أرشيف المقالات

تفسير: (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2تفسير: (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء)
♦ الآية: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (31). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مسلمين عادلين عن كل دين سواه ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾ سقط [من السماء] فاختطفته الطير من الهواء، أو ألقته الريح في ﴿ مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ بعيد؛ يعني: إن من أشرك فقد هلك وبَعُدَ عن الحق. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مخلصين له، ﴿ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ﴾، قال قتادة: كانوا في الشرك يحجون، ويحرِّمون البنات والأمهات والأخوات، وكانوا يُسمون حنفاء، فنزلت: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾؛ أي: حجاجًا لله مسلمين موحِّدين؛ يعني: من أشرك لا يكون حنيفًا. ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾؛ أي: سقط، ﴿ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ إلى الأرض، ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾؛ أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة، وقرأ أهل المدينة (فتخَطَّفه) بفتح الخاء وتشديد الطاء؛ أي: يتخطفه، ﴿ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ ﴾؛ أي: تميل به وتذهب به، ﴿ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾؛ أي: بعيد؛ معناه: بُعْد من أشرك بالحق كبعد من سقط من السماء، فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال.
وقيل: شبَّه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلةً حتى يقع بحيث تُسقطه الريح، فهو هالك لا محالة؛ إما باستلاب الطير لحمه، وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبَّه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل، فلا يقدرون على شيء منها. تفسير القرآن الكريم



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير