أرشيف المقالات

اسم الله اللطيف

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2اسم الله اللطيف
ذُكر اسم الله "اللطيف" في سورة الملك في قوله تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].
معنى اللطيف في اللغة: لطف: رفق[1]، "يلطف لطفًا: إذا رفق به، واللطف: البر والتكرمة والتحفي[2]"، "لطفًا بالضم: رفق ودنا[3]".
معنى اللطيف في الاصطلاح: اللطيف: الذي لطف علمُه حتى أدرك ما خفِي من الأمور، وما تردد الصدور[4].   اسم الله اللطيف عند المفسرين: اللطيف متضمن لصفة اللطف، يلطف بعبده، ويسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، يدبر له الأمور برفقٍ وحكمة، ويقدِّر عليه المصائب التي يكرهها وتشق عليه؛ ليرفعه إلى أعلى المقامات[5].   واللطيف الذي يلطف بعبده في أموره المتعلقة بنفسه، ويلطف به في الأمور الخارجة عنه، فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر، وهذا من آثار علم الله ورحمته، ولهذا كان معنى اللطيف نوعين: النوع الأول: أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار ومكنونات الصدور، ومغيبات الأمور.   النوع الثاني: لطفه بعبده ووليِّه الذي يريد أن يتم عليه إحسانه، ويشمله بكرمه، ويرفعه إلى الدرجات العالية، فأجرى عليه المحن التي يكرهها وتشق عليه، وهي عين صلاحه والطريق إلى سعادته[6].   الآثار الإيمانية للإيمان باسم الله اللطيف: 1) لطف الله تعالى بأوليائه؛ ليوصلهم إلى المنازل العالية بطرق لا يشعرون بها، فقدر عليهم أمورًا قد تشق عليهم وخارجة عن إرادتهم، فيها رِفعتهم وعلو منزلتهم وهم لا يعلمون، كما حصل مع يوسف عليه السلام عندما رأى عاقبة البلاء، فتذكر لطف الله به فقال: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].   2) عدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وإحسان الظن به، مهما تكالبت الخطوب، واشتدت النوازل، فلرُبَّ فرجٍ عظيم في باطن ضيق شديد، ولرُبَّ سعادة دائمة ختمت بشقاء عابر.


[1] انظر: مقاييس اللغة 5/ 250. [2] لسان العرب 9/ 316. [3] القاموس المحيط 1/ 853. [4] انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 225. [5] انظر: التحرير والتنوير 29 / 31، تفسير السعدي 876، تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 225. [6] انظر: شرح أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة 117.



شارك الخبر

المرئيات-١