أرشيف المقالات

في العقد

مدة قراءة المادة : 13 دقائق .
8 6 - في العقد لأستاذ جليل 45 - (ص 372) هند بنة أسماء (ص 99) بإبراهيم (ص 35) لا ستر الله عليّ إذاً ذنبي (ص 117): كان خالد بن الوليد يسير في الصفوف يذمر الناس ويقول: يأهل الإسلام، إن الصبر عز، وإن الفشل عجز، وأن مع الصبر النصر. قلت: أراد محققو (العقد) أن تظهر (ابنة، وإذن، ويا إبراهيم، ويا أهل) كما رأيت استناداً إلى بعض مؤلفات في (الإملاء) على انهم لم يعملوا في كثير من الألفاظ بما جاء فيها. وللفظة (ابنة) بين علمين في (أدب الكتاب) لابن قتيبة قول يخالف غيره، وهو هذا: (وتكتب هذه هند ابنة فلان بالألف وبالهاء، فإذا أسقطت الألف كتبت هذه هند بنت فلان بالتاء) وفي (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب) لابن السيد البطليوسي بحث في إذن وغيرها جدير بالنشر وهو هذا: (قد اختلف الناس في إذن كيف ينبغي أن تكتب، فرأى بعضهم أن تكتب بالنون على كل حال، وهو رأى أبي العباس المبرد.
ورأى قوم أن تكتب بالألف على كل حال، وهو رأى المازني ورأى القراء أن تكتب بالنون إذا كانت عاملة وبالألف إذا كانت ملغاة.
وأحسن الأقوال فيها قول المبرد.
لأن نون إذن ليست بمنزلة التنوين ولا بمنزلة الخفيفة فتجري مجراها في قلبها ألفا، إنما هي أصل من نفس الكلمة، ولأنها إذا كتبت بالألف أشبهت إذا التي هي ظرف، فوقع اللبس بينهما.
ونحن نجد الكتاب قد زادوا في كلمات ما ليس فيها، وحذفوا من بعضها ما هو فيها للفرق بينها وبين ما يلتبس بها في الخط.
فكيف يجوز أن تكتب إذن بالألف، وذلك مؤد إلى الالتباس بإذاً؟ وقد اضطربت آراء الكتاب والنحويين في الهجاء، ولم يلتزموا فيه القياس، فزادوا في مواضع حروفاً خشية اللبس نحو واو عمرو، وألف مائة، وحذفوا في مواضع ما هو في نفس الكلمة نحو خالد ومالك، فأوقعوا اللبس بما فعلوه، لأن الألف إذا حذفت من خالد صار خلداً، وإذا حذفت من مالك صار ملكا.
وجعلوا كثيراً من الحروف على صورة واحدة ك والذال والجيم والحاء والخاء، وعولوا على التقط في الفرق بينها، فكان ذلك سبباً للتصحيف الواقع في الكلام.
ولو جعلوا لكل حرف صورة لا تشبه صورة صاحبه كما فعل سائر الأمم، لكان أوضح للمعاني وأقل للالتباس والتصحيف.
ولذلك صار التصحيف في اللسان العربي أكثر منه في سائر الألسنة.
)
قلت: أصاب ابن السيد في بعض ما قال، وأشط في بعض و (ألقى الشيطان في أمنيته.
)
.
وإن الإعجام ولا سيما في التنقيط، والعمل بأقوال أئمة في الإملاء مسهلة، وعلامات الترقيم، وشيئاً من التيسير لا يضير.

في كل ذلك مرغب البطليوسي وأمثاله في هذا العصر من مستصعبي الحروف العربية واكثر من مطلوبهم.
والحروف العربية والحروف الفرنجية كلها من جنس واحد، كما ذكر ذلك في (الرسالة) رقم 226 ص 1781.
وليست المشكلة ولا البلية في الحرف، ولكن في الانحراف.
46 - (ص 360): الوحي بين بني البنات وبينكم ...
قَطع الخصامَ فلات حين خصام قلت: قطع الخصام، والجملة خبر الوحي، وهذا ما يعنيه الشاعر المستجدي، وإن كان لذاك الشكل وجه.
والبيت في قصيدة من أشهر قصائد (التملق) وفحواها أن الله أعطى العباسيين لا العلويين الفاطميين (إمامة) المسلمين وسياسة دنياهم كيف؟ ولماذا؟ مروان بن أبي حفصة لا يسأل عن هذا (الإنطاء)، ولا يدري لماذا؟ لا يبحث عن كيفية ولا سببية، ولا يهمه عباسية ولا علوية، و (بيت القصيدة) عنده هو تلك المنقوشة المسجدية واللينية (وعلى المنقوش داروا) وفي (الإسلام الصحيح) القول الحق الصريح في الإمامة وفي أمور ذات بال. 47 - (ص 158): قال عيسى بن موسى: لما وجهني المنصور إلى المدينة لمحاربة بني عبد الله بن الحسن.
قلت في طبعات العقد السابقة: لمحاربة عبد الله بن الحسن، وفي هذا القول خطأ، فزاد محققو الكتاب محسنين الكلمة (بني) وزيادة (ابني) أوفق؛ فالثائرون هما: محمد (النفس الزكية) وأخوه إبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن. 48 - ص 66.

قال أبو جعفر لابن أبي ذئب: ما تقول في بني فلان؟ قال: أشرار من أهل بيت أشرار.
قالوا: اسأله يا أمير المؤمنين عن الحسن بن زيد - وكان عامله على المدينة - قال: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال: يأخذ (بالإحنة) ويقضي بالهوى.
فقال الحسن: يا أمير المؤمنين، والله لو سألته عن نفسك لرماك بداهية أو وصفك بشر.
قال: ما تقول في؟ قال: أعفني.
قال: لابد أن تقول؛ قال: لا تعدل في الرعية، ولا تقسم بالسوية.
قال: فتغير وجه أبي جعفر؛ فقال إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي صاحب الموصل: طهرني بدمه يا أمير المؤمنين، قال: اقعد يا بني، فليس في دم رجل يشهد أن لا اله إلا الله طهور. وجاء في الشرح في تعليقة (بالإحنة): كذا في 1.
والذي في سائر الأصول: (بما لا يحققه)، والمعنى يستقيم على كلتا الروايتين. قلت: الإحنة الحقد، والغضب الطارئ من الحقد.
والظن أن (بالإحنة) هي (الرشا)، ولا يستبعد هذا في باب التبديل والتحريف والتصحيف، وما بذ (العقد) بسائر الكتب بكل ذلك من شيء قليل.

والرجل يسجع، والرشا والهوى يتفقان.

ووصفه العامل بأخذ الرشا أهون خطباً من ذلك (التقريظ) الذي لطم به وجه الخليفة.

وهو الخليفة. 48 - (ص 250) قال سابق البلوى: وداهن إذا ما خفت يوماً مسلطاً ...
عليك، ولن يحتال من لا يداهن قلت: أظن أنه سابق البربري كما في حماسة البحتري وشرح المقامات للشريشي.
وفي التاج: (سابق بن عبد الله البرقي المعروف بالبربري، روى عن أبى حنيفة رحمه الله وعن طبقته، مشهور عندهم) وروى البحتري له في حماسته هذا البيت الفذ: وفي البحث قدماً والسؤال لذي العمى ...
شفاء، وأشقى منهما ما تعاين وقد يكون هو وبيت العقد من قصيدة واحدة، وروى الشريشي هذين البيتين لسابق البربري: فحتى متى تلهو بمنزل باطل ...
كأنك فيه ثابت الأصل قاطن وتجمع ما لا تأكل الدهر دائباً ...
كأنك في الدنيا لغيرك خازن 49 - (ص 252) قال ابن أخت تأبط شرا: مطرق يرشح موتاكما ...
أطرق أفعى ينفث السم صلُّ قلت: مطرق يرشح موتاكما أطرق أفعى ينفث السم صلُّ وقافية البيت مطلقة، والتشديد غير جائز ولو كانت مقيدة، والبيت من قصيدة تنسب إلى تأبط شراً والى ابن أخته وكلاهما من الأسرة الخلفية.

وقد نقل (جوته) معانيها نظماً إلى الجرمانية وسماها نشيد الانتقام، وسأنشرها وكلمة موجزة في شاعر الجرمان الأعظم 50 - (ص 218).

كان رجل من أهل الكوفة قد بلغه عن رجل من أهل السلطان أنه يعرض ضيعة له بواسط في مغرم لزمه للخليفة، فحمل وكيلاً له على بغل وأترع له خرجاً بدنانير وقال له: اذهب إلى واسط قلت: بواسط.

إلى واسط قال (الكتاب): وأما واسط فالتذكير والصرف أكثر، وإنما سمى واسطاً لأنه مكان وسط بين البصرة والكوفة؛ فلوا أرادوا التأنيث قالوا واسطة، ومن العرب من يجعلها اسم أرض فلا يصرف. في معجم البلدان: قال أبو حاتم: واسط التي بنجد والجزيرة تصرف ولا تصرف، وأما واسط البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلداً واسطاً أو مكاناً واسطاً فهو منصرف على كل حال. قالوا: وقد يذهب به مذهب البقعة والمدينة فيترك صرفه.
وأنشد سيبويه في ترك الصرف: منهن أيام صدق قد عرفت بها ...
أيام واسط والأيام من هجرا ولقائل أن يقول: أنه لم يرد واسط هذه فيرجع إلى ما قاله أبو حاتم: 51 - (ص 370) إذا ما أبى شيئاً مضى كالذي أبى ...
وإن قال إني فاعل فهو فاعل وجاء في الشرح: في الأصول والأمالي في الموضعين (أني) وهو تصحيف قلت: في طبعة الكامل في التاريخ لابن الأثير مثل رواية الأمالي والأصول، ورواية (العقد) هنا أفضل.
وفي تاريخ الطبري (ج 9ص 209) إذا ما أتى شيئاً مضى كالذي أبى ...
وإن قال إني فاعل فهو فاعل وإن ثبتت هذه الرواية فالمعنى أنه إن قال فعل، وتصميمه على ما يأتيه ومضيه فيه كإبائه ما يأباه كما قال: أبى لما آبى سريع مبانء ...
في كل نفس تنتحي في مسرتي 52 - (ص 142) أريد حياته ويريد قتى ...
عذيرك من خليك من مراد قلت: البيت في قصيدة لعمرو بن معد يكرب.
وروايته في كتاب سيبويه والكاسر والطبري والخزانة وغيرها: (أريد حباءه)، وكان أحد الفضلاء خطأ في (الرسالة) أريد حياته.
وهي رواية في البيت، ففي شرح شواهد الكتاب للشنتمري: (ويروى أريد حياته) وفي الخزانة للبغدادي: (ويروى أريد حياته بلفظ ضد الممات) فلا خطأ هناك. في القول ذي الرقم 5 لسنة 401 ص 292) قلت: وعذر جمع عذير وقد جاء في الشعر مخففاً.
وقد استندت في أمر التخفيف إلى الصحاح وغيره ثم رجعت في المخصص (ج 13 ص 82): والعذير ما يخلو به لإنسان ويلزمه، والعذير أيضاً الحال منه، وكل ما يعذر عليه عذير والجمع عذر، وأنشد: (وقد أعذرتني في صلالكم العذر) احتاج إلى تخفيفه، هذا قول أبي عبده وهو خطأ، بل التخفيف جاء على اللغة التميمية وقلت في (حل في مالي النزر: حل في مالنا النذر.
وهي رواية الديوان وغيره، ثم وجدت في الخزانة (ج 2 ص 164) حل في مالنا النزر أي القلة وفي القول ذي الرقم (25) الرسالة (402 ص 317) طارت قيس في (التاج) والجملة هي هذه: في التاج: القطامي ويضم، الفتح لقيس وسائر العرب يضمون. ويضاف إلى ما ذكره العلامة الأستاذ الأثري وما ذكرته في شأن الفتح والضم في القطامي هذا القول في (تهذيب إصلاح المنطق) ج 1ص 186 في باب الفعل والفعال: (وقطامي وقطامي للصقر)، وهذا القول في خزانة البغدادي (ج 1 ص 392):.

وله (أي عمير بن شييم) لقبان، أحدهما القطامي منقول من الصقر، يقال له قطامي بفتح القاف وضمها واللقب الآخر صريع الغواني، قال النطاح: أول من سمى صريع الغواني القطامي بقوله: صريع غوان راقهن ورقنه ...
لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائب وصريع الغواني لقب مسلم بن الوليد أيضاً لقبه هارون الرشيد بقوله: هل العيش إلا أن تروح مع الصبا ...
وتغدو صريع الكأس والأعين النجل قلت: أنا أنشد: هل العيش إلا أن تروح أخاعُلا ...
وتغدو خدينَ النُّبلِ والعلمِ والفضلِ (* * *)

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣