أرشيف المقالات

الشذرات السنية في آداب اللغة العربية

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
2الشذرات السنية في آداب اللغة العربية   صدرتْ حديثًا طبعة جديدة من كتاب "الشَّذرات السَّنية في آدابِ اللغة العربية" تأليف محمّد علي بك المنياوي؛ المدرِّس بالمدرسةِ التَّوفيقية، وذلك في سلسلة "نوادر مصورة" عن دار الظاهرية، وكانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب قد صدرت سنة 1329 هـ - 1911 م وذلك عن مطبعة السّعادةِ بمصر، وقد أُعدَّ الكتاب كمادةٍ تدريسية للنشءِ بالمدارس بدايةَ القرن؛ لتحبيبهم في آداب العربية عن طريق انتقاء مجموعةٍ مختارة من آداب اللغة العربية ومَنْ نبغ فيها من ذوي النثر والشعر.
يقول الكاتب في مقدِّمته: «..
ولكن لما كانت تلك الكتبُ يعسر على الطالب إدراك بغيته منها؛ لما بها من التَّطويلِ والإيجاز العائقين له عنها، وضعتُ في ذلك كتابًا متوخِّيًا في جمعه أسهل الخطط غير متجاوز به الحدَّ الأوسط، فجاء بذلك سهلَ المأخذ، حسنَ الأسلوب، وجيزَ العبارة، وافيًا بالمطلوب..»
.     وتناولت مباحثُ الكتاب مبحثًا تمهيديًّا في موضوع تاريخ أدب اللغة، وما المقصود به، وما الفائدة منه؛ « للمعرفة بأحوال تقدُّم اللغة وتأخُّرِها على توالي الأزمان، وسبب ذلك لاكتساب ملكة النَّسجِ والتَّأليفِ».   ثمَّ اتبعه بمبحثٍ في العرب وأصلها، وتقسيم العرب إلى بائدة وباقية، وبيان أصل اللغة العربية وجذورها اللغوية، ثم تلا ذلك بحديثٍ عن مساكن العرب، وأقسامها، ودياناتها في الجاهلية، وعاداتها، ونبذة عن فنِّ النَّثرِ في الجاهلية من أمْثالٍ وحِكمٍ وخُطبٍ ووصايا، وأثره في تطوُّر اللغة العربية.   وبيَّنَ الكاتب اهتمام العرب بالخطابة وعنايتهم بها في العصر الجاهلي، وذكرَ نبذة عن أهم خطباء العرب في العصر الجاهلي، ثم تلاه بمبحث عن أول من قصّد النظم أو الشعر، وأول من أطال الرَّجزَ من العرب، ثم ذكرَ اهتمام العرب بالشعر في العصر الجاهلي وتأثيره في نفوسهم؛ حيث كان الشعر «ديوان علمهم ومستودع حِكَمِهم وأمثالهم وضابطًا لأيامِهم ومُقيِّدًا لمآثرهم وعاداتهم وحاكمًا لهم وشاهدًا عليهم».   وتلا ذلك مباحث جانبية في أقسام الشعراء وبعضًا من أشهرهم، وأول من تكسَّب الشعر في العصر الجاهلي، وأسواق العرب المشهورة في العصر الجاهلي وفضلها على لغتها، وذِكر "سوق عُكاظ" ونشاطه.   وقد أتمَّ الكاتب ذكر آداب العصر الجاهلي بذكر الرسائل في العصر الجاهلي وتاريخها، والخط عند العرب ووقت استعماله، وترجم لبعض مشاهير الخطباء بالإجمال؛ ومنهم: قُسُّ بنُ ساعدة، وأكثم بن صيفي، وذو الأصبع العُدْواني، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن ظالم المري، وعلقمة بن عُلَاثة العامري، ثم أتبعهم بترجمة لأشهر شعراء الجاهلية بالإجمال؛ وهم: امرؤ القيس، وطَرَفة بن العبد، وزُهير بن أبي سُلْمى، وعمرو بن كلثوم، ولَبِيد بن ربيعة، وعنترة العبسي، والحارث بن حِلِّزة، والنابغة الذُّبْياني، والأعشى الكبير، والمُهَلْهِل، وعَبِيدة بن الأبرص، والسَّموْأل، والشَّنْفرَى، وحاتم الطائي، وأمية بن أبي الصَّلْت، وليلى العفيفة، والخَرْنق أخت طَرَفة، وجليلة بنت مُرَّة الشيباني.     ثم ذكر الكاتب النثر والنظم في العصر الإسلامي، وعناية العرب بحفظ الشعر وتحفيظه لأولادهم، وفضل القرآن على اللغة العربية وتطورها، ثم أتبعه بذكر وضع قواعد اللغة، وسبب ذلك؛ لانتشار اللحن لكثرة الأعاجم بدولة الإسلام بعد الفتوح الإسلامية وتأثيرهم على اللغة، وبيان الخط في العصر الإسلامي وأول من عمل على انتشاره، وأول من كتب الخط العربي، وتنوعه في العصر الإسلامي، وتعريب الدواوين في ربوع ولايات الإسلام، وما تبع ذلك من إتقان فن الكتابة، مع ذكر بعض من اشتهر بالخطابة في العصر الإسلامي وعلى رأسهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، ومعاوية بن أبي سفيان، وزياد بن أبيه، والحجاج، وسحبان وائل، وعبد الحميد الكاتب، والسيدة عائشة، وفاطمة رضي الله عنهنَّ.   ثم تلا ذلك بذكر تطور فن النظم (الشعر) في العصر الإسلامي، وذكر نبذة عن أشهر من اُشتهرَ بالنظم ومنهم: حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، والعباس بن مرداس، وأبو ذؤيبٍ الهذلي، والأغلب العجلي، وأبو الأسود الدؤلي، والأخطل، وجرير، والفرزدق، والكميت، والخنساء، وليلى الأخيلية.   ثم بين الكاتب تطور اللغة عن طريق تتبع عصور الدول الإسلامية تاريخيًّا؛ وبدأها بالدولة الأموية التي ذكر شيئًا عن تاريخها وقيامها وتطور اللغة بها.   ثم ذكر حال اللغة العربية وآدابها في العصر العباسي وما بعده إلى وقتنا هذا، فذكر تطور النثر والشعر في العصر العباسي وما أحدثه المولدون من تطور اللغة، ونبذة عن الخط في العصر العباسي وذكر نبذة عن أهم النابغين في فني النثر والنظم في العصر العباسي - وما تلاها من دول إثر ضعف الخلافة العباسية وتمزقها - ومنهم: ابن العميد، والصاحب بن عبَّادٍ، وأبو إسحاق الصَّابي، وأبو بكرٍ الخوارزمي، وبديع الزمان الهمذاني، والحريري، والجاحظ، وابن زيدون، وأبو الفضل الميكالي، والقاضي الفاضل.   ومن الشعراء: بشار بن بُرْدٍ، وأبو نواس، وأبو العتاهية، وأبو تمَّامٍ، والبُحْتري، وابن المعتز، وابن الرُّومي، وابن عبد ربه، والمتنبي، وأبو فراس الحمداني، والشَّريف الرَّضِي، وأبو العلاء المعريّ، ومسلم بن الوليد، وابن هانئ الأندلسي، وعلي بن الجهم، والطُّغرائي، وابن خفاجة، وعمر بن الفارض، وبهاء الدين زهير، والسيدة زبيدة بنت جعفر، وعلية بنت المهدي.   ثم ذكرَ الكاتبُ نبذة طويلةً عن أهمِّ خلفاء الدولة العباسية وأخبارهم، ونبذة في بعض من اشتهر بالنَّظم بعد العصر العباسي إلى العصر الحديث فذكر منهم: ابن حبيب الحلبي، ونصيف اليازجي، وعبد الله فكري باشا، وعبد الله النديم، والشيخ حمزة فتح الله، والشيخ محمد عبده.   أمَّا من اشتهر بالنظم حتى العصر الحديث فذكر منهم: صفي الدين الحِلِّي، ومعتوق الموسوي، ومحمود أفندي صفوت، ومحمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وعائشة التيمورية، وملك الحفنية.   وذكر الكاتب مبحثًا في بعض من اشتهر في علم أو أكثر في العصر العباسي وما بعده إلى عصرنا الحديث: ومنهم حمَّاد الرَّاوية والأصمعي في الرواية، وأبو الفرج الأصبهاني والثعالبي في الأدب، والإمام أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل في الفقه والحديث، والخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه والكسائي والفراء والزمخشري وابن الحاجب في اللغة والنحو، والإمام البخاري ومسلم وأبو داود السجستاني وابن الأثير في فن الحديث، والواقدي وابن جرير الطبري وابن عساكر وأبو بكر الخطيب البغدادي في علم التاريخ، والمسعودي وابن جبير والاصطخري وياقوت الحموي وابن حوقل في الجغرافيا (تقويم البلدان)، والخليفة المأمون والبتاني وابن الهيثم في الهيئة (الفلك) والرياضيات، وابن إسحاق العبادي ويوحان بن مساويه وأبو بكر الرازي والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن البيطار في فن الطب والفلسفة، والغزالي والفخر الرازي وعبد اللطيف البغدادي في علم الكلام، وابن مقلة وابن البواب في علم الخط.   أما بعض من اشتهروا في علم أو أكثر من العلوم بعد العصر العباسي حتى العصر الحديث فذكر المؤلف منهم: الفيروزابادي، وابن منظور - صاحب "لسان العرب" - في اللغة والأدب، وابن مالك وابن عقيل في النحو، وأبو الفداء وابن خلدون في علم التاريخ والهيئة والجغرافيا، والسيوطي والجبرتي في العلوم والحديث، والشنقيطي في الرواية والأدب والحديث، وجمال الدين الأفغاني وعلي باشا مبارك ورفاعة الطهطاوي في الفلسفة والرياضيات والهيئة، ومحمد بك جعفر في فن الخط.



شارك الخبر

المرئيات-١