أرشيف المقالات

العالم المسرحي والسينمائي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
8 إلى القراء من ناقد (الرسالة) الفني وفجأة.

يتضخم بريد (الرسالة) الغراء ويتلقى الأستاذ محررها في مطلع كل يوم عشرات الرسائل، بعضها من مصر، وأكثرها من الأقطار العربية الشقيقة، يجزع فيها كاتبوها من قراء (الرسالة) وصفوة المفكرين ممن يغارون على هذه المجلة ويطمعون أن تبقى دائما تحمل إليهم رسالة الثقافة والأدب العالي، جزعوا عندما أعلنت (الرسالة) أنها ستدخل على أبوابها أبوابا جديدة، وبين هذه الأبواب ما يختص بالمسرح والسينما.
. وتسألني فيم إشفاق الأدباء وعلام جزعهم الواضح في رسائلهم؟ يشفقون ويجزعون أن تنهج (الرسالة) في هذين البابين، المسرح والسينما، نهج ما يقرأون في بعض الصحف والمجلات الأخرى، مما لا يتناسب مع مستوى (الرسالة) ولا يتلاءم مع ما تنشره في الأبواب الأخرى من ألوان الثقافات العالية والآداب الرفيعة.؟ وأسأل: أهل الفن الذي سطرت صفحاته أمثال سوفوكليس وأوربيدس وشاكسبير وموليير وكورني وراسين، وابسن وجوته، وكين وتلما وسارة برنار، وهنري ارفنج، وجمعت مكتبته أعمالا خالدات يكاد بعضها ينزل مكان القداسة من النفوس، هذا الفن الذي شب في أحضان الآلهة عند اليونان وكان وسيلة الزلفى إليها والتقرب منها، هذا الفن الذي يقبس من السماء ليؤدي رسالتهم على الأرض، ما خوفنا منه وما إشفاقنا من الحديث عنه؟ أجل، إن لم نهب هذه القداسة فماذا نهاب؟ وان لم نخش أن تنتهك هذه الحرمة الغالية فماذا نخشى؟ كذلك فن السينما أصبح ولا ريب ركناً قويا من أركان الثقافة العامة، وهو والمسرح من أقوى العوامل اليوم في تهذيب الجمهور وتثقيف الناشئة فلا يزكو بمجلة راقية أن تغفل هذين العاملين وتهمل أثرهما الصالح في خدمة الإنسانية للقراء الكرام العذر إن أشفقوا على الرسالة أن تعالجهما من النواحي التي يعالجهما منها بعض الصحف ولكننا نؤكد لهم أن الأمر لا يمكن أن يسير على ذلك المنهج سنكتب ونرجو أن نوفق إلى إرضاء قراءنا بقدر ما تحيط به جهودنا، وأن نبدل هذا الجزع اطمئنانا، وهذا الإشفاق ثقة، وإني لسعيد فخور إذ أتحدث إلى قوم ألمس فيهم هذا الاهتمام، وأجد في نفوسهم هذه المكانة لهذا الفن الرفيع. محمد علي حماد

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢