أرشيف المقالات

وقفة مع مرض الكورونا

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2وقفة مع مرض الكورونا   انتشار الأمراض والأوبئة في بلاد المسلمين من النوازل التي يشرع لها القنوت في الصلوات؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده يقنتون بالدعاء في الصلوات عند النوازل والمصائب.   قال الإمام النووي رحمه الله: "والصحيح المشهور أنه إذا نزلت نازلة؛ كعدوٍّ وقحط، ووباء وعطش، وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات".   وفي هذه الأمراض تنبيه إلى ضرورة التوبة والرجوع إلى الله، وأن تُرفع المظالم عن الناس، وأن ترد الحقوق إلى أهلها، وأن نقيم أمر الله فينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.   فإن الله عز وجل لا يرسل العذاب إلا لحكمة، وتنبيهًا للغافلين؛ علهم يرجعون إلى الله؛ فقال الله سبحانه: ﴿ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]، وفي الآية دليل أن التضرع كاشف للعذاب ومانع منه، وفيها دليل أيضًا أن ترك التضرع والعودة إلى الله عند نزول العذاب يعتبر من قسوة القلب وتزيين الشيطان كي يمنعهم من التوبة، والله أعلم.   وهنا إشارة مهمة؛ وهي ما نراه من انتشار السخرية والنكات حول هذا المرض، أو غيره من النوازل، فهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على قسوة القلب التي أخذتنا، ونسيان التضرع واللجوء إلى الله، وهذه بادرة خطيرة للأسف، فنسأل الله العافية.   وأختم أخيرًا: إن ما أصاب المسلم لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يصيبه، رفعت الأقلام، وجفت الصحف؛ ولذلك على المسلم أن يستقبل هذه النوازل برضًا وتوكل على الله، وليعلم أنه ما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا بقدر الله وحكمته، وهذه من ثمار الإيمان بالقضاء والقدر، والعمل بموجبه ومقتضاه.   وأسأل الله تعالى أن يرفع عن عباده المسلمين كل كرب وبلاء؛ فإنه ولي ذلك وهو القادر عليه، والحمد لله رب العالمين.




شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢