أرشيف المقالات

حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (2)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (2) الأحاديث التي تدل على كرامة الرجل الصالح عند قبض رُوحه(1)   أولاً: تأتيه ملائكة الموت في صورة حسنة: فقد أخرج الإمام أحمد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بِيضُ الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كَفن من أكفان الجنة، وحنوط[1] من حنوط الجنَّة، حتى يجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجيء مَلَك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه، فيقول: يا أيتها النفس الطيبة - وفي رواية: يا أيتها النفس المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورِضوان، قال: فتخرج تَسيل كما تسيل القطرة من فِي السقاء فيأخذها)).   وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب: "أن إبراهيم - عليه السلام - قال لمَلَك الموت: أرني الصورة التي تقبضُ فيها المؤمن، فأراه، فرأى من النور والبهاء شيئًا لا يعلمُهُ إلا الله تعالى، فقال: ولو لم يرَ المؤمنُ عند موته من قُرة العين والكرامة إلا صورتك هذه، لكان يكفيه"؛ بُشرى الكئيب بلقاء الحبيب؛ للسيوطي 41.   ثانيًا: أنه يعلم أنه من أهل الجنَّة قبل أن يموت: وعن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [يونس: 64]؛ قال: "يعلم أين هو قبل الموت"؛ (تفسير الطبري؛ ابن أبي شيبة).   قال محمد بن كعب: "لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أَمِنْ أهل الجنة هو أم أهل النار؟"؛ (تفسير ابن كثير: 4/ 301).   ثالثًا: يُسلِّم عليه المولى - عز وجل - وملك الموت، وكل مَلَك بين السماء والأرض: 1- أخرج ابن منده عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "إذا أراد الله قبْض رُوح المؤمن، أوحى إلى مَلَك الموت، أقرِئْهُ مني السلام، فإذا جاء ملك الموت، يقبضُ رُوحه، قال: "ربك يُقرئك السلام".   2 - وأخرج ابن أبي شيبة، والحاكم وصحَّحه، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ﴾ [الأحزاب: 44]، قال: "يوم يَلقَون مَلَك الموت"، ليس من مؤمنٍ تُقبضُ رُوحه إلا سَلَّم عليه".   3- وأخرج ابن المبارك وابن منده عن محمد بن كعب القرظي قال: "إذا استنقعت[2] نفسُ العبد المؤمن، جاءه مَلَك الموت، فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرئك السلام، ثم تلا هذه الآية: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ﴾ [النحل: 32]؛ (بشرى الكئيب للسيوطي: ص 48).   4- وأخرج ابن منده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وإدبار من الدنيا، نزلت ملائكة من ملائكة الله - كأن وجوههم الشمس - بكفنه وحنوطه، فيقعُدون منه، حيث ينظر إليهم، فإذا خرجت روحُه، صلَّى عليه كل مَلَك بين السماء والأرض)).   وسلام الملائكة على العبد المؤمن يكون في ثلاثة مواضع: أحدها: عند قبْض رُوحه في الدنيا، يُسلِّم عليه مَلَك الموت؛ (قاله الضحاك).   الثاني: عند مساءلته في القبر، يُسلِّم عليه منكَر ونكير.   الثالث: عند بعثه في القيامة تُسلِّم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.   ويحتمل أن تُسلِّم عليه في المواطن الثلاثة، ويكون ذلك إكرامًا بعد إكرام؛ (انظر تفسير القرطبي: 17/151).


[1] حَنوط: بفتح الحاء، ما يُخلَط من الطيب لأكفان الموتى، وأجسامهم خاصة. [2] استنقعت: أي اجتمعت في فِيه (فمه)، تريد أن تخرج، كما يستنقع الماء في قراره.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣