أرشيف المقالات

التعليم والمتعطلون في مصر

مدة قراءة المادة : 16 دقائق .
8 للأستاذ عبد الحميد فهمي مطر هناك غير ذلك حب التضحية والإيثار، وفي هذا يقول الله في كتابه الكريم: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وهذا يستلزم أن يمرن الفتى أو الشاب أو الرجل على عمل الخير والإحسان إلى الغير في القول والعمل وأن يقلل من التفكير في شخصه ومصلحته الخاصة.
وأن يتعفف عن العمل لنفسه فقط.
وفي هذا يقول النبي ﷺ: (أحب لأخيك ما تحب لنفسك) ويقول سنيكا: (لو أعطيت الحكمة كلها لنفسي على أن أستأثر بها وأمنعها عن اخوتي بني الإنسانية لكرهت الحكمة) ولاشك أن تمرين الإنسان نفسه على حب غيره ومساعدته مع التقليل من حب نفسه يدفعه إلى الإحسان المستمر.
وإلى البذل ثم إلى التضحية وإيثار غيره على نفسه.
وهو أعلى مراتب السمو الإنساني. ومن أحسن الأمثال التي يمكن أن تضرب في التضحية والإيثار ما قرأناه عن أمة اليابان الفتية وإقدام أبنائها على بذل المهج والتضحية بالنفوس في سبيلها.
من ذلك أن الحكومة أعلنت عن (طوربيد) اخترعه أحد المخترعين يستلزم دخول إنسان فيه يوجه إلى هدفه إذا ما قذف، فإذا اصطدم بالهدف بارجة كان أو نسافة أو غواصة انفجر بمن فيه فقتله في الحال.
ولكنه في الوقت نفسه بفتك بهدفه فتكاً ذريعاً ثم أعلنت عن حاجتها إلى أربعمائة شخص لهذا الغرض المهلك.
فتقدم إليها سبعة آلاف شاب يطلبون تلك التضحية عن طيب خاطر.
وفي تاريخنا الإسلامي أمثلة كثيرة من التضحية والإيثار فلقد ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب زوج فاطمة ابنة الرسول أنه قال لها يوماً: جهزي لنا طعاماً.
فقالت: والله ليس عندي غير الماء.
فقال لها: إذن أمسك اليوم صائماً.
ثم قال لها في اليوم التالي: جهزي لنا طعاماً يا فاطمة.
فقالت: والله ليس عندي غير الماء.
فأمسك صائماً ثم تكرر ذلك في اليوم الثالث.
وفي اليوم الرابع خرج إلى السوق فرهن بعض الأشياء عند يهودي واشترى بما أخذه من نقود دقيقاً وسمناً وعسلاً وأحضره إليها.
فجهزت الطعام ولما جلسا للأكل دق الباب فقام فوجد رجلاً يبكي فقال له: ما خطبك؟ قال: لي عشرة أيام لم أذق الطعام.
فعاد فأخذ إليه ثلث الطعام.
ولما جلس مع زوجه إلى الأكل دق الباب ثانية فق فوجد امرأة ومعها طفل رضيع يبكيان فقال: ما خطبك؟ قالت: لهذا الطفل اليتيم خمسة أيام لم يذق الطعام.
فذهب فجاءها بالثلث الثاني من طعامه.
ثم عاد فجلس مع زوجته للأكل فدق الباب ثالثة فذهب فوجد رجلاً مسلماً كان قد أسره الكفار ثم هرب منهم ولم يتذوق الطعام منذ خمسة عشر يوماً فجاءه بالثلث الأخير من الطعام، ثم خرج إلى المسجد جائعاً، فوجد رسول الله جالساً فابتسم لما رآه وقال له: لقد أنزل الله فيك قرآناً قال: وما هو يا رسول الله؟ فقرأ (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) فسر عليّ بذلك سروراً عظيماً.
وكان هذا نعم الغذاء الروحي.
بأمثال هذه القصص والحوادث يجب أن يتعلم الناشئة كيف يكون البذل، وكيف يكون الإيثار ثم هناك بعد ذلك تعويد الناشئ الاعتماد على النفس والتغلب على الصعاب بالمكافحة والمثابرة وهو خلق نجد شباب اليوم أشد ما يكونون حاجة إليه في معارك الحياة ومنافساتها القوية، ويستلزم أن يمرن الفتى على الصبر على المكروه واحتمال المشاق والمثابرة على العمل فلا يتبرم إذا أخفق ولا ييأس إذا فشل.
بل يتابع عمله ويستأنف جهوده مستبشراً بالمستقبل مملوءاً أملا وثقة بالنجاح والوصول إلى هدفه عاجلاً أو آجلاً مهما لقي من عنت أو إرهاق جاعلاً نصب عينيه مثله العليا حتى يفوز بما يبغي.
فقد قال نابليون بونابرت: (لا مستحيل على قلب الشجاع) وإن أخوف ما أخاف على شبابنا ضعف العزائم وقلة الأقدام وعدم المثابرة.
ولو أنهم قرءوا شيئاً من تاريخ المخترعين والمصلحين والمجاهدين.
وما لقيه من عنت وإرهاق هؤلاء وأولئك من أمثال نيوتن وجاليليو وباستير وجان دارك ومصطفى كامل وفريد وسعد زغلول؛ بل لو أنهم قرءوا ما لقيه صاحب الرسالة الإسلامية في سبيل دعوته من عنت وإرهاق واضطهاد وعذاب وتشريد لعرفوا حقاً كيف تكون قوة الإيمان وكيف تنجح المثابرة والمصابرة وتلك صفات إذا غرست في الفتى، وتعهد المشرفون على تكوينه وتربيته تغذيتها وتقويتها بالمثل الصالحة أنتجت الإنتاج المفيد المثمر، وإن في قول العلامة بوفون (ليست العبقرية إلا الصبر الطويل) لدليل آخر على ذلك وهناك فوق كل ما تقدم خلق آخر جدير بأن يعني به العناية كلها في وقتنا الحاضر وهو خلق غير فردي، بل خلق جمعي يبث بين الجماعات المكونة لطوائف مختلفة في سبيل مصلحة الجماعة وفائدتها.
ذلك هو التضامن وهو الذي يقول فيه الحديث الشريف (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ولقد أصبح هذا الخلق ضرورياً لمختلف الطوائف لأنه من الأمور التي يبنى عليها نجاحها في معترك الحياة، وإن طوائف العمال في مختلف الممالك لم تنجح النجاح الباهر الذي أدى بها إلى تسلم مقاليد الحكم كما حصل في إنجلترا إلا بتضامنها وتعاونها وتساندها.
وإن في اشتراك جماعات الطلبة في عمل واحد لا يقوى عليه فرد واحد منهم كما هو الحال في معظم أنواع الألعاب الرياضية لطريقة ناجعة تعودهم هذا الخلق المفيد.
تلك هي الأخلاق التي يجب على كل والد أن يتولى غرسها في ولده، كما يجب على كل مدرسة أن تتعهدها وتنميها وتشجعها في أبنائها.
وإنه لما يؤسف له حقاً أن المدرسة الحالية توجه أشد عنايتها إلى الكتب ودراستها والمناهج واستيعابها وملء عقول التلاميذ بمحتوياتها ليؤدوا فيها الامتحان المطلوب منهم في آخر العام من غير أن تعنى العناية المطلوبة بتكوين النشء التكوين الخلقي الذي تتطلبه الحياة.
يقول صميلز في بدء كتابه عن الأخلاق (الأخلاق من أمهات القوى في هذا العالم.
وهي في أبهى مظاهرها تمثل الطبيعة البشرية في أرقى أشكالها.
لأنها تظهر الإنسان وهو في أرقى خلاله، ثم إن النوع البشري خاضع مسخر للرجال ذوي الكد والاستقامة المتشبعين بالأخلاق الراقية والأغراض الصادقة الخالصة، لأن الاعتقاد في مثل هؤلاء والثقة بهم والتشبه بأعمالهم غرائز في النفس.
أولئك هم دعائم ما في هذا العالم من خير، ولولاهم لكان الوجود في هذا العالم عبثاً، ولئن كانت العبقرية تحرك الإعجاب فإن الأخلاق ضامنة التوقير والإجلال.
ذلك أن هذه منشؤها قوة العقل، وهذي منشؤها قوة القلب، والقلب عادة صاحب السيطرة في الحياة.
فالعبقريون في المجتمع بمنزلة الذهن من الإنسان، وذوو الأخلاق بمنزلة الذمة.
وبينا أولئك يعجب بهم إذ هؤلاء يهرع إليهم) وقال أيضاً: (كم من أناس لا يملكون من الدنيا سوى أخلاقهم، وهم بفضلها كصاحب التاج المدل بتاجه، وليست طهارة الأخلاق وحسنها من مستلزمات ذوي العقول المثقفة بالمعارف.
فقد يجتمع التفوق العقلي والأخلاق السافلة فيذل المتعلم المثقف لذوي المقامات الرفيعة.
ثم يتغطرس على ذوي المنازل الوضيعة) وقال جورج هربرت: (قليل من الحياة الصالحة خير من كثير من العلم والمعرفة) ثم قال صميلز في موضع آخر) ليس الاستعداد العقلي ولا التفوق الذهني بنادرين في العالم، ولكن هل يعتمد على الاستعداد العقلي وحده؟ وهل يؤتمن التفوق الذهني؟ كلا.
اللهم إلا إذا رافقهما الحق فهو الخلة التي تضمن لصاحبها التبجيل والتعظيم، وتحمل غيره على الثقة به، وهو أساس كل فضيلة، ويظهر في معاملة المرء وسلوكه، وهو الاستقامة والإخلاص في العمل وله نور يسطع في كل قول وفعل، هو الباعث على ثقة المرء بنفسه والحامل للناس على الثقة به، والمرء ذو المكانة في العالم هو الذي يصح الاعتماد عليه، هو الذي إذا قال إن له علماً بشيء كان عالماً به حقاً، وهو الذي إذا قال إني فاعل شيئاً قبله حقاً، وهكذا يحصل الواثق بنفسه على ثقة الناس به واعترافهم بقيمته) وقال مرتن لوثر: (ليست سعادة الأمم في كثرة أموالها؛ ولا في قوة استحكاماتها، ولا في جمال مبانيها وشاهق قصورها، إنما سعادتها في أبنائها المثقفين ورجالها المهذبين الذين استنارت بصائرهم واستقامت أخلاقهم، فهؤلاء قوتها الأساسية وعظمتها الجوهرية) فهل بعد هذا كله يحق للمدرسة أن توجه كل جهودها إلى الثقافة ودراسة ما في بطون الكتب إعداداً للامتحان من غير أن تكترث بمادة الحياة الأساسية وهي الأخلاق؟ وهل بعد هذا ننتظر من خريجي مدارسنا أن يقوموا على العمل، وأن يسيروا في حياتهم السيرة الحميدة المطلوبة وقد أهملتهم هذا الإهمال إهمال المدرسة للأخلاق ونتائجه وإني لا أستطيع أن أفسر إهمال المدرسة في تقوية أخلاق النشء والعمل على تكوينهم تكويناً خلقياً عالياً إلا بأمور ثلاثة: الأول: اندفاع المدرسة في تيار السياسة التعليمية التي رسمت لها عملياً من قبل وجعل النجاح في الامتحان في نهاية العام الدراسي هو الغاية التي ليس وراءها غاية من غير أن يفكر ولاة الأمور وقادة التعليم فينا تفكيراً جدياً عميقاً فيما يستدعيه الإصلاح الحقيقي للمدرسة وما يتناسب مع نهضتنا الجديدة وقوميتنا الثاني: صعوبة ما يستدعيه العلاج الخلقي المدرسي من درس وفحص وتمحيص وما يستلزمه من مرونة في العمل وعدم الوقوف عند الخطة الآلية التي تسير عليها المدرسة الحالية من حيث قياس الأعمال بالدرجات في الامتحانات ونتائجها.
وما يستدعيه فوق ذلك من السلطة المركزية من الديوان العام إلى أيدي المشرفين الفعليين على المدارس.
وهو الأمر الذي لازال يقاوم إلى اليوم الثالث: عادم ثقة القابضين على زمام الأمر في الوزارة بالمشرفين على المدارس والقائمين بالأمر فيها مما حال بين أولئك وبين ثقة غيرهم بهم.
فأدى ذلك إلى انحطاط مستوى رجال التعليم الأدبي ونفوذهم في الهيئة الاجتماعية وفي هذا ما فيه من النزول بالمدرسة إلى مستوى لا يليق بها. من أجل هذا أهمل تكوين الخلق في المدرسة فانحطت الأخلاق العامة وتدهورت وصرنا اليوم نواجه في شبابنا حالة سيئة لا يرضاها وطني محب لبلاده: نرى شبابنا عاطلاً خلوا من حب المغامرة والإقدام والنزول إلى ميدان العمل والكفاح في الحياة مليئاً بأنواع الخنوثة والطراوة، وعدم القدرة على المثابرة والنضال وأتجه همه إلى العمل ببعض عادات الفرنج التي أصيب كثير من الفرنج يستقبوحنها ويمقتونها كالخلاعة والرقص وحب اللهو والدعارة، وصار أحب شيء إليه التأنق في الملبس وارتياد محال اللهو والفجور والتهتك في الطرقات، وارتكاب المحظورات والمحرمات، والعمل على الحصول على المال اللازم لذلك بالتدليس والغش والنصب والتزوير والاحتيال، مع الخروج على المبادئ العامة المقررة في الأسرة والمدرسة، فالصغير يريد أن يرغم الكبير على الاستماع لأمره وتنفيذ رأيه، والتلميذ يرغب في أن يقلد أستاذه وناظر مدرسته كما يشاء هواه.
وقد ساعده على ذلك ما نعرف نحن كما يعرف غيرنا من رجال التعليم من مآسٍ كثيرة وقعت في المدرسة بسبب أخطاء خلقية كبيرة ارتكبها الطلبة وأرادت المدارس أن تقمعها بالعقوبة الرادعة ولكن الوزارة عن طريق الشفعاء السوء كانت تهمل رأي المدارس بل كانت تجبرها أحياناً على القيام بعكس ما تراه بالانتصار للمخطئين والخارجين على حدود الآداب والفضيلة مما أدى في بعض الأحايين إلى نقل ناظر المدرسة أو بعض المدرسين الذين لا يروق لهم ذلك.
ولم يقف الأمر عند المدرسة بل انتشرت الفوضى الخلقية انتشاراً مخيفاً يشفق على هذه الأمة منه عقلاؤها.
ويكفي أن ندلل على تمسك الكثيرين من المتعلمين بأهداب الفضيلة وكرم الأخلاق مما يقع تحت حسنا ونظرنا في المجتمع المصري في كل يوم وفي كل لحظة: فهلا سمعت برجل الصحافة الذي يهاجم أشراف الناس وأبرياءهم، وهم هادئون آمنون فينهش أعراضهم، ويقذفهم بأشنع التهم وأفحش السباب، حتى إذا ما استدعاه أحدهم ونقده الجنيه أو الجنيهين، انقلب في يوم وليلة مادحاً له معتذراً عما سلف منه بمختلف الأعذار السخيفة، فإذا ما نفحه شيئاً جديداً بعد ذلك كال له من المدائح ما يجعله في مصاف الأبطال والمجاهدين؟ وهلا سمعت بذلك الموظف الذي يدين بمركزه الكبير لوزير من الوزراء فتراه يتردد على منزله كل يوم ليقدم له فروض الطاعة والولاء وليقوم بخدمته في كل ما يطلبه منه مهما جل أو قل، ثم هو فوق ذلك يخضع لهواه في كل صغيرة وكبيرة مهما كلفه ذلك من الشطط والانحراف عن جادة الحق والعدل، فإذا تبين منه قليلاً من الانتقاد أو الامتعاض من موظف آخر صغير لسوء فهم أو التباس في أمر أسرع فأنزل به السخط وألبسه ثوب الذل وصادره في رزقه وكرامته مهما كان ذلك الموظف الصغير مخلصاً في عمله مؤدياً لواجبه مستقيماً في حياته محتفظاً بكرامته.
والأدهى من ذلك أننا نجهد ذلك الموظف الكبير الذي ظلم الناس وداس كرامتهم متابعة لهوى سيده ينقلب في طرفة عين عليه إذا ما زحزحت الظروف ذلك الوزير عن مركزه، وحل محله غيره يخالفه في الرأي.
فموظفنا العظيم لا ينقطع عن زيارات سيده السابق ولا يقطع علاقته به فحسب، ولكنه فوق ذلك يتحامل عليه وعلى أعماله أمام سيده الجديد إرضاء له، وهو فوق ذلك يحاربه بكل قوة، وينقلب عدواً لدوداً له.
وبذلك يكسب عطف سيده الجديد ويضمن الرقي على يديه.
وهل بلغك خبر ذلك المحامي النابه الذي يوكله أحد المتقاضين في قضية له، وينقده نصف الأجر ظاناً أنه سيعمل في صفه بإخلاص، فإذا به يتصل بالخصوم، ويأخذ منهم من المال كل ما تصل إليه يده ليهمل في حقوق موكله فتضيع عليه حقوقه؟ وهلا قرأت في الجرائد اليومية حيل المحتالين والنصابين وحوادث التزوير والتدليس، والاعتداء على العفاف والطهر مما يتزايد ضرره كل يوم وتملأ به الجرائد صفحاتها ومع ذاك فهناك فوق ذلك وا أسفاه كثير مما لا يصل إلى تلك الجرائد! هذه بعض الحال السيئة التي وصلنا إليها، وهي تنخر في عظام الأمة نخراً، بينما قادتنا وساستنا لاهون عنها، مع أن معظمهم قد ذاق الأمرين منها وانكوى بنارها، فجدير بهم أن يعنوا بها قبل عنايتهم بأي أمر آخر مهما كان هاماً.
وإني لا أرى محلاً للعناية بها وإصلاحها غير المنزل أولاً، والمدرسة ثانياً، وإذا كان المنزل أساسه وقائده وحاكمه هو المرأة، وتربية المرأة متوقفة كذلك على المدرسة، فقد صارت المدرسة عندنا هي الحجر الأساسي في تكوين الأخلاق وإصلاحها. يقول صمليز في كتابه الأخلاق: (وهكذا اضمحلت رومة ثم لحقها الدمار لما عم أبناءها فساد الأخلاق، واستولى عليهم حب اللهو والخمول، حتى كانوا في أواخر أيامهم يرون العمل لا يليق إلا بعبيدهم.
أمسك أبناؤها عن التحلي بما تحلى به آباؤهم الأولون من فضائل الخصال فسقطت الدولة ولم تكن أهلاً للبقاء.
وهكذا تسقط الأمم الخاملة المنهمكة في اللذات، الراتعة في بحبوحة الترف، والتي تستنكف العمل الصالح، تسقط لا محالة ويخلفها في عظمتها الأمم الحية العاملة) ثم يقول في موضوع آخر (ومجمل القول أن سلامة الأمم والحكومات تتوقف على سلامة الأخلاق ولن تكون أمة عظيمة من أفراد فاسدي الأخلاق، مهما لاحت عليهم آثار الحضارة والرقي.
ولكنهم لا يلبثون أن يتلاشوا متى صادفتهم عقبة أو غشيتهم شدة.
ولن يكونوا ذوي قوة حقة ورابطة متينة وسلامة تامة إلا إذا اتصف كل فرد منهم بالصفات الجميلة والخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة). عبد الحميد فهمي مطر

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣