أرشيف المقالات

البدعة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2البدعة
حديثنا اليوم عن أمرٍ يفعله بعض المسلمين ويحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا، ألا وهو: الابتِداعُ في الدِّين.   والبِدعة في الدِّين هي التعبُّدُ لله تعالى بما ليس له أصلٌ في الشريعة، أو التعبُّدُ لله تعالى بما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم.   وقد أخبر الله تعالى أن الدِّين قد اكتمل، فقال سبحانه:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة:3].   وقال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم مُحذِّرًا أُمَّتهُ مِن البِدَعِ والإحداث في الدِّين: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ»؛ [متفق عليه].   ومعنى "فهو ردٌّ"؛ أي: مردودٌ غير مقبول، وقال صلى الله عليه وسلم: «أُوصيكُم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ، وإنْ عبدًا حَبشيًّا، فإنَّه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ المهدِيِّين الراشِدِين تمسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإياكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ مُحدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»؛ [رواه أبوداود وصححه الألباني].   والبِدَعُ أنواعٌ، فمنها البِدَع الاعتِقاديَّة: كإنكار أسماءِ الله تعالى وصفاتِه، أو اعتقاد عِصمة أحدٍ من البشرِ غير الأنبياء والرُّسُل عليهم السلام، أو اعتقاد النفع والضر في شيء من الأشياء، لم يجعله الله كذلك، وغير ذلك من الاعتقادات التي ليس لها أصل في الشرع.   ومنها البِدَعُ العمليَّة، ومن الأمثلة عليها: 1- إحداثُ عبادةٍ ليس لها أصلٌ في الشرع، كأنْ يُحدِثَ صلاةً غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع، أو أعيادًا غير مشروعة، كعيد مولِد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأعياد المُحدَثة.
2- الزيادة على العبادة المشروعة، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر.
3- تأدية عبادةٍ مشروعة على صفةٍ غير مشروعة، كتغيير طريقة الوضوء.
4- تخصيصُ وقتٍ للعبادةِ المشروعة لم يُخصِّصهُ الشرع، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام، فأصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.   ومن أسباب ظهور البدع: الجهل بأحكام الدين، واتِّباع الهَوَى، والتَّعصُّبُ لآراء الأشخاص وتقديمها على الكتاب والسُّنة، والتَّشبُّه بالكُفَّار، والاعتماد على الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم، والغُلُوُّ.   نسأل الله أن يجعلنا ممن يتَّبع سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يُجنِّبنا البِدع والمُحدثات، نكتفي بهذا القدر، ونتحدث في اللقاء القادم - بمشيئة الله - عن الركن الثاني من أركان الإسلام، وعمود الإسلام وهو الصلاة.   المصدر: كتاب عطر المجالس"



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن