أرشيف المقالات

العلية الاجتماعية

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
8 التاريخ.

ما هو؟ (إذا أراد العالم أن يكون مؤرخاً، فعليه أن يكون رجل اجتماع.
)
للأستاذ فؤاد عوض واصف التاريخ.

ما هو؟ عنوان سبقنا إليه العلامة الألماني لامبرشت؛ فلعله كان من بين الذين أثارهم ذلك التضارب المثير والاختلاف الكبير بين اتجاهات التاريخ المختلفة، حتى لقد احتار طلاب العلم ولم يدروا، أهو أنف كليوباترا الدقيق الذي غير مجرى التاريخ المصري القديم، أم هل عوامل طبيعية وجغرافية لم يكن لسحر كليوباترا وجمالها دخل فيه، أم هو الشعب أقام التاريخ المصري القديم كما أقام كليوباترا وأقعده كما أقعدها؟ التاريخ.

ما هو؟ هل هو الإنسان بما ركب فيه من ميول ونزعات تنمو تارة فيزدهر التاريخ، وتضمحل أخرى فتضيع أصداؤه؟ أم هي الطبيعة بجبالها وأنهارها بغاباتها وأشجارها، ينمو التاريخ في أحضانها مزوداً بأعاصيرها ورياحها بثورتها وهدوئها، أم هو المجتمع يتمخض عنه التاريخ (كما يتمخض الناتج الكيميائي عن مزيج من العناصر)، دون أن يكون للفرد فيه أو للعوامل الطبيعية غير دور ثانوية؟.
التاريخ.

ما هو؟ كان التاريخ في عهوده الأولى عبارة عن مقطوعات نثرية لا تقرر الواقع، وكانت أغلب القصص التي تروى في ذلك الحين مختلفة، وكانت المعابد مكانا تسجل فيه بعض الأحداث ومعجزات الآلهة.
أما في روما، فكان أكثر ما يشغل الشعب الأخبار السياسية، ولذلك كانت تدون على جدران المعابد وجاء المؤرخون الأول من بلاد أيونا، واشتهروا بأسفارهم ورحلاتهم العديدة التي كانت عمادهم في جمع الأخبار وتسجيلها.
ومن هؤلاء هيرودوت أبو التاريخ الذي طاف بعدة بلاد، وزار مصر حيث تعرف إلى كهنتها، فكانوا له أكبر العون، وأمدوه بالقصص المختلفة وأخبار الآلهة ووقائع الحروب.
وجاء بعد هيرودوت توكيديدس واكزنوفان وغيرهما، ومجموع ما خلفه لنا هؤلاء وإن يكن يحوي الكثير من الحقائق، فإن الطابع الأدبي والشعري غالب عليه وفي القرون المسيحية الأولى كان التاريخ مقصورا على مجرد ذكر الوقائع والأخبار المسيحية المختلفة، وحتى القرن الثالث عشر الميلادي كان التاريخ في معظمه وقائع وأخبارا دينية، وكان غرض المدرسين أن يبينوا كيف أن الأحداث التاريخية تتابع في نظام إلهي؛ فالحياة الإنسانية سلسلة عجائب ومعجزات إلهية، هي تجليات لله في خيرها، وتجليات للشيطان في شرها. والنهضة الأدبية التي ظهرت في القرن الثالث عشر قادت إلى الكشف عن كثير من النصوص المفقودة، وأمدت التاريخ بعناصر جديدة، فظهرت لأول مرة مؤلفات تاريخية منظمة مثل مؤلفات مكيافيلي وفي القرن السادس عشر أصبح المؤرخ بعد حركة الاكتشافات الكبيرة، على علم ببلاد جديدة وشعوب جديدة؛ فاتسعت بذلك معلوماته واتجه إلى البحث في فروع جديدة من أفرع التاريخ كاللغة والديانات وغيرها.
وبعد الثورة الفرنسية ظهرت القوميات فكانت دافعا كبيرا للبحث عن منابع التاريخ القومي لرغبة الناس في التغني بماضي أوطانهم وتفوق عناصرهم، فظهرت الكتب التاريخية حافلة بالوقائع الحربية وتراجم مشاهير الرجال.
ولا يزال التاريخ يتقدم حتى بلغ المرحلة التجريبية؛ وظهرت الخطوط الأولى لهذا التقدم الهائل في مؤلفات بارتسولدنييور الذي يعد واضع منهج التاريخ العلمي، ومن عهده أصبح التاريخ يستند إلى مناهج شبيهة بمناهج العلوم الطبيعية، وأصبح المؤرخ يتخذ من نفسه موقف الباحث العلمي الذي يبحث عن الوقائع مجرداً عن كل غاية، وانحصر عمل المؤرخين في هذا الدور على جمع الوقائع والأخبار وتحديدها تحديداً علمياً وتنسيقها في مجموعات منظمة؛ ولم يكن المؤرخ يرمي إلى تفسير الوقائع أو بيان الرابطة العلية التي ترتبط بها الأحداث التاريخية لرغبته في الابتعاد كل البعد عن النزعة الذاتية ولكن هل من الممكن أن تكون هذه المجموعة الكبيرة من الوقائع المحددة تحديداً علمياً دقيقاً، هي كل عمل المؤرخ ينتهي عندها نشاطه؟ لابد للمؤرخ من أن يخطو خطوة أخرى حتى يجعل من الوقائع حقائق يقبلها العقل، ذلك لأن الواقعة التي تريد أن تؤكد نفسها من غير تفسير أو علة، لا يمكن أن تكون حقيقة مقبولة، لأنها وهي تقرر وجودها تنكر شرطاً أساسياً للوجود الحقيقي.
أن الوقائع المنفصلة - كما يقول كروتشه - جافة وثقيلة، ولابد للفكر من أن يغمرها بقبسه حتى تكتسب الصفة العقلية: (أن الوثائق والآثار تعود إلينا برجالها، فنتمثلهم أحياء عاملين منفعلين، نتمثلهم بأصواتهم وهيئاتهم وعاداتهم، وكأنهم عابروا سبيل التقينا بهم منذ فترة قصيرة.

ولكن تبقى خطوة ثانية، هي البحث عن الرجل الخفي وراء الرجل الظاهر، البحث عن المركز ومجموعة الأعضاء والعوامل الداخلية التي كانت علة حدوث الوقائع.

تلك هي الدراما الداخلية، شيء يختلف عن جمع الأخبار)
.
والقاعدة الأساسية لتي يعرفها المؤرخ الآن (اجمع الأخبار ثم اربطها علمياً وفسرها) الخطوة الأولى إذا في العمل التاريخي هي جمع الأخبار وتحديدها تحديداً علمياً دقيقاً.
والخطوة الثانية، وهي التاريخ بمعناه الحقيقي تتجه إلى تفسير الوقائع والكشف عن الروابط العلية التي ترتبط بها الأحداث التاريخية ولما كانت عملية التفسير التاريخي عملية ذاتية تعددت النظريات واختلفت الاتجاهات، ومن هنا جاءت كتب التاريخ مصبوبة في قوالب مختلفة وفي كثير من الأحايين متناقضة والذي نبغيه من هذا البحث العلمي هو تحديد هذه الاتجاهات المختلفة، وبيان أوجه النقد فيها، ثم نحاول أن نكشف عن هذا الاتجاه الجديد الذي يمكن رد الأبحاث التاريخية فتسلم من وجوه النقد.
وسنرى أن هذا الاتجاه هو علم الاجتماع الحديث، فموضوع التاريخ وعلم الاجتماع واحد، وهو الإنسان في نشاطه الاجتماعي. والاتجاهات المختلفة في التفسير التاريخي يمكن أن تنقسم إلى قسمين: 1 - نظريات ميتافيريقية أو ميتافيزيقية مقنعة بحجاب علمي 2 - نظريات علمية أولاً: النظريات الميتافيزيقية 1 - النظرية الدينية: تتلخص في القول بوجود علة متعالية هي رائدة الأحداث التاريخية تحددها وتقودها نحو غاية يعلمها الله.
وهذا التفسير لا يزال له أنصار معاصرون مثل لورنت البلجيكي وروخول الألماني وفتلت الإنكليزي؛ فعند هؤلاء علة الوقائع التاريخية هي إرادة الله، والتاريخ سلسلة من معجزات الله. 2 - النظرية العقلية: تتجه هذه النظرية في تفسيرها لعلل الوقائع التاريخية اتجاهاً يرمي إلى القول بأن هذه الوقائع تتم تبعاً لنظام عقلي مرسوم، وكل واقعة تاريخية لها غرض وجودي، ومن شأنها أن تحدث تقدماً في المجتمع ولإثبات خطا هذه النظرية يكفي أن نقول أن الأبحاث التاريخية العديدة تثبت لنا أن الوقائع التاريخية تتم في أغلب الأحايين أن لم يكن في كلها بعكس ما تزعمه هذه النظرية.
فليست الصفة العقلية بملازمة للوقائع التاريخية، فالمؤسسات وغيرها لا تقوم في الغالب إلا لإشباع رغبة منشئيها وأصحابها، وإن الحصر ليقصر عن تعداد الأحداث التاريخية التي كانت سبباً في تأخر المجتمع لا في تقدمه تبعا للصفة العقلية التي تزعمها هذه النظرية 3 - النظرية الهيجلية: وهي نظرية الأفكار التي تلاحظ من خلال الشعوب كرائدة وقائدة لها.
وقد ظهرت هذه النظرية في ألمانيا بشكل (الرسالة) توكل إلى الشعوب والأفراد فيكون الزمام بأيديهم فتحقق الأحداث التاريخية تبعاً لمشيئتهم وتوجيههم وهذه النظرية شبيهة بالنظرية السابقة، لأنها تفترض أن الأحداث التاريخية تتحقق بطريقة عقلية ومن شأنها تقدم المجتمع، فما قيل في نقد النظرية السابقة يمكن أن يقال في نقد هذه النظرية 4 - نظرية التقدم المستمر والضروري للإنسانية، وقد اعتنقت هذه النظرية من بعض الوضعيين وترد إلى العلامة سبنسر.
فسبنسر في كتابه (مبادئ علم الاجتماع) يزعم أنه بدراسته للأحداث التاريخية قد استنبط قوانين عامة تتحكم فيها وتعمل باستمرار على تقدم الإنسانية ورقيها.
وفي نظره أن الإنسانية تتقدم من البسيط إلى المركب، ومن المتجانس إلى اللامتجانس، وأنها تتطور أيضاً من الحالة الأنانية إلى الحالة الغيرية ولكن البحوث الحديثة قد أثبتت خطا نظريات اسبنسر كلها، فالأنانية موجودة في عصرنا الحالي، وفي كثير من الأحايين لا تختلف عن أحط أنواع الأنانية الموجودة في الشعوب البدائية؛ وحسبنا ما هو مشاهد في استراليا من قيام بعض الجماعات الأوربية بصيد الزنوج في عطلة الآحاد كأنهم يتصيدون حيوانات لا حق لهم في الحياة.
فالأنانية والغيرية موجود في الشعوب البدائية والحديثة بدرجة تكاد تتشابه في كثير من المواطن 5 - النظرية الحيوية: هذه النظرية استعارت تفسيرها من عالم الكائنات الحية، فقد أراد أصحابها أن يدرسوا فروع التاريخ المختلفة من لغة وقوانين وعادات.

الخ.
كما لو كانت كائنات عضوية حية تملك قوة وراثية كامنة فيها هي علة النشوء والتطور فيها.
ونضرب مثلا لنظرية التطور الحيوي بأبحاث برونتيير في تاريخ الأدب، وهي أبحاث شهيرة استعارت تفسيراتها من عالم الكائنات الحية وسينوموس يرد على هذه النظرية بالقاعدة الآتية: (إذا أردت أن تبحث عن علل حادث تاريخي فأبدا بتفسيرها تجريبياً، وإذا أردت أن تستعمل تجريدات بعد ذلك فابتعد عن كل مجاز يظهر هذه العلل في صورة موجودات حية.
)
هذه هي أهم النظريات الميتافيزيقية والشبه ميتافيزيقية التي تناولت تفسير الأحداث التاريخية والكشف عن عللها بوجهات نظرها المختلفة.
وقد بينا وجوه النقص في هذه النظريات المختلفة وقصورها الواضح في بيان التفسيرات الصحيحة للأحداث التاريخية.
ثانياً: النظريات العلمية 1 - النظرية الجغرافية والظروف الطبيعية المحيطة بالإنسان: ترتبط الوقائع التاريخية تبعا لهذه النظرية ارتباطا علميا يقوم على الظروف الإقليمية والاختلافات الجغرافية والطبيعية.
فعند راتزك، الجبال والأنهار والبحار وغيرها من العوامل الجغرافية هي العلة المباشرة للوقائع التاريخية.
فمثلا متشنيكوف يقول: (إذا تساءلنا عن العامل الذي كان سبباً لأن تصل المدنية إلى درجة النضوج فسيكون الجواب: أنه المكان الذي هيأ أكثر من غيره مجالا لتكاثف الناس) والآنسة سميل تقول: (إن انتقال المخترعين الأول من الشرق إلى الغرب إنما كان للتخلص من كلاب جيرانهم ونباتحهم المزعج) وهذه النظرية شائعة في الكتب التاريخية إلى حد كبير، وتحمس لها الكثيرون من أئمة التاريخ كمونتسكيو وابن خلدون.
والواقع أنه إذا كان للظروف الجغرافية والطبيعية الأثر الذي لا ينكر، فإن الإنسان بما امتاز به من قوة فكرية يخضع في الطبيعة في أغلب الأحايين ويسيطر عليها، وهذا ما جعل كلود برنارد يقول عن الإنسان: (أنه السيد الآخر للطبيعة) 2 - النظرية المادية التاريخية: هذه النظرية تنظر إلى الحياة الاقتصادية كعلة للوقائع التاريخية.
فالطاحونة التي كانت تدار بالهواء قد أوجدت مجتمعا (يتحكم فيه أمراء الإقطاع، وأما الطاحونة التي تدار بالبخار فقد أوجدت مجتمعا رأسماليا)؛ فالتحول الاجتماعي من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي يرجع إلى تحول الطاحونة التي تدار بالهواء إلى طاحونة تدار بالبخار.
وأهم من قال بهذه النظرية هو كارل ماكس.
فكارل ماركس جعل الحياة الاقتصادية هي العامل المحرك للحياة الاجتماعية والأحداث التاريخية وموقف الإنسان ما زاد الحياة الاقتصادية موقفاً (سلبياً وهذه النظرية برغم شهرتها حافلة بالأخطاء النظرية والعملية.
فأتباع كارل ماركس أنفسهم في عصرنا الحالي في روسيا وإن اتفقوا مع أستاذهم في كون العامل الاقتصادي هو أهم العوامل الاجتماعية، فهم يخالفونه في نظرته إلى الإنسان باعتبار موقفه من الحياة الاقتصادية موقفا سلبيا؛ فالاشتراكية الحديثة تقرر أن الإنسان عامل إيجابي وإن الحياة الاقتصادية ترتد إليه، فهو الذي ينميها ويوجهها سواء السبيل. وإن المقام ليضيق بنا إذا أردنا تعداد الأخطاء النظرية والعملية من النظرية المادية التاريخية التي سلبت الحياة والفكر من الإنسان الناطق وأعطته للمادة الصماء.
3 - النظريات النفسية: أهم هذه النظريات بالنظريات بالنسبة للتاريخ نظريتان: (ا) نظرية التقليد. (ب) نظرية الدوافع. (ا) نظرية التقليد: أول من قال بهذه النظرية جبرائيل تارد وتتلخص في أن ظهور فرد قوي أو قائد شجاع يكون عاملا على انبثاق حضارة جديدة.
فنظرية تارد تنسب كل الأحداث التاريخية إلى أفراد وهم الرجال العظماء فتراهم يقولون (نابليون فهل كذا وكذا.
)
.
والعلة التي جعلت إنجلترا في عهد الملكة (آنا) تختلف عن إنجلترا في عهد الملكة اليزابيث، والتي جعلت جامعة هارفرد اليوم تختلف عنها منذ عشرات السنين إنما ترجع إلى أفراد (أنه الفرد منبع الأفكار الجديدة، والاختراعات والقواعد القضائية وغيرها من عوامل الإصلاح.
)
. وظاهرة التقليد عند تارد تقوم على ثلاثة عناصر: 1 - التكرار. 2 - المعارضة. 3 - القبول. وتكون هذه العناصر الثلاثة حلقة دائرية، تبدأ محدودة ثم تأخذ في الاتساع بسرعة وبدون توقف.
وعنصرا التكرار والقبول هما العنصران البارزان في هذه العملية، وعنصر المعارضة يهيأ، في هذه الحركة الدائرية لظهور عباقرة مخترعين.
ويمكن أن نفهم العلاقة بين هذه العناصر الثلاثة عندما تعتبر أن عنصر التكرار المستمر يعمل بنفسه على مضاعفة القبول وازدياده، وفي حالة المعارضة يعمل على ظهور وسائط أخرى من شأنها أن تحدث اتجاهات جديدة وتضاعفها بدورها.
ولعل نظرية التقليد هي أكثر النظريات العلمية شيوعاً في مناهج البحث التاريخي، مع أن التقليد كما يقول العلامة در كيم (هو توليد أتوماتيكي ناتج عن فعل بدون أن يتدخل في هذا الفعل أية عملية عقلية واضحة أو غير واضحة) فانتشار عادة من العادات في مجتمع ما لا ترد إلى تقليد الأفراد الذين بدءوا بممارسة هذه العادة تقليداً إرادياً كما يزعم تارد، وإنما يرجع انتشار العادة إلى الشعور الجمعي المتولد والذي كان هؤلاء الأفراد أول من استجاب له)
فالتقليد هنا بمعنى آخر تماما غير هذا الذي يعنيه تارد. (ب) نظرية الدوافع: يقول مبرفي ونيوكب في كتابهما (علم النفس الاجتماعي التجريبي)، أنه إذا كانت ظاهرة التقليد قد حظيت بالأنصار العديدين في أواخر القرن التاسع عشر وأواخر القرن العشرين، فانه لم يعرف حتى الآن انتصار لنظرية كذلك الذي حظت به نظرية الدوافع التي كان أول من قال بها ماكدوجل الأمريكي.
فماكدوجل يقول (أن مظاهر الأفراد بعضهم مع بعض في المجتمعات، ترجع بعد تحليلها إلى الدوافع الفطرية)، وهذه الدوافع عند ماكدوجل أربعة عشر أهمها الجوع والعطش والغريزة الجنسية وغريزة الأمومة. (البقية في العدد القادم) فؤاد عوض واصف

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢