أرشيف المقالات

منهيات الدعاء

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2منهيات الدعاء   دلَّت نصوص الكتاب والسنة على أن هناك أشياء لا يجوز الدُّعَاء بها، ومنها: 1- الدُّعَاء بإثمٍ أو قطيعة رحم: رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ[1] عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاء»[2].
2- تمني الموت: في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي»[3].
3- الدُّعَاء على النفس والأولاد والمال: رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ»[4].
4- الاعتداء في الدُّعَاء: رَوَى أَبُو دَاوُدَ بسَنَدٍ صَحِيحٍ عَن ابْنٍ لسَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي، وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجنَّةَ، وَنَعِيمَهَا، وَبَهْجَتَهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَسَلَاسِلِهَا، وَأَغْلَالِهَا، وَكَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاء، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، إِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَ الجنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الخيْرِ، وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا، وَمَا فِيهَا مِنَ الشَّرِّ»[5].
وروى الإمام أحمد بسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، أَنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْفِرْدَوْسَ وَكَذَا، وَأَسْأَلُكَ كَذَا، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ سَلِ اللهَ الجنَّةَ، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاء وَالطَّهُورِ»[6].
5-النهيُ عَنْ تعجيل العقوبة في الدنيا: رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَادَ رَجُلًا مِنَ المسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ[7]، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟» قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُهُ - أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ - أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً[8]، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً[9]، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، فَشَفَاهُ[10].


[1] فيستحسر: أي ينقطع عن الدُّعَاء. [2] صحيح: رواه مسلم (2735). [3] متفق عليه: رواه البخاري (5671)، ومسلم (2680). [4] صحيح: رواه مسلم (3009). [5] صحيح: رواه أبو داود (1480)، وابن ماجه (3864)، وأحمد (1483)، وصحَّحه الألباني. [6] صحيح: رواه أحمد (16796)، وصححه الألباني في التعليقات الحسان (6725). [7] الفرخ: أي ضَعُفَ. [8] في الدنيا حسنة: أي العبادة والعافية. [9] في الآخرة حسنة: أي الجنة والمغفرة. [10] صحيح: رواه مسلم (2688).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١