أرشيف المقالات

سجاد الأناضول

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
8 للدكتور محمد مصطفى - 2 - عشاق مدينة عُشَّاق في داخل بلاد الأناضول خلف ميناء أزمير، وهي - وما يحيط بها من البلاد والقرى - مشهورة بصناعة السجاد حتى وقتنا الحاضر، وإن كانت الصلة قد انقطعت بين السجاد القديم الذي كان ينسج بها منذ بداية القرن السادس عشر حتى سنة 1750، وبين السجاد المنسوج بعد هذا التاريخ، إذ أن الأخير تأثر كثيراً بالذوق الأوربي ويشبه سجاد عشاق القديم من حيث زخارفه السجاد الإيراني المنسوج في أوائل العصر الصفوي.
وتتألف زخرفته من أشكال نجمية كبيرة، أو من جامات بيضاوية مدببة الطرفين، تذكرنا بالوحدات الزخرفية المستعملة في تذهيب المصاحف، وتزين الأركان بأربعة أنصاف جامات، وتنتشر على الأرضية زخارف نباتية دقيقة وفروع مهذبة.
وبزخرف إطار السجاد بفروع مزهرة أو بسحب صينية.
أما ألوانه فهي أناضولية في جملتها، ويمتاز بالألوان الدافئة، فتلون الأرضية بالأزرق القائم، والإطار بالأحمر الباهت أو بالعكس، والزخارف بالأصفر والأخضر النباتي والأزرق الفاتح والأبيض الناصع ويختلف سجاد عشاق في مساحاته فيبلغ أحياناً التسعة أمتار طولاً وما يناسب ذلك في العرض وفي المعرض المقام الآن في دار الآثار العربية عدة نماذج طيبة من سجاد عشاق هولباين هو اسم لعائلة من مدينة (بال) اشتهر بعض أبنائها فيما بين سنتي 1460 و1543 بالرسم والتصوير.
ويسمى هذا النوع من السجاد المصنوع في الأناضول باسم (هولباين) لأننا نراه مرسوماً في الكثير من لوحات أبناء هذه العائلة، ولوحات المصورين الإيطاليين المعاصرين لهم.
ويظهر أنه كان النوع المحبب لدى الأوربيين في ذلك الوقت، والغالب أنه كان النوع المحبب لدى الأوربيين في ذلك الوقت، والغالب أنه كان يصنع في بلاد الأناضول للتصدير إلى أوربا، لأن ما عثر عليه منا في بلاد الشرق قليل جداً ويمتاز هذا السجاد بعنصر زخرفي خاص به، يمكن تمييزه بسهولة، ويتألف من رسوم نباتية ذات مظهر تنقصه المرونة مرسومة في خطوط مستقيمة وزوايا محددة، بطريقة مهذبة تميل في شكلها نحو الرسوم الهندسية، وفي وحدات زخرفية متماثلة يقرب بعضها من بعض.
ويزين الإطار في القديم منه بما يشبه الكتابة الكوفية، وفي المتأخر - من أوائل القرن السابع عشر.
بفروع نباتية أو بسحب صينية مهذبة على طريقة الأناضول وتلون الأرضية غالباً باللون الأحمر الباهت، والزخارف باللون الأصفر الذهبي، والإطار بالأزرق الفاتح وفي (شكل 1) بساط من أوائل القرن السابع عشر، أرضيته بالأحمر الباهت عليها بالأصفر الذهبي وحدات زخرفية من نوع هولباين، والإطار باللون الأزرق الفاتح، تزينه فروع نباتية مهذبة.
وهذا البساط في مجموعة المسيو كريستيان جراند. الابسطة ذات الطيور تعرف بهذا الاسم لأنها تزين بوحدة زخرفية تتألف من شكل هندسي بطرفين مدببين يشبه كل منها رأس طائر، وتتكرر هذه الوحدة الزخرفية - في الغالب - على أرضية بيضاء.
ويشبه إطارها إطار الأنواع الأخرى القديمة.
ويرجع تاريخ هذا النوع إلى ما بين أوائل القرن السادس ومنتصف السابع عشر.
وفي مجموعة معالي الدكتور علي إبراهيم باشا بساط من هذا النوع معروض الآن في دار الآثار العربية تشنتماني لهذا النوع من السجاد صلة كبيرة بالنوع السابق ذي الطيور.
فكل منهما يماثل الآخر في شكل زخرفة الإطار الذي يحيط غالباً بأرضية بيضاء عليها نوع من زخرفة رمزية، كما أن كل منهما يصنع في بلاد الأناضول ومعاصر للآخر ويمتاز هذا النوع بتكرار الوحدة الزخرفية المعروفة باسم (تشنتماني) وتتألف من خطين متموجين أو متعرجين، ويعلوهما ثلاث كور في وضع مثلث الشكل.
وهذه الكور الثلاث هي إحدى العلامات المقدسة في تعاليم ديانة البوذيين، وترى كثيراً على التحف الصينية، وقد كانت كذلك مرسومة على رنك القائد العظيم تيمورلنك عندما فتح الأناضول في سنة 1402م، وقد يفسر هذا ظهور وحدة (تشنتماني) الزخرفية في سجاد الأناضول وفي (شكل 2) بساط من أواخر القرن السادس عشر، أرضينه بيضاء، تتكرر عليها وحدة (تشنتماني)، وإطاره مزين بشريط من شبه الكتابة الكوفية.
وهو في مجموعة معالي الدكتور علي إبراهيم باشا. (يتبع) محمد مصطفى

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن