أرشيف المقالات

ما هو الإسلام؟

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2ما هو الإسلام؟
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد على نعمه التي لا تحصى ولا تُعدّ، حيث قال سبحانه: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصبحه أجمعين.   أما بعد: إن من الأمور الضرورية التي ينبغي لكل مسلم وإنسان معرفتها وتبليغها دين الإسلام العظيم.
هذا الدين الكريم الذي ملأ الله به الأرض عدلا ونورا بعدما مُلئت ظُلما وظَلاَما.
وقد أنزله سبحانه وتعالى لجميع العالمين على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وثقافاتهم.
لذا أقبلنا على تأليف هذه السلسلة المتواضعة التي بيّنا فيها أصول الإسلام ودفعنا فيها الشبهات التي يبثها الكاذبون على هذا الدين العظيم، بأسلوبٍ مُيسّر وعصريّ.
وقد اتخذنا فيها منهج سؤال جواب، باعتبار أن هذا المنهج التعليميّ يشد انتباه القارئ الكريم ويختصر عليه التفريعات التي قلما يستوعب جدواها.
قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾، وقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا))[1].   ونحن إذ نضع هذه السلسلة المتواضعة بين يدي القارئ الكريم، نسأل الله أن يتقبلها منا وأن ينفع بها ويكتب لها النجاح والبقاء حتى يرث الله الأرض ومن عليها.   س: ما هو الإسلام؟ ج: الإسلام في اللغة هو الاستسلام.
وفي الشرع هو الانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى بالإخلاص والرضى المستحق له سبحانه[2].
فهو مبنيّ على الاستجابة للأمر الإلهي من غير اعتراض ولا تمَنّع.
وينقسم إلى قسمين: إسلام عامّ وإسلام خاص.
الإسلام العام هو الاستجابة والانقياد لأمر الله تعالى في كل زمان، فهو دين جميع الأنبياء عليهم السلام وأتباعهم.
والدليل قوله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾[3].
وقال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾[4].
وأما الإسلام الخاص فهو اتّباع شرع محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فالله عز وجل لا يقبل شرعا ولا دينا بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلا دينه - عليه الصلاة والسلا -.
قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [5].
وفي الحديث الصحيح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديا أو نصرانيا ثم لم يؤمن بي إلا أكبّه الله في النار"[6].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان أخي موسى حيّا ما وسعه إلا أن يتّبعني"[7].


[1] رواه أبو داوود وابن ماجه والحاكم والدارقطني وصححه ابن السكن. [2] انظر كتاب تعلم دينك للشيخ أبي الحسن هشام المحجوبي والأستاذ فضل الله كْسِكْس، ص.
5. [3] سورة البقرة- آية 128 [4] سورة يوسف- آية 101 [5] سورة آل عمران- آية 85 [6] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس، ونسخ الملل بملته.
عن أبي هريرة، حديث رقم: 240 [7] رواه أحمد في المسند 14736 والدارمي 435 والبزار وحسّنه الحافظ بن حجر في فتح الباري 13/ 334



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن