أرشيف المقالات

الأحلام

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
8 للعالم النفساني (ألفرد أدلر) بقلم الدكتور محمد حسني ولاية يقول فرويد: إن الحلم يمثل رغبات جنسية طفلية لم تستوف بعد.
وإن الحالم يشبع رغباته المحرمة في محيط أوهامه على الرغم من التقييدات التي فرضتها المدنية عليه. إني أرى أن هذا الرأي لا يقوم على أساس، وان تفسير الأمراض النفسية ومظاهر المدنية على أساس جنسي لا أقره عليه يقصد الحالم بحلمه تأكيد أهمية الذات ورفعتها.
والحلم كالأخلاق والانفعالات والأعراض النفسية قد جهزه الحالم لغرض صمم من قبل. يكافح الحالم في حلمه لتبرير شخصيته إزاء صعوبات حيوية قائمة.
وليحل مشكلاً من مشاكل الحياة يلجأ إلى تصويره تصويراً طفولياً بسيطاً كأن يكنى عن المشكل بالامتحان، وعن فكرة الانتصار بالطيران إلى السماء، وعن الخطر بهوة سحيقة. زارتني سيدة في الثامنة والثلاثين شاكية من نوبات متكررة من القلق وخفقان القلب وألم في الثدي والمعدة، وقصت علي الحلم الآتي: (رأيتني أهرب من فهدين فصعدت إلى أعلى صدر رجل ثم استيقظت وقد استبد بي الخوف) تمخض تحليل الحلم عن سلسلة من الأفكار ترمي إلى تفادي إنجاب طفل آخر.
وليس الصعود إلى أعلى صدر الرجل إلا رمزاً للجنوح إلى الذكورة.
وكان الخوف والقلق عرضها النفسي الرئيسي الذي يرمي إلى التهرب من وظيفة الأمومة.
وقد صورت في الحلم والديها بفهدين كناية عن خطر داهم يهددها فصعدت إلى أعلى لتنجو منهما لأنهما كانا يعارضان في زواجها ظهرت الأعراض النفسية الأولى عندما كانت في التاسعة عشرة بعد أن خطبت سراً إلى زوجها الحالي.
وقد استغرقت خطبتها ثماني سنوات رغم معارضة العائلة؛ وتفتق هذا عن حدوث نوبات ثورية إلى أن تم الزواج، ولكنها عادت مباشرة بعد ولادة ابنتها الوحيدة البالغة من العمر عشر سنوات وقد أماط التحليل النفسي اللثام عن تكوينها الهستيري عن تلون صفاتها بلون الذكورة إذ كانت كثيرة التحدي محبة للتسلط متكبرة ابتدعت لنفسها خطة تؤمن حياتها بعد أن تعرفت إلى زوجها باستغلال القلق المستحوذ عليها.
وعملت على ترتيب هذه الخطة على نمط هلوسي في سريرتها دون أن تعي.
وأضاف إليها آلاماً في الثدي والمعدة لتجعل كل العلاقات الجنسية غير القانونية مستحيلة.
وكانت تعنى بالتشنجات الليلية التي أقضت رقاد زوجها إنه من المقلق جداً أن يصحو زوجها على أثر صياح طفل.
ولم تكن نوبات ضيق التنفس التي كانت تعتريها إلا تحذيراً لزوجها من احتمال إصابتها بالسل الذي قد ينجم عن الحمل والآن ننتقل إلى حلم آخر للشاعر (ميتور سيمونيدس) رآه قبل الإبحار في رحلة إلى آسيا: (حذره شخص من الإبحار في رحلة مقررة)؛ وكان هذا الشخص ميتاً، وقد سبق أن تولى هذا الشاعر أمر دفنه، فعدل حينئذ عن الرحيل ونحن نفترض أن سيمونيدس كان خائفاً من هذه الرحلة فاستغل الشخص الميت ليخيفه منها ومن نهاية مريرة قد تؤدي إلى القبر لأن الذي حذره منها ميت رغب الحالم على وجه العموم - كما يتضح من هذا الحلم - أن يضع نفسه في مركز خاص يصل إليه من أحسن الطرق التي تتلائم مع شخصيته وطبيعته وأخلاقه. (للبحث صلة) محمد حسني ولاية

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١