تفسير: (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ...)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
تفسير: (ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ...)

♦ الآية: ﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: النساء (119).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولأُضلنَّهم ﴾ عن الحقِّ ﴿ ولأمنينَّهم ﴾ أن لا جنَّة ولا نار وقيل: ركوب الأهواء ﴿ ولآمرنَّهم فليبتكنَّ آذان الأنعام ﴾ أي: فليقطعنَّها يعني: البحائر وسيأتي بيان ذلك فيما بعد في سورة المائدة ﴿ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ﴾ أَيْ: دينه يكفرون ويحرِّمون الحلال ويحلون الحرام ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ أيْ: (مَنْ) يُطعه فيما يدعو إليه من الضَّلال ﴿ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ خسر الجنَّة ونعيمها.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ ﴾ يَعْنِي: عَنِ الْحَقِّ، أَيْ: لِأُغْوِيَنَّهُمْ، يَقُولُهُ إِبْلِيس، وَأَرَادَ بِهِ التَّزْيِينَ، وَإِلَّا فَلَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الْإِضْلَالِ شَيْءٌ كَمَا قَالَ: ﴿ لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الْحِجْرِ: 39] ﴿ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ﴾، قِيلَ: أُمَنِّيَنَّهُمْ رُكُوبَ الْأَهْوَاءِ، وَقِيلَ: أُمَنِّيَنَّهُمْ أَنْ لَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ وَلَا بَعْثَ، وَقِيلَ: أُمَنِّيَنَّهُمْ إِدْرَاكَ الْآخِرَةِ مَعَ رُكُوبِ الْمَعَاصِي، ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَالْحَسَنُ ومجاهد وقتادة وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالضَّحَّاكُ: يَعْنِي دِينَ اللَّهِ، نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الرُّومِ: 30] أَيْ: لِدِينِ اللَّهِ، يُرِيدُ وَضْعَ اللَّهِ فِي الدِّينِ بِتَحْلِيلِ الْحَرَامِ وَتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ بِالْخِصَاءِ وَالْوَشْمِ وَقَطْعِ الْآذَانِ حَتَّى حَرَّمَ بَعْضُهُمُ الْخِصَاءَ وَجَوَّزَهُ بَعْضُهُمْ فِي الْبَهَائِمِ، لِأَنَّ فِيهِ غَرَضًا ظَاهِرًا، وَقِيلَ: تَغْيِيرُ خَلْقِ اللَّهِ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْأَنْعَامَ لِلرُّكُوبِ وَالْأَكْلِ فَحَرَّمُوهَا، وَخَلَقَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْأَحْجَارَ لِمَنْفَعَةِ الْعِبَادِ فَعَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ، ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ أَيْ: رَبًّا يُطِيعُهُ، ﴿ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرانًا مُبِينًا ﴾.
 


تفسير القرآن الكريم

شارك المقال

ساهم - قرآن ٣