموضوع أصبحنا لا نتكلم عنهم، ولا هو يقول لي شيئاً عنهم فأنا كأنني في بلد وهم في بلد، حسبي الله ونعم الوكيل.
أرجو منكم حلاً لهذه المشكلة، أو نصحي أن أبقى وأترك ذلك للأيام، أنا الآن على حالي مرتاحة، بارك الله فيكم .
ماذا نقول عن هؤلاء الذين لا يحبون إلا أنفسهم والحياة فقط؟ أنا أعرف ماذا أقول، والله هذا هو ما هم عليه، وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يديم ما بينك وبين زوجك من محبة وتفاهم وسعادة، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يهدي ويصلح أقارب زوجك.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن ما قمت به من قطع العلاقة هو الحل الأمثل على الأقل في الفترة الحالية؛ نظراً لما يترتب على الاحتكاك المباشر من مشاكل لا داعي لها، ومع ذلك فإني أنصح بالدعاء لهم بالهداية والصلاح، وهذا أمرٌ لن يكلفك شيئاً، ولكن بلا شك سيأتي أُكله في يوم ما بإذن الله رب العالمين، فلقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولقد دعا الأنبياء لسنوات لأقوامهم أو عليهم حتى استجاب الله لهم، فهذا نبي الله موسى وأخيه هارون يدعوان على فرعون وقومه لمدة تصل إلى أكثر من أربعين سنة حتى أجابهم الله قائلاً: (( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ))[يونس:89] وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو لسنوات لبعض المشركين حتى هداه الله وشرح صدره للإسلام.
فأوصيك ونفسي أولاً بعدم ذكرهم بأي سوء أو نقيصة، خاصة أمام زوجك؛ حتى لا يتغير عليك وكذلك أمام أي أحد من الناس.
ثانياً: أن تكثري من الدعاء لهم بالهداية والصلاح فالله على كل شيء قدير.
ثالثاً: لا مانع من مواصلة الهجر ما دام فيه الخير حتى تتحسن العلاقة، وببركة الدعاء سيكون ذلك قريباً إن شاء الله.
رابعاً: عليك أنت بالتوبة والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لاحتمال أن عندك بعض الذنوب المستمرة التي ابتلاك الله بسببها بهؤلاء الأشرار، فأكثري مما ذكرت حتى وإن لم تذكري معاصي معينة، فالتوبة واجبة في كل حال كما ذكر العلماء.
وأنا واثق من أن الأمور سوف تتحسن قريباً إن شاء الله، فأحسني الظن بالله، وأكثري لهم من الدعاء، وسيقر الله عينك بصلاحهم إن شاء سبحانه.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ | 3279 | الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ |
كيف أتخلص من الكره الذي أثر على حياتي؟ | 1946 | الثلاثاء 28-04-2020 04:16 صـ |
زوجي لم يعد يهتم بي وبأولاده، ولا يهمه إلا أهله وأصدقاءه! | 1765 | الخميس 09-04-2020 05:50 صـ |
زوجي متكفل بمصاريف أهله ومقتر معي فهل أتركه؟ | 2778 | الأربعاء 13-03-2019 05:16 صـ |