أرشيف المقالات

الآثار الإيمانية للإيمان بالرسل

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2الآثار الإيمانية للإيمان بالرسل   الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر)[1].
معنى الرسل في اللغة: الإرسال: التوجيه، رسلًا: متتابعة، رسل: يدل على الانبعاث والامتداد، الرسول: الذي يتابع أخبار الذي بعثه، وسمي الرسول رسولًا؛ لأنه ذو رسالة[2].   معنى الرسل اصطلاحًا: الرسول: مَن أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه.   الفرق بين النبي والرسول: الرسول: مَن أوحي إليه وأُمر بالتبليغ، والنبي: من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا[3].
إن إرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، من عدل الله ورحمته أنه لا يعذب عبده حتى تقام عليه الحجة، أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، ليهدوهم إلى صراط الله تعالى المستقيم، ويُبينوا لهم كيف يعبدون الله وحده، والرسل دعوتهم واحدة، وهي الدعوة إلى التوحيد وإلى دين الإسلام وهو دين جميع الرسل.   لا يصح إيمان العبد إلا بإيمانه بجميع رسل الله عليهم السلام، فمن كفر بواحد منهم، فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151]، "ومعنى التفريق بين الله ورسله أنهم ينكرون صدق بعض الرسل الذين أرسلهم الله، ويعترفون بصدق بعض الرسل دون بعض، ويزعمون أنهم يؤمنون بالله"[4].   وأفضل الرسل وخاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، أرسله الله تعالى إلى جميع الناس الجن والإنس، العرب والعجم، وجميع الرسل السابقين نُسخت شرائعهم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به، إلا كان من أصحاب النار)[5].   "حتى استتم بناؤهم بمحمد أكرم به للرسل ختم بناء فهو الرسول إلى الخلائق كلهم ممن تقل بسيطة الغبراء ما لامرئ أبدًا خروج عن شري عته ونهج طريقه البيضاء لم يقبض المولى تعالى روحَه حتى أشاد الدين بالإعلاء وأتم نعمته وأكمَل دينه ولخلقه أداه أي أداء ومضى وأمته بأقوم منهجٍ وعلى محجة هديه البيضاء[6] الآثار الإيمانية للإيمان بالرسل: 1) رحمة الله تعالى وعنايته بعباده؛ حيث أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، وليهدوهم إلى صراط الله المستقيم.   2) الإيمان بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وخاتمهم، وشريعته ناسخة لجميع الرسالات السابقة.   3) من أطاع رسل الله عليهم السلام سعد في الدنيا، وفاز بالنجاة من عذاب الله في الآخرة.


[1] سبق تخريجه: ص43. [2] انظر: المصباح المنير 1/ 226، معجم مقاييس اللغة 2/ 393، لسان العرب 11/ 283. [3] لوامع الأنوار البهية: 1/ 49. [4] التحرير والتنوير 6/ 9. [5] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، 1/ 134، حديث رقم (153). [6] معارج القبول 1/ 17.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١