أرشيف المقالات

صفة السمع لله تعالى

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2صفة السمع لله تعالى   معنى السمع في اللغة: السمع: إدراك المسموع وإن خفي[1].   معنى "السميع" في الاصطلاح: السميع: الذي يسمع جميع الأصوات باختلاف لغاتها وحاجاتها[2]. إن اسم الله السميع من الأسماء الثابتة في الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
واسم السميع متضمن لصفة السمع لله عز وجل،ووصف الله الإنسانَ فقال:﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2]، وليس سمعُ الله كسمع أحد من خلقه، فالله عز وجل له سمع يليق بجلاله وعظيم سلطانه، ولمخلوقاته سمع يليق بهم،فهو سميع ذو سمع، بلا تكييف ولا تشبيه ولا تأويل.
والله عز وجل سميع لأصوات عباده لا يشغله سمع عن سمع، ولا تختلف عليه اللغات والمطالب، ولا تشتبه عليه الأصوات، فالسر عنده علانية؛ قال تعالى: ﴿ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ ﴾ [الرعد: 10]، والاختفاء والظهور عنده سواء؛ لأنه يسمع السر كما يسمع الجهر[3]، عن أبي موسى الأشعري[4] رضي الله عنه، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على واد، هللنا وكبَّرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، اربَعُوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده)[5].
الآثار الإيمانية للإيمان بصفة السمع: 1) الله هو السميع الذي يسمع المناجاة، ويجيب الدعاء عند الاضطرار، ويكشف السوء.
2) أمر الله بالالتجاء إليه عند حصول وساوس شياطين الإنس والجن؛قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200].
3)ورد اسم السميع مقرونًا بغيره من الأسماء: ﴿ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 181]، ﴿ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 61]، ﴿ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ﴾ [سبأ: 50]؛ مما يدل على إحاطة الله الشاملة لجميع المخلوقات، والجميع تحت بصره وعِلمه، وفي ذلك تنبيه للعاقل؛ كي يراقب نفسَه، وما يصدُر عنها من أقوال وأفعال؛ لأن ربَّه لا يخفى عليه شيءٌ منها، وأنه سبحانه سيُجازيه عليها.


[1] النهاية في غريب الحديث والأثر2 /403، الفروق اللغوية ص89. [2] انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 209. [3] انظر: مجموع الفتاوى 3 /11، معارج القبول 1 /51، أضواء البيان 2/ 236. [4] هو عبدالله بن قيس أبو موسى الأشعري، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن، كان أحد الحكمين بصفين، وكان حسن الصوت بالقرآن، مات سنة اثنتين، وقيل: أربع وأربعين، وهو ابن نيف وستين، انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 181. [5] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير 4 /57، حديث رقم 2992، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر 4/ 2076، حديث رقم 2704.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن