أرشيف المقالات

شرح البيقونية: الموضوع

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2شرح البيقونية: الموضوع   والكذب المختلق المَصنوعُ على النبيْ؛ فذلك الموضوعُ   "لغة: هو اسم مفعول من "وضع الشيء"؛ أي: "حَطَّهُ"، سُمي بذلك لانحطاط مرتبته.   واصطلاحًا: هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"[1]. وعرَّفه بعضهم فقال: "هو الحديث المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان عمدًا أم خطأً. وذهب بعضهم إلى التفريق بين التعمُّد وعدمه، فسمى ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذبًا تعمدًا بالموضوع، وما أضيف إليه صلى الله عليه وسلم خطأ بالباطل"[2].   رتبته: "هو شرُّ الأحاديث الضعيفة"[3].   حكم روايته: أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله إلا مع بيان وضْعه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن حَدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبَيْنِ)[4].   فائدة: من علامات الحديث الموضوع ومن القواعد الكلية التي يعرف بها: 1- أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء. 2- أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق. 3- أن يكون الحديث باطلًا في نفسه، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4- مخالفة الحديث لصريح القرآن. 5- سماجة الحديث وكونه يسخر منه، وغير ذلك من الأسباب[5].   من طرق معرفة الوضع: 1- قد يعرف الوضع بإقرار الواضع.   2- ما يؤخذ من حال الراوي كما وقع في قصة غياث بن إبراهيم؛ حيث دخل على المهدي، فوجده يلعب بالحمَام، فساق له في الحال إسنادًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر، أو جناح)[6].   3- حال المروي بحيث يكون مناقضًا لنص القرآن أو السنة المتواترة، أو الإجماع القطعي، أو صريح العقل[7].   من الأسباب الحاملة على الوضع: 1- عدم الدين كالزنادقة. 2- غلبة الجهل كبعض المبتدعين. 3- فرط العصبية كبعض المقلدين. 4- اتباع الهوى. 5- الإغراب لقصد الاشتهار[8].   مثال الموضوع: ما رواه محمد بن سعيد الدمشقي المصلوب في الزندقة وضع على حميد عن أنس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله)[9]، فزاد: "إلا أن يشاء الله".   من الكتب المصنفة في الموضوعات: • "الموضوعات" لابن الجوزي. • "الأباطيل والمناكير" للجوزقاني. • "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" للسيوطي. • "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني.


[1] "تيسير مصطلح الحديث" (89). [2] "الوضع في الحديث" (1/ 100) د.
عمر فلاته. [3] "تيسير مصطلح الحديث" (89). [4] رواه مسلم (1/ 62 - مع شرح النووي). [5] انظر: "المنار المنيف" لابن القيم ص (50)، و"التعليقات الأثرية" ص (70). [6] ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 330). [7] انظر: "نزهة النظر" (109 - مع النكت). [8] "نزهة النظر" (111-112 مع النكت). [9] "المغني في الضعفاء" الذهبي (5553).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣