أرشيف المقالات

الله في علاه!. . .

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
8 للأستاذ سيد عبده خرج الملاح والليل عاصف.
يتلمس رزقه بين جرجرة البحر القاصف.
ومياه السماء تنزل مدرارا.
والرغبة في الحياة تدفعه للعمل ليلاً ونهارا.
وبسمة الأمل تثير في قلبه نارا.
فإذا بقاربه يرتطم بالصخر.
وإذا ببسمة الأمل تصبح صيحة الضر.
والرغبة في الحياة صرخة القبر.
ومع ذلك فقد نجا.
من أنقذه.
؟؟ من نجاه.
؟؟ هو الله في علاه.
!! خرج الشاب في رحلة إلى الصحراء.
يتلمس نزهة بين الرمال الصفراء.
يحمل القوت والأمل والرجاء.
ونسيم الربيع يهب عليلاً.
والشمس قد مالت فبدا الوقت أصيلا.
ونشوة النصر قد بدأت تدب في قلبه قليلاً قليلا.
فإذا به يضل الطريق.
وإذا بقلبه العاصر قد ملئه اليأس والضيق.
لأنه فقد الأمل في الحياة.
وقارب من أجله منتهاه.
ومع ذلك فقد نج من أنقذه.
؟؟ من هداه.
؟؟ هو الله في علاه.
؟؟ كان حاكما غشوما جبارا.
بذل قومه ويصليهم من عذابه نارا.
ويستعبد شعبه فلم يجدوا منقذاً منه إلا فرارا.
فهذه قطعة من جحيم.
والحياة في ظله بؤس وبلاء عظيم.
مضت الأيام فإذا عهده قد زال.
وإذا بالحال يصير غير الحال.
وأصبح الحاكم عبرة لسواه.
من أهلكه.
؟؟ من أفناه.
؟؟ هو الله في علاه.
! إنه عامل فقير انتبذ في المجتمع مكانا قصيا.
يحتقره القوم لأنه لم يك سريا.
ويجهله الخلق لأنه غداً نسيا منسيا.
يبذل الجهد ويتعب النفس كي يعيش ويحيا.
مضت الأيام فإذا به قد أثرى.
وتبدل ذله عزا.
وبؤسه سعدا.
وخموله ذكرى.
من أسعده.
؟؟ من أغناه.
؟؟ هو الله في علاه.
! سيد عبده المدرس بالأورمان

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن