أرشيف المقالات

الإيمان بالله وآثاره

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2الإيمان بالله وآثاره   قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الملك: 29].   والإيمان بالله هو الركن الأول من أركان الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [1].   معنى الإيمان في اللغة: " الإيمان: التصديق، وهو الذي جزم به"[2] ، "آمنت بالله إيمانًا: أسلمت له"[3].   معنى الإيمان في الاصطلاح: هو التصديق الجازم، والإقرار الكامل، والاعتراف التام - بوجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستحقاقه وحده العبادة.   معنى الإيمان عند المفسرين: من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة: الإيمان بالله تعالى وحده، وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بما جاء به؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وحقيقة الإيمان أن يعرف ربه ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته، وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه، فكلما ازداد معرفة بربه، ازداد إيمانه وكلما نقص، نقص، وأقرب طريق يوصله إلى ذلك تدبُّر صفاته وأسمائه من القرآن.
وقد بشَّر الله تعالى أهل الإيمان به بأن لهم من ثواب الله على طاعتهم إياه تضعيفًا كثيرًا، وذلك هو الفضل الكبير من الله لهم؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 47].
والإيمان بالله سبحانه وتعالى: هو التصديق الجازم بوجود الله وربوبيته جل وعلا، واتصافه بكل صفات الكمال، ونعوت الجلال، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه.

ومن الإيمان بالله الإيمان بوحدانيَّته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وذلك بالإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة، واعتقادها، والعمل بها، وهذه الأنواع هي: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات[4].
والإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والناس متفاوتون في الدين بتفاوت الإيمان في قلوبهم، متفاضلون فيه، وكما يتفاوتون في مبلغ الإيمان في قلوبهم، فإنهم يتفاوتون أيضًا في أعمال الإيمان الظاهرة[5].
الآثار الإيمانية للإيمان بالله تعالى: 1) أن الله يدفع عن المؤمنين جميع المكاره، وينجِّيهم من الشدائد؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38].
2) الإيمان بالله سبب لرِفعة العبد في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
3) البشارة بدخول الجنة للذين آمنوا بالله؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25].
4) الإيمان بالله سبب للانتفاع بالمواعظ والتذكير والآيات؛ قال تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].
5) الإيمان بالله سببٌ للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
6) الإيمان بالله خيرُ معين على الصبر على أقدار الله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له) [6].


[1] سبق تخريجه: ص51. [2] تاج العروس: 34/ 186. [3] المصباح المنير 1 /24. [4] انظر: تفسير السعدي 35، تفسير الطبري 19/ 126، الإيمان حقيقته 1/ 114. [5] انظر: معارج القبول 3/ 1015. [6] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن أمره كله خير 4/ 2295، حديث رقم (2999).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢