أرشيف المقالات

السيرة النبوية وأثرها في بناء المشروع الحضاري للأمة

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
2السيرة النبوية وأثرها في بناء المشروع الحضاري للأمة
تأتي هذه الندوة المباركة[1] في سياق هذه الهجمات المتتاليات على المسلمين، ودينهم، ورسولهم - صلى الله عليه وسلم - حسدًا من عند الأعداء، الذين لا يَغفُلون الليل والنهار عن البحث عن مطاعن تشوِّه صورة المسلمين، وترميهم بأقذع الأوصاف، وأخس النعوت، وما علموا أن اجتهادهم البئيس هذا، كان بمثابة شحنات توقظ الوسنان، وتُفِيق النومان؛ فقد ثبت بالأرقام أن عدد المسلمين يتزايد بعد كل هجمة وإساءة، حتى بلغ الأمر بأحدِ القساوسة أن أحرق نفسه في دَيْرِه بألمانيا؛ احتجاجًا على انتشار الإسلام، الذي لا يكلف أهله من الإمكانات المادية مِعْشَار ما تُنفِقه الكنيسة الكاثوليكية، التي بلغتْ نفقاتها 181 مليار دولار، توزِّعها على ربع مليون كنيسة.   • فلبيني يسلم؛ لأنه فطن من خلال سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن المسلمين لا يسبُّون الأديان الأخرى.   • والآخر يسلم؛ لأنه علم من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الإسلام دين بلا وسطاء بين العبد وربه.   • وبعض البريطانيين أسلموا حين سمعوا بالأخلاق الرفيعة التي أرساها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي يرون فيه مجتمعهم يضج بالخمور والفجور، وتركيز الحياة في بؤرة الاستهلاكية القاتلة.   • وامرأة إيطالية تفصح عن سبب إسلامها، وتقول: "كان زوجي يضربني، وأنقذني مهاجر مغربي، وهكذا تعرَّفت على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم".   • وأكدت فرنسيات مسلمات أن سبب إسلامهن يرجع إلى البحث عن التحرر من المادية، فوجدنَها في دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى التعلق بالآخرة الباقية، والعزوف عن الدنيا الفانية، حتى تبين - حسب إحصائيات غربية - أن من كل خمسة يسلمون، هناك أربع منهم نساء.   إن السيرة النبوية هي الترجمة العملية لمبادئ الإسلام وأخلاقه: هي التطبيق الفعلي لشِرعته ومنهاجه، قيض الله - عز وجل - لها سيدنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ليكون القدوة المثلى التي أُمِرنا باقتفاء أثرها، والنسج على منوالها؛ لأنه اجتمعتْ فيه صفات الكمال البشري، فكان قرآنًا يمشي على الأرض، مطبوعًا بشهادة السماء: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].   قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدْي هَدْي محمد))؛ مسلم.   ولا شك أن دراسة السيرة النبوية لها من الأهداف السامية، والمقاصد الجليلة الشيء الكثير؛ من ذلك: • الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خلال معرفة شخصيته، وأقواله، وأفعاله، وتقريراته.   • تكسب المسلم محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتنمِّيها وتباركها.   • تعرف حياة الصحابة الكرام، الذين جاهدوا مع رسول الله صلى - صلى الله عليه وسلم - فتدعوه تلك الدراسة لمحبتهم، والسير على نَهْجِهم، واتباع سبيلهم.   • كما أن السيرة النبوية توضِّح للمسلم حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بدقائقها وتفاصيلها، منذ ولادته وحتى موته، مرورًا بطفولته وشبابه، فيجد فيها كل بُغْيَته، ويفرح كل دارس لها بحاجته، لكن شرط أن تكون دراسة السيرة على سبيل الفهم والوعي، ومن منظور إعادة البناء الحضاري للأمة، لا على سبيل الحصر، ودراسة التفاصيل، وسرد الأحداث.   فالداعية يجد له في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أساليب الدعوة، وكيفية التعامل مع الناس: • عن عمرو بن العاص قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقبِل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه عليَّ، حتى ظننتُ أني خير القوم، فقلت: يا رسول الله، أنا خير أو أبو بكر؟ قال: ((أبو بكر))، فقلت: يا رسول الله، أنا خير أو عمر؟ قال: ((عمر))، فقلت: يا رسول الله، أنا خير أو عثمان؟ قال: ((عثمان))، فلما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصدقني، فلوددتُ أني لم أكن سألتُه"؛ حسنه في مختصر الشمائل المحمدية.   • ويجد المربِّي في سيرته - صلى الله عليه وسلم - دروسًا نبوية في فن التربية، وطرق التأثير على الناس، ما يُسعِفه في التعامل مع المتلقين على اختلاف مشارِبِهم، وتنوع بيئاتهم.   وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم))؛ صحيح أبي داود.   وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله لم يَبعثْنِي معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا))؛ مسلم.   ومن لطيف تعليمه - صلى الله عليه وسلم - قصته مع معاوية بن الحَكَم السُّلَمي الذي قال: "بينا أنا أصلِّي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارِهم، فقلت: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهُ، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمِّتوننِي لكني سكتُّ، فلما صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن))؛ مسلم.   • ويجد فيها المحدِّث مقصده.   • فعن أبان بن عثمان قال: خرج زيد بن ثابت من عند مَرْوَان نصف النهار، قلنا: ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمنا فسألناه، فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((نضَّر الله امرأً سمع منا حديثًا، فحفظه حتى يبلغه غيره، فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه))؛ صحيح سنن الترمذي.   • ويجد فيها الفقيه بُغْيَته: ويكفينا قول الإمام أبي حنيفة: "معرفة السِّيَر، تُغنِي عن كثير من الفقه".   ومن أمثلة ذلك: قصة الرجلين اللذينِ خرجا في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدًا طيبًا فصلَّيا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يُعد الآخر، ثم أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: ((أصبتَ السنة وأجزأتْك صلاتك))، وقال للذي توضأ وأعاد: ((لك الأجر مرتين))؛ صحيح سنن أبي داود.   • ويجد فيها رجل السياسة مراده.   مثال التعامل مع الأسرى: • عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلاً قِبَل نَجْدٍ، فجاءت برجلٍ من بني حَنِيفة يقال له: ثُمَامة بن أُثَال - (سيد أهل اليمامة) - فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما عندك يا ثُمَامة؟))، فقال: عندي خيرٌ يا محمد، إن تقتلْنِي تقتل ذا دمٍ، وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر، وإن كنتَ تريد المال فسَلْ منه ما شئتَ، فتُرِك حتى كان الغد، فقال: ((ما عندك يا ثُمَامة؟))، فقال: ما قلتُ لك: إن تُنعِم تُنعِم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: ((ما عندك يا ثُمَامة؟))، فقال: عندي ما قلتُ لك، فقال: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق إلى نخلٍ قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجهٌ أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحب دين إليَّ، والله ما كان من بلد أبغض إليَّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إليَّ، وإن خيلك أخذتْنِي وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟"، فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قَدِم مكة قال له قائل: "صبوتَ"، قال: لا، ولكن أسلمتُ مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حِنْطَة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم"؛ متفق عليه.   • وفي قصة صلح الحُدَيْبِية من الدروس السياسية الشيء الكثير.   • القصد إلى إحراج قريش برغبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في أداء العمرة، فإذا وافقوا اعتبر ذلك انهزامًا، وإن مُنِعوا اعتبر ذلك تعسفًا، فقريش لا تمنع أحدًا قصد مكة من أجل العمرة، فلم يبق إلا التفاوض والمصالحة ببنودٍ معلومة، وهو اعتراف صريح بوجود المسلمين، وأنهم صاروا قوة يُحسَب لها حسابها، فكان الصلح كسبًا قويًّا للمعركة الدبلوماسية، وانتصارًا سياسيًّا باهرًا، حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده، لا يسألونني خطَّة يعظِّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها))؛ البخاري.   • وحتى لا تذيع قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج لقتالها، وقَّت لعمرته شهرًا حرامًا، منعًا لتهمة المقاتلة والمنابذة.   • جعلت المفاوضات كبار قريش يختلفون في تحديد موقف صارم من المسلمين، بين مانع مطلقًا، يعتبر عمرتهم دخولاً إلى مكة عَنْوَة، وقائل بتمكينهم من الدخول خوفًا من مواجهة غير محسوبة.   • أما بنود المصالحة، فكان ظاهرُها قاسيَّا شديدًا على المسلمين، لكنها في الواقع كانتْ كلها في صالح المسلمين، حتى جعل بعض المفسِّرين الفتح المذكور في سورة الفتح هو صُلْحَ الحديبية.   قال علي بن الحسن: "كنا نعلَّم مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - كما نعلَّم السورة من القرآن"، وكان الزهري - رحمه الله - يقول: "في علم المغازي علم الآخرة والدنيا".   ويجد فيها الأديب بُغْيَته: عن البراء بن العازب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي فقيل: يا رسول الله، إن أبا سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب يهجوك، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، فقال: ((أنت الذي تقول: ثبَّت الله؟))، قال: نعم، قلت: يا رسول الله: فَثَبَّتَ اللهُ مَا أَعْطَاكَ مِنْ حَسَنٍ تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا مِثْلَ مَا نُصِرُوا   قال: ((وأنت، يفعل الله بك خيرًا مثل ذلك))، قال: ثم وثب كعب، فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، قال: ((أنت الذي تقول: هَمَّت؟))، قال: نعم، قلتُ: يا رسول الله: هَمَّتْ سَخِينَةُ أَنْ تُغَالِبَ رَبَّهَا فَلَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ   قال: ((أما إن الله لم ينسَ لك ذلك))، قال: ثم قام حسان، فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، وأخرج لسانًا له أسود، فقال: يا رسول الله، ائذن لي إن شئت أفريت به المزاد، فقال: اذهب إلى أبي بكر ليحدِّثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، ثم اهجهم وجبريل معك))؛ الصحيحة، وبعض ألفاظه في الصحيحين.   وعن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: ((هل معك من شعر أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت شيء؟))، قلت: نعم، قال: "هيه"، فأنشدته بيتًا فقال: "هيه"، ثم أنشدته بيتًا فقال: "هيه"، حتى أنشدته مائة بيت"؛ مسلم.   وكان يوجه الشعر في وجهته الصحيحة التي على الشعراء أن يهتدوا بها، فرأيناه يقدم عبد الله بن رواحة - كما عند البخاري - لأن شعره كان مبرءًا من الرفث والفحش، ويقول:"إن أخاً لكم لا يقول الرفث - يعني بذاك ابن رواحة - قال: وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالكَافِرِينَ المَضَاجِعُ   ففضَّل هذه الأبيات لسموِّ مضمونها، وشرف معناها، وخلوِّها مما يتعارض مع الثوابت الشرعية.   وكذلك حين اختار شعرًا "للَبِيد بن رَبِيعة"، اختار شطرًا كله عفَّة وأخلاق وصدق: (أَلاَ كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ)، وجعل هذه الكلمة أصدق كلمة قالها شاعر؛ (متفق عليه).   وهذا مقياس الشعر الحقيقي: أن يكون صادقًا، بريئًا من الافتئات والمزايدة، متنزهًا عن الكذب والمغالاة.   • وهكذا نجد السيرة النبوية سجلاًّ حافلاً، يجسِّد لنا شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - الحضارية، فنستكشف من خلالها النبي الداعية، والمربِّي، والاجتماعي، والسياسي، والقاضي، والتاجر، والقائد المحارب، والعالم، والزاهد..
تتعلم منها الأمة سمو الأخلاق، ورفيع الآداب، وسليم العقائد، وصحيح العبادات، ونبيل المعاملات، وناجع السياسات.   ونجد السيرة النبوية منهاجَ حياةٍ، ومدرسةَ واقعٍ، وتربية أمة، وإقامة دولة، يتخرَّج فيها الدعاة، والعلماء، والفقهاء، والحكَّام، والقضاة، وأهل الاقتصاد..
وفيها دروس إدارة المراحل التاريخية التي تمر بها الأمة، وطرائق التعامل مع مختلف المجتمعات الأخرى.   بهذه القراءة نُوقِن أن النصر للمسلمين، وأن العاقبة للمتقين؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بشِّر هذه الأمة بالسناء، والرفعة والدين، والتمكين في الأرض، فمَن عَمِل منهم عملَ الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب))؛ رواه أحمد وهو في صحيح الترغيب.   رَبَّاكَ رَبُّكَ..
جَلَّ مَنْ رَبَّاكَا وَرَعَاكَ فِي كَنَفِ الهُدَى وَحَمَاكَا سُبْحَانَهُ أَعْطَاكَ خَيْرَ رِسَالَةٍ لِلْعَالَمِينَ بِهَا نَشَرْتَ هُدَاكَا اللهُ أَرْسَلَكُمْ إِلَيْنَا رَحْمَةً مَا ضَلَّ مَن تَبِعَتْ خُطَاهُ خُطَاكَا كُنَّا حَيَارَى فِي الظَّلامِ فَأَشْرَقَتْ شَمْسُ الْهِدَايَةِ يَوْمَ لاحَ سَنَاكَا كُنَّا وَرَبِّي غَارِقِينَ بِغَيِّنَا حَتَّى رَبَطْنَا حَبْلَنَا بِعُرَاكَا لَوْلاكَ كُنَّا سَاجِدِينَ لِصَخْرَةٍ أَوْ كَوْكَبٍ..
لا نَعْرِفُ الإِشْرَاكَا لَوْلاكَ لَمْ نَعْبُدْ إِلَهًا وَاحِدًا حَتَّى هَدَانَا اللهُ يَوْمَ هَدَاكَا


[1] نظَّمتها الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية (فرع مراكش)، يوم 20 من ذي القعدة 1433 هـ، 7 أكتوبر 2012 م.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ١