أرشيف المقالات

انتهينا. . .!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
8 للأستاذ سيد قطب انتهينا.
قد مضى الماضي جميعاً ومضيْنا انتهينا.
لم نَعدْ نسأل أيّانَ وأيْنا أو نمدَّ اليوم للأحلام والأوهام عينا انطوى الحلم الذي لاح زماناً وانطوينا ويد الدهر تمشّت تسبل الستر علينا اضربي في زحمة الأرض على غير طريقي فكرةً ضلت وحُلماً يتوارى عن مفيق ولقًى يقذفه الموج إلى الشط السحيق وهوًى يخسره الفن، على عين الصديق وسنى يطمسه الليل إلى غير شروق وأنا المكدود فلْيلقِ إلى الأرض عصاه آنَ للمجهد أن تسكن في الأرض خطاه آنَ أنْ يصمت لا تهتف شوقاً شفتاه آن أن يغمض لا توقظه وَهْناً رُؤاه جاوز الجهدُ قواه، فتهاوت قدماه طال هذا الحلم حتى صار في النفس عيانا ومضينا في طريق الوهم تنساب خطانا تهدم الأيام ما نبني فتبنيه رؤانا! ونخوض الشوك يُدمينا فتمضي قدمانا تتبع الوهم الذي صاغ من الشوك جناناً يا لهذا الحلم والأيام تمضي والليالي عابثات بالأماني وهو يمضى لا يبالي يغلب الواقع في الأرض بتحليق الخيال ويَرى خلف الروابي والصحارى طيف آل فيرود الأفق ظمآن مشوقاً للظلال قد مضى، والعمر يمضي والأماني والزمانْ وانتهينا وصحا بعد الأوان الحالمان عجبا! قد كان حلمٌ! ليت شعري كيف كان؟! العيان اليوم كالحلم وحلمي كالعيان صمت الدهر عياءً ومضى يعطو الزمان

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن