أرشيف المقالات

جامع تفسير الإمام السهيلي

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2جامع تفسير الإمام السهيلي
صدر حديثًا كتاب «الجامع لتفسير الإمام أبي القاسم السهيلي (581 هـ)»، وبذيله: مسألة تفسيرية للإمام السهيلي تحقق أول مرة بعنوان «خروج اللفظ عن أصله لما دخله من المعنى في ضمنه»، جمعه وحققه وعلق عليه: د.
"كيان أحمد حازم يحيى"، وذلك عن دار "المدار الإسلامي".   ويتقصى الكاتب في هذه الدراسة جمع كل ما فسره الإمام أبو القاسم السهيلي في مؤلفاته المختلفة، والمتابع لمؤلفات السهيلي المتنوعة يقف فيها على ما يشبه الهاجس الواضح والإلحاح البين في شخصيته العلمية على عدم تفويت فرصة سانحة للحديث في التفسير، وتناول آية أو مجموعة آيات في مختلف السياقات التي يعالجها، بما يلائم طبيعة الكتاب الذي يؤلفه أو الموضوع الذي يصنف فيه.   يقول المحقق: «فإن أعمل السُّهيلي قلمه في النحو جاء تفسيرُه مشبعًا بالتحليلات النحوية الدقيقة، وإن كتب في السيرة النبوية وجدتَه يسوق في تفسيره من أخبارها ورواياتها ما يوضح الآيات المفسرة ويجليها، وإن ألَّف في المبهمات ألفيته يحاول الكشف عن غوامض ما وقع في القرآن من أسماء وأعلام، وإن صنَّف في الفقه والفرائض أبصرته يدير دفة التفسير بما يتيح له تجلية حكم التشريع ومقاصده، على أنَّ وسيلته المفضلة التي لم يكن يستغني عنها في معالجاته التفسيرية بكل تنوعاتها هي اللغة بمختلف فروعها من نحو وصرف وبلاغة وغريب".   ولعل الناظر إلى سيرته الأشهر "الروض الأنف" يتلمس بوضوح مظاهر الحسِّ الموسوعي عند السهيلي وما بذله من جهد بارع فيها، صادعًا بأنَّ الرجل كان إمامًا في فنون عصره بنصيب وفير، وقد لاءم بين فنون معرفته حتى جعل منها وحدة يصدر عنها في كل ما يكتب.   يقول السُّهيلي في كتابه "الروض الأنف": «تحصَّل في هذا الكتاب من فوائد العلوم والآداب وأسماء الرجال والأنساب ومن الفقه الباطن اللباب، وتعليل النحو، وصنعة الإعراب ما هو مستخرج من نيف على مائة وعشرين ديوانًا سوى ما أنتجه صدري»، هذا مع كون الرجل كفيف البصر، وقد اطلع على كل هذه المصادر واستوعبها في سيرته وكتبه الأخرى متنوعة الفنون.   يقول د.
كيان أحمد حازم يحيى: «وقد كان، في مُعظم ما كَتَبَ في التَّفسير، ذا شخصيَّةٍ واضحةٍ، حريصًا على أن يكون له حضورٌ في ما يختارُ من أقوالٍ ويُؤْثِرُ من ترجيحاتٍ، طَويلَ النَّفَسِ في عَرضِ حُجَجِهِ ومُحاكَمَةِ حُجَجٍ مُخالفيه، زيادةً على ما انمازَ به من مَزجِ ثقافته اللُغويُّة النَّحويَّة بمعرفته العرفانية الإشاريَّة المُنضبطة، ودرايته الحديثيَّة الدقيقة، وقُدرته الفقهيَّة والأصوليَّة السَّديدة، إلى غير ذلك من أدواتٍ قَلما ظَهَرتْ مُتناغمة منسجمة في شخصيةٍ علميةٍ كما ظهرت عند السُّهيلي».   والمحقق هو "كيان أحمد حازم يحيى الزُّبيديّ" من مواليد عام 1966م، بغداد - العراق، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربيّة من قسم اللغة العربيّة / كلِّيّة الآداب / جامعة بغداد، بتقدير (امتياز)، عام 2011م، ويعمل مُدَرِّسًا في قِسمِ اللغةِ العربيَّة / كلِّيّة الآداب / جامعة بغداد.   ومن مؤلفاته وتحقيقاته: "الاحتمالات اللغوية المخلة بالقطع وتعارضها عند الأصوليين"، و"كتاب الخصائص" [في النحو]، لشهاب الدِّين القرافي (ت682هـ)، دراسة وتحقيق بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور طه محسن عبد الرحمن، و"ورقات أمثلة التعارض" [في أصول الفقه]، لسراج الدِّين الأرموي (ت682هـ)، دراسة وتحقيق، و"اللغة بين الدلالة والتضليل - دراسة نقدية على هامش (معنى المعنى) لأوغدن ورتشاردز" [في علم الدلالة]، و"منهجية القرافي وجهوده في دراسة الفروق في اللغة" [في علم الدلالة].   ومن أعماله المترجمة: ♦ كتاب "معنى المعنى - دراسة لأثر اللغة في الفكر ولعلم الرمزية"، وكتاب "التقابل - تحليل لغوي وسايكولوجي"، وكتاب "الشريعة – النظرية، والممارسة، والتحولات".   أما المصنف فهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلي (508 - 581 هـ = 1114 - 1185 م): حافظ، عالم باللغة والسير، ضرير.
ولد في مالقة بالأندلس، وعمي وعمره 17 سنة، ونبغ فاتصل خبره بصاحب مراكش فطلبه إليها وأكرمه، فأقام يصنف كتبه إلى أن توفي بها.   نسبته إلى سهيل (من قرى مالقة)، وهو صاحب الأبيات التي مطلعها: يَا مَنْ يَرَى ما في الضَّميرِ ويَسْمعُ *** أنت المُعدُّ لكلِّ ما يُتوقَّعُ
ومن كتبه: ♦ (الروض الأنف والمنهل الروي في ذكر ما حدَّث عن رسول الله وروى) في شرح السيرة النبوية لابن هشام. ♦ (تفسير سورة يوسف). ♦ (الإيضاح والتبيين لما أبهم من تفسير الكتاب المبين) أو (التعريف والإعلام فيما أبهم من القرآن من الأسماء الأعلام). ♦ (نتائج الفكر في علل النحو). ♦ (مسألة رؤية الله تعالى في المنام ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم). ♦ (أمالي السهيلي). ♦ (حلية النبيل في معارضة ما في السبيل). ♦ (شرح الجمل للزجاجي في النحو). ♦ (كتاب الفرائض وشرح آيات الوصية). ♦ (مسألة السر في عور الدجال). ♦ (المسائل المفردات).



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن