أرشيف المقالات

تسمعون ويسمع منكم

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ   عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْكُمْ))[1].   أهم ما يستفاد من الحديث: ♦ في الحديث دليل على تبليغ العلم ونشره[2].   ♦ وفيه مشروعية تبليغ السنة من قبل الصحابة ونقلها للتابعين، وسماع الأتباع عنهم، وهَلُمَّ جرًّا.   ♦ وفيه حجية السنة النبوية، لذلك سمعها الصحابة، وأنَّهم سينقلونها للتابعين، وسينقلها الأتباع عنهم.   ♦ وفيه مدحٌ للصحابة والتابعين وأتباعهم، وتزكية لقرونهم في تحمُّل العلم ونشره، ويتأكد هذا المعنى بما رواه عَبْدُاللهِ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ))[3].   ♦ وفيه تأصيلٌ شرعيٌّ لطريقة التَّحمل، وهو اتصال الإسناد، قال الخطيب البغدادي (463هـ) رحمه الله مبوبًا على الحديث: (بشارة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أصحابه بكون طلبة الحديث بعده واتصال الإسناد بينهم وبينه)[4]، فالعلاقة قائمة بين هذه القرون على الإسناد، وهذا يشمل كل من اعتنى بالسماع ممن جاء بعدهم، واتبع طريقتهم في النقل ولزوم الأثر.   ♦ وفيه إخبار النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ووصفه أنَّ سنته ستنقل وتقبل؛ كما ترجم على ذلك ابن أبي حاتم (327هـ) رحمه الله[5].   ♦ وفيه دليل على صدق نبوة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بأنَّه أخبر عن أمر غيبي من تبليغ سنته لمن سيأتي من الأجيال القادمة، لذلك جعله البيهقي (458هـ) رحمه الله في كتابه دلائل النبوة.   ♦ وفيه صحة إثبات الشهادة على الشهادة كما بوَّب عليه غير واحدٍ من المحدثين.   ♦ وفيه أنَّ الشريعة قائمة على الأثر لا على البدع.


[1] أخرجه: أحمد (2945)، وأبو داود (3659)، والبزار (5054)، واللفظ له، والحارث في مسنده (52)، والرامهرمزي: 207، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2 /8، وأبو نعيم في الحلية 8 /120، والبيهقي في الشعب (1609)، وفي الكبرى؛ له (21185)، وفي دلائل النبوة؛ له 6 /539، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (203)، وصححه ابن حبان (62)، والحاكم (327)، والمقدسي في المختارة (198). [2] ينظر: جامع بيان العلم وفضله، عقيب (203). [3] أخرجه: مسلم (2533). [4] شرف أصحاب الحديث: 37. [5] الجرح والتعديل2 /8.



شارك الخبر

المرئيات-١