أرشيف المقالات

فقه ابن تيمية ونصائحه (٦)

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
2فقه ابن تيمية ونصائحه (٦) من سماعات ابن القيم من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى   العوارض والمحن: قال ابن القيم رحمه الله: "قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة: العوارض والمحن هي كالحر والبرد، فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما، ولم يغتم لذلك ولم يحزن"؛ مدارج السالكين (٣/ ٣٦١).   بيان وتوضيح: عن مسروق، قال: دخل عبدالرحمن على أم سلمة رضي الله عنها فقالت: "سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدًا، فخرج عبدالرحمن من عندها مذعورًا، حتى دخل على عمر رضي الله عنه، فقال له: اسمع ما تقول أمك، فقام عمر رضي الله عنه حتى أتاها، فدخل عليها فسألها، ثم قال: أنشدك بالله، أمنهم أنا؟ قالت: لا، ولن أبرئ بعدك أحدًا".   قال ابن القيم رحمه الله بعد أن ساق الحديث: "فسمعت شيخنا يقول: إنما أرادت أني لا أفتح عليها هذا الباب، ولم ترد أنك وحدك البريء من ذلك دون سائر الصحابة.   ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين، ويدنو العبد به من الله سبحانه في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو به بالعمل"؛ إغاثة اللهفان (١/ ٨٧).   نصيحة واستشارة: قال ابن القيم رحمه الله: "وقد سمعت شيخنا رحمه الله يقول: جاءني بعض الفقهاء من الحنفية فقال: أستشيرك في أمر. قلت: ما هو؟ قال: أريد أن أنتقل عن مذهبي. قلت له: ولم؟ قال: لأني أرى الأحاديث الصحيحة كثيرًا تخالفه، واستشرت في هذا بعض أئمة أصحاب الشافعي.   فقال لي: لو رجعت عن مذهبك لم يرتفع ذلك من المذهب، وقد تقرَّرت المذاهب، ورجوعك غير مفيد، وأشار عليَّ بعض مشايخ التصوف بالافتقار إلى الله والتضرع إليه، وسؤال الهداية لما يحبه ويرضاه، فماذا تشير به أنت عليَّ؟   قال: فقلت له: اجعل المذهب ثلاثة أقسام، قسم الحق فيه ظاهر بين موافق للكتاب والسنة، فاقضِ به وأفتِ به طيب النفس منشرحَ الصدر، وقسم مرجوح ومخالفه معه الدليل، فلا تُفتِ به ولا تحكم به، وادْفَعه عنك، وقسم من مسائل الاجتهاد التي الأدلة فيها متجاذبة، فإن شئت أن تفتي به وإن شئت أن تدفعَه عنك. فقال: جزاك الله خيرًا، أو كما قال"؛ إعلام الموقعين (٤/ ١٨٢).   لفتة فقهية: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله رُوحه يقول: متى كان السبب محظورًا، لم يكن السكران معذورًا"؛ مدارج السالكين (٢/ ٣٥٥).   مسح الجرح البارز أولى من مسح الجبيرة وخير من التيمم: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخنا أبو العباس بن تيمية رحمة الله يذهب إلى هذا ويضعف القول بالتيمم بدل المسح"؛ بدائع الفوائد (٤/ ٦٨).   الدليل: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخ الاسلام ابن تيمية يقول: من فارق الدليل ضل السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول"؛ مفتاح دار السعادة (١/ ٨٣).   التائب بعد توبته: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحكي هذا الخلاف، ثم قال: والصحيح أن من التائبين من لا يعود إلى درجته، ومنهم من يعود إليها، ومنهم من يعود إلى أعلى منها، فيصير خيرًا مما كان قبل الذنب، وكان داود بعد التوبة خيرًا منه قبل الخطيئة.   قال: وهذا بحسب حال التائب بعد توبته، وجِدِّه وعزمه، وحذَره وتشميره، فإن كان ذلك أعظم مما كان له قبل الذنب، عاد خيرًا مما كان وأعلى درجة، وإن كان مثله عاد إلى مثل حاله، وإن كان دونه لم يعد إلى درجته، وكان منحطًّا عنها"؛ مدارج السالكين (١/ ٣٠٢).   دخول الوطء في المعاشرة بالمعروف: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخنا رحمه الله تعالى يرجِّح هذا القول ويختاره"؛ روضة المحبين (ص:٢١٧).   في المكره: هل يسمى مختارًا، أم لا؟: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: التحقيق أنه محمول على الاختيار، فله اختيار في الفعل، وبه صحَّ وقوعه، فإنه لولا إرادته واختياره، لَما وقع الفعل، ولكنه محمول على أن هذه الإرادة والاختيار ليست مِن قِبَله، فهو مختار باعتبار أن حقيقة الإرادة والاختيار منه، وغير مختار باعتبار أن غيره حمله على الاختيار، ولم يكن مختارًا من نفسه، هذا معنى كلامه"؛ مدارج السالكين (٢/ ٣٤١).   العارف: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه يقول: العارف لا يرى له على أحد حقًّا، ولا يشهد على غيره فضلًا، ولذلك لا يعاتب، ولا يطالب، ولا يضارب"؛ مدارج السالكين (١/ ٥١٩). ونقل عنه نحوه في موضع آخر، ذكرته في فقه ابن تيمية رحمه الله.   مقارنة: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: وكذلك لطم موسى عين ملك الموت ففقأها، ولم يعتب عليه ربُّه، وفي ليلة الإسراء عاتب ربه في النبي صلى الله عليه وسلم إذ رفعه فوقه، ورفع صوته بذلك، ولم يعتبه الله على ذلك، قال: لأن موسى عليه السلام قام تلك المقامات العظيمة التي أوجبت له هذا الدلال، فإنه قاوَم فرعون أكبر أعداء الله تعالى، وتصدَّى له ولقومه، وعالج بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، وجاهد في الله أعداءَ الله أشدَّ الجهاد، وكان شديد الغضب لربه، فاحتمل له ما لم يحتمله لغيره، وذو النون لما لم يكن في هذا المقام، سجَنه في بطن الحوت من غضبه، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا"؛ مدارج السالكين (٢/ ٤٢٧)، وتقدم نحو هذا في فقه ابن تيمية رحمه الله.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن