أرشيف المقالات

القضاء على فتنة الخرمية

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2حدث في رمضان القضاء على فتنة الخرمية   تنسب حركة الخرمية إلى بابك الخرمي، وظهرت هذه الحركة في العهد العباسي، وهي فرع من فروع الطوائف الهدامة الباطنية التي ظهرت في الإسلام، وظهر بابك الخرمي سنة 201 في أيام المأمون بن هارون الرشيد العباسي، ومعنى خرم بالفارسية فرح؛ لأن أصحابه يحللون كل ما فيه لذة من المحرمات فيسمون دينهم دين الفرح.   وتعد حركة الخرمية من أقوى الحركات وأخطرها التي واجهت الدولة العباسية، واستمرت فتنتها عشرين عامًا، في عهد كل من الخلفية المأمون والمعتصم، وكانت تؤمن بمبادئ هدامة منها:   1- الإيمان بالحلول والتناسخ حتى إن زعيمها "بابك" ادَّعى الألوهية.   2- المشاعية المزدكية فى الأموال والأعراض، والتمتع بالملذات المحرمة والإغراق فيها.   3- استحلال الزِّنا واللواط، ونكاح المحارم، وترك العبادات، وتشريع الكذب وفرض النفاق، وبناء المنظمات السرية، والقول بوجود إلهين اثنين، وإنكار البعث والحساب والعقاب، والجنة هي نعيم الدنيا، والنار هي التكاليف الشرعية.   4- إيمانهم بضرورة التخلص من السلطان العربى والدين الإسلامى.   وقد اتسمت هذه الحركة بالقوة العسكرية ودقة التنظيم السياسي، واستطاع بابك أن يصل إلى سدة الزعامة من خلال انتسابه لتلك الجماعة التي ظهرت في بلاد فارس، وعندما تم له الأمر هناك بدأ يستولي على بلاد همذان وأصبهان وبلاد الجبال، حتى تمت له السيطرة عليها، وكان يأمر أتباعه بالإغارة على المسلمين المقيمين بالإقاليم المجاورة لفارس وقتلهم سواء كانوا أطفالًا أو رجالًا أو نساءً.   وبدأ يتوسع وينشر مذهبه في مساحات شاسعة من بلاد فارس، ودان له الناس هناك، ثم أخذ الخرميون فى العبث والفساد منذ سنة (201هـ) فوجه إليهم المأمون عدة حملات، ولكنها هزمت الواحدة تلو الأخرى بغرابة شديدة، واندحرت جميعها أما قوة بابك وجنوده، ومن قواد تلك الحملات: يحيى بن معاذ، وعيسى بن أبى خالد، وصدقة بن على، والجنيد الإسكافى، ومحمد بن حميد الطوسى.   وتابع المعتصم محاولة القضاء على اتساع نفوذهم، فأرسل إليهم جيشين بقيادة إسحاق بن إبراهيم وبغا الكبير إلا أن بابك انتصر عليهما أيضًا.   ولم يكتف بابك بذلك بل ظاهر المشركين على المسلمين، فقام بمراسلة إمبراطور الروم ميخائيل الثاني (والد تيوفيل) وتحالف معه ضد المسلمين، ظنًا أن ذلك سيضعف الدولة ويفتح الجبهات عليها، وكان جنود بابك يلجؤون إلى بلاد الروم فيقيمون في المرتفعات، ويضمهم الروم إلى جنودهم الذين يرسلونهم لقتال المسلمين.   وكان من نتائج هذا التحالف أن الروم اتجهوا إلى حصن "زبطرة" بمعاونة بابك فقتلوا المسلمين، وسبوا النساء، وبعدها سار الروم إلى ملاطية ففعلوا بها مثل ما فعلوا في "زبطرة".   واستمر أمر بابك فى الظهور حتى سنة (221هـ) إذ أرسل المعتصم أحد أكبر قواده وهو حيدر بن كاوس الأشروسني المعروف باسم الأفشين؛ لقتال بابك، والذي كان داهية في الحرب، فقام بتنظيم الجنود وإقامة الحصون، والسير إلى بابك، وتمكن من تحقيق أول نصر على الخرمية، وفى السنة التالية، في التاسع من شهر رمضان عام 222هـ الموافق 837م، نجح الأفشين فى الاستيلاء على البذ، معقل بابك والخرمية، ثم وقع بابك فى يده أسيرًا، فحمله إلى سامراء؛ حيث أمر المعتصم بقتله، هو وأخيه عبدالله، وبذلك انتهى أمر الخرمية، ويقدر ضحايا بابك خلال عشرين سنة بنحو (255) ألفًا من المسلمين.   شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبد الباقي الخولي



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣