أرشيف المقالات

الذكر بعد الوضوء وفضله

مدة قراءة المادة : 55 دقائق .
2الذكر بعد الوضوء وفضله   تخريج أحاديث أذكار الوضوء: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ، فَجَاءَتْ نَوْبَتِي فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا، يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ))،قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذِهِ؟ فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ: الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ، قَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قَالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ: فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ]، وَ[أَشْهَدُ] أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ))[1].   وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ))[2].   وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، كُتِبَ فِي رَقٍّ[3] ثُمَّ طُبِعَ بِطَابَعٍ[4] فَلَمْ يُكْسَرْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة[5]))[6].   عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، يَقُولُ: جَاءَ شَابٌّ فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى صَلَّى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يَا شَابُّ، أَصَلَّيْتَ؟))، قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَا صَلَّيْتَ))، حَتَّى أَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَذَهَبَ الشَّابُّ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: إِنِّي تَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا صَلَّيْتَ))، قَالَ: فَهَلْ ذَكَرْتَ فِيهِ اسْمَ اللَّهِ عز وجل؟ فَقَالَ الشَّابُّ: لَا.
فَقَالَ: اذْهَبْ فَتَوَضَّأْ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِذْ فَرَغْتَ فَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَصَلِّ فَذَهَبَ الشَّابُّ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ عَلِيٌّ، فَتَوَضَّأَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ وَصَلَّى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَصَلَّيْتَ؟))، قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((صَدَقْتَ قَدْ صَلَّيْتَ))[7].   عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، ثم يصلي عليه، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة))[8].   عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ في إثر وضوئه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾[القدر: 1]، مرة واحدة كان من الصديقين، ومن قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء، ومن قرأها ثلاثاً حشره الله محشر الأنبياء)[9].   عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَفْرَغُ مِنْ وُضُوئِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَقُمْ حَتَّى تُمْحَى عَنْهُ ذُنُوبُهُ، حَتَّى يَصِيرَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))[10].   عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْوُضُوئَيْنِ))[11].   عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَقَالَ: ((هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً إِلَّا بِهِ))، ثُمَّ تَوَضَّأَ اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ، فَقَالَ: ((هَذَا وُضُوءُ الْقَدْرِ مِنَ الْوُضُوءِ))، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَقَالَ: ((هَذَا أَسْبَغُ الْوُضُوءِ، وَهُوَ وُضُوئِي، وَوُضُوءُ خَلِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ))[12].  


[1] أخرجه مسلم (234) اللفظ له، وما بين المعكوفين رواية لمسلم وأبي داود وغيرهما، وأبو عوانة (1/224 - 226)، وأبو داود (169)، (906) مقتصراً على الشق الأول وبدون القصة، والنسائي في ((المجتبى)) (148 - 1/92 - 93)، (111)، (151 - 1/94 - 95)، مفرقاً بدون القصة في الموضعين، وفي ((الكبرى)) (141، 177، 178)، وابن عبدالبر في التمهيد (7/189، 190)، وابن خزيمة (222، 223)، وفي ((الدعوات)) (58)، وأحمد (4/145 - 146، 153)، وابن أبي شيبة (1/3 - 4)، والبزار ((243 - البحر الزخار))، الطبراني في ((الكبير)) (17/917)، وفي ((مسند الشاميين)) (1924). • من طرق عن معاوية بن صالح: عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة به. • وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة به. • وعن عبدالوهاب بن بخت عن ليث بن سليم الجهني عن عقبة به. • وقد رواه عن معاوية: عبدالرحمن بن مهدي (عند مسلم وابن خزيمة)، وعبد الله بن وهب (عند أبي داود وأبي عوانة وابن خزيمة)، والليث بن سعد (عند أحمد)، وأسد بن موسى (عند أبي عوانة وابن خزيمة والطبراني)، وعبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث (عند البيهقي والطبراني)، وزيد بن الحباب، واختلف عليه: 1- فرواه عنه: أبو بكر بن أبي شيبة (عند مسلم وفي المصنف)، وموسى بن عبدالرحمن المسروقي (عند النسائي)، وبشر بن آدم (عند البزار)، وأبو بكر الجعفي: محمد بن عبدالرحمن بن الحسن (عند أبي عوانة)، وعباس بن محمد الدوري - وفي روايته اضطراب - (عند أبي عوانة). رواه كلهم عن معاوية ببعض هذه الأسانيد الثلاثة، وجمعها الليث بن سعد وعبد الله بن صالح. 2- ورواه عثمان بن أبي شيبة [عند أبي داود (906)] قال: ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر بشقه الأول بدون القصة. • فزاد جبير بن نفير بين أبي إدريس وعقبة، وأبو إدريس يرويه مباشرة عن عقبة، وجبير بن نفير إنما يرويه نه عن عقبة: أبو عثمان، ويرويه عن أبي عثمان معاوية ابن صالح. 3- ورواه محمد بن علي بن حرب المروزي [عند النسائي (148)] قال: حدثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عقبة عن عمر بالشق الثاني بدون القصة. • وربيعة بن يزيد إنما يرويه عن أبي إدريس وحده، وأما أبو عثمان فيرويه عن جبير بن نفير عن عقبة، ويرويه عن أبي عثمان: معاوية بن صالح. 4- ورواه عباس بن محمد الدوري كالجماعة في رواية أبي عوانة عنه، ورواه عنه محمد بن يعقوب أبو العباس الأصم، فقال مرة: نا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح ثني ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي عثمان عن عقبة أنه سمع عمر بشقه الثاني بدون القصة [أخرجه البيهقي في ((السنن)) (1/78)]، وقال أخرى: ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح ثني ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عقبة أنه سمع عمر مثل الذي قبله [أخرجه البيهقي في ((الدعوات)) (58)]، ثم قال: ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب، قال في إسناده: وأبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر وهو الصحيح، قلت: لعله سقط من النساخ أو رواة السنن ذكر أبي إدريس الخولاني بين ربيعة وأبي عثمان. 5- ورواه جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي ثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين: فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء)).
أخرجه الترمذي (55). ثم قال: حديث عمر: قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث...
إلى أن قال: وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء.
قال محمد: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئاً. قلت: أما الاختلاف على زيد بن حباب فالراجح فيه قول أبي بكر بن أبي شيبة ومن وافقه، وهي الرواية الموافقة لرواية الثقات الحفاظ عبدالرحمن بن مهدي ومن معه وهو الوجه الذي صححه البيهقي كما تقدم، وبهذا تسقط دعوى الاضطراب فقد اتفق ثلاثة من الثقات الحفاظ، وهم عبدالرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب والليث بن سعد على روايته على الوجه الصحيح وتابعهم عليه أسد بن موسى وعبد الله بن صالح وهي الرواية الرجحة عن زيد بن الحباب. • وأما رواية جعفر بن محمد التي أخرجها الترمذي فهي شاذة من عدة أوجه: 1- خالف فيها جعفر بن محمد - وهو صدوق - [((التهذيب)) (2/70)، و((التقريب)) (200)] من هو أوثق منه كأبي بكر بن أبي شيبة وموسى بن عبدالرحمن المسروقي ممن رواه عن زيد. 2- خالف الثقات الحفاظ - الذين رووه عن معاوية ثم عن زيد - في الإسناد في موضوعين: الأول: أسقط عقبة بن عامر من الإسناد. الثاني: جعل أبا عثمان يروي عن عمر بن الخطاب، وعنه ربيعة بن يزيد وذلك بإسقاط جبير بن نفير وعقبة، فإن الصحيح أن أبا عثمان يروي الحديث عن جبير بن نفير عن عقبة، وعنه معاوية بن صالح. 3- زاد في المتن زيادة لم يتابعه عليها الثقات وهي: ((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)) فهي زيادة شاذة. وانظر: ((نتائج الأفكار)) (1/244). • وأما رواية عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن علي المروزي وعباس الدوري فإنها معلولة أيضاً: أولًا: بمخالفتهم للثقات عن زيد، ثم بمخالفتهم للثقات الحفاظ الذين رووه عن معاوية بن صالح. ثانياً: عثمان بن أبي شيبة وإن كان كوفياً كزيد فإن له أوهام، فلا يبعد أن يكون هذا من أوهامه، ومحمد بن علي مروزي وزيد كوفي، وأما عباس الدوري فقد اضطربت الرواية عنه ولا مرجح عندي هذا كله إذا كان الخطأ من جهتهم لا من جهة زيد بن حباب فقد قال أحمد: كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ. ((سؤالات أبي داود)) (432)، و((تاريخ بغداد)) (8/444)، و((بحر الدم)) (326))، ولهذا الحديث طرق كثيرة توسع في ذكرها الدارقطني في ((العلل)) (1/235/س38)، (2/111/س149)، ثم قال: وأحسن أسانيده ما رواه معاوية ابن صالح عن ربيعة ابن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة ابن عامر. وسأذكر من هذه الطرق طريقان فقط: الأول: يرويه أبو عقيل زهرة بن معبد عن ابن عم له عن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يحدث أصحابه فقال:((من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه))، فقال عقبة: ...
فذكر القصة بنحو رواية معاوية بن صالح إلى أن قال: فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده...))الحديث. أخرجه أبو داود (170)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (84) مختصراً، وفي ((الكبرى)) (6/25)، والدارمي (716 - 1/196) مطولًا، وأحمد (1/19)، (4/150 - 151)، وابن أبي شيبة (1/4)، (10/451 - 452)، وفي ((مسنده))؛ كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (1/311/524)، واللالكائي (654)، والبزار (1/361) (242 - البحر الزخار)، وأبو يعلى (180، 249)، وابن السني (31)، والطبراني في ((الكبير)) (17/915، 916)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/242)، والفاكهي في ((حديثه)) (458/228)، وابن عبدالبر في ((التمهيد)) (7/188). قلت: إسناده ضعيف؛ لأجل هذا الرجل الذي لم يُسمَّ. انظر: ((التقريب)) (1321). وعليه فالزيادات التي زادها في الحديث منكرة لا تثبت. انظر: ((ضعيف أبي داود)) (32)، و((الإرواء)) (1/135). الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر بنحو رواية زهرة بن معبد المتقدمة. أخرجه ابن ماجة (470)، والحاكم (2/398 - 399)، وعبد الرزاق (1/45 - 46/142)، والروياني (1/108/251)، والطبراني في ((الكبير)) (17/347/956)، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (2/267)، وعبد الله بن عطارد متكلم فيه، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة. وانظر: ((التاريخ الكبير)) (5/165). قال الدارقطني في ((العلل)) (2/114): رواه شعبة ففحص عن إسناده وبين علته، وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق عن عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبدالله بن عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من سعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعد بن إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مخراق، وأنه لقي زياد بن مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأن الحديث فسد عند شعبة بذكر ابن حوشب فيه. وقد أخرج هذه القصة: ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (1/167)، والخطيب في ((الكفاية)) (566 - 567). وحديث شهر بن حوشب أخرجه أبو داود الطيالسي في ((مسنده)) (1008) عن حماد بن سلمة عن زياد بن مخراق عن شهر عن عقبة بشقه الأول مختصراً. وقد روي حديث عقبة عن عمر في فضل الذكر بعد الوضوء، من حديث أنس بن مالك وفيه زيادة ((ثلاث مرات)) يعني في تكرار الذكر. أخرجه ابن ماجة (469)، وأبو الحسن بن القطان في زياداته على سنن ابن ماجة (1/159)، وأبو نعيم في ((صفة الجنة)) (167، 168)، وفي ((أخبار أصبهان)) (2/180)، وأحمد (3/265)، وابن أبي شيبة (1/4)، (10/451)، وفي ((مسنده)) كما في ((إتحاف المهرة)) (1/301)، وابن السني (33)، والطبراني في ((الدعاء)) (385، 386)، والدولابي في ((الكنى)) (2/118)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/253) من طريق زيد العمي عن أنس مرفوعاً، وهي زيادة منكرة لضعف زيد العمي. وانظر: ((مصباح الزجاجة)) (1/168)، و((الأذكار)) للنووي (1/115). [2] أخرجه الترمذي: وقد تقدم في الحديث السابق بيان ضعف هذه الرواية وأنها شاذة سنداً ومتناً. • وقد روي ذلك من حديث ثوبان وقول على وحذيفة: وأما حديث ثوبان فله عنه طريقان: الأولى: يرويها سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال الأعور عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن ثوبان مرفوعاً بنحوه. أخرجه ابن السني (32)، والطبراني في ((الكبير)) (2/100/1441) مختصراً، والأصبهاني في ((الترغيب والترهيب)) (2068)، والشجري في ((أماليه)) (1/18)، والرافعي في ((التدوين)) (2/342، 343)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/269)، ومحمد بن سنجر في ((مسنده)) كما في ((إتحاف السادة المتقنين)) (2/368). قلت: إسناده ضعيف؛ أبو سعد البقال: ضعيف، مدلس وقد عنعنه.
((التهذيب)) (3/367). الثانية: يرويها أحمد بن سهيل الوراق ثنا مسور بن مورع العنبري ثنا الأعمش عن سالم ابن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً بلفظ: ((من دعا بوضوئه فساعة يفرغ من وُضوئه يقول: أشهد ...)) فذكر الحديث. أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5/464 - 465/4892)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا مسور بن مورع. قلت: هو منكر، تفرد بن مسور بن مورع العنبري عن الأعمش ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب الأعمش، بل خالفه ثقات أصحابه كما سيأتي، ومسور هذا لم أجد من ترجم له، وكذلك الهيثمي لم يجد من ترجمته كما قال في ((المجمع)) (1/239)، وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في ((نتائج الأفكار)) (1/246): ليس بالمشهور، والراوي عنه: أحمد بن سهيل الوراق، قال أبو أحمد الحاكم: في حديثه بعض المناكير. ((الميزان)) (1/103)، و((اللسان)) (1/196)، و((الثقات)) (8/51). وقد اختلف فيه على الأعمش: 1- فرواه مسور بن مورع عنه به كما تقدم، وهو منكر. 2- ورواه يحيى بن العلاء عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن علي قوله. أخرجه عبدالرزاق في ((المصنف)) (1/186)/731). قلت: سنده واهٍ بمرة، يحيى بن العلاء متروك، ورماه بالوضع: أحمد ووكيع وابن عدي.
((الكامل)) (7/198)، و((التهذيب)) (9/278)، و((الميزان)) (4/397)، و((التقريب)) (1063)، وقال: (رمي بالوضع). 3- ورواه عبدالله بن نمير وعبد الله بن داود عن الأعمش عن إبراهيم بن المهاجر عن سالم ابن أبي الجعد، قال: كان علي يقول إذا فرغ من وضوئه: ...
فذكر الدعاء. أخرجه ابن أبي شيبة (1/3)، (10/451). قلت: وهذه هي الرواية الصحيحة عن الأعمش فإن ابن نمير وعبد الله بن داود الخريبي ثقتان كوفيان معروفان بالرواية عن الأعمش، إلا أنه موقوف بإسناد ضعيف؛ إبراهيم بن المهاجر البجلي: صدوق لين الحفظ. ((التقريب)) (116)، و((التهذيب)) (1/185)، و((الميزان)) (1/67). وسالم بن أبي الجعد ثقة إلا أن حديثه عن علي مرسل. ((التهذيب)) (3/244)، و((المراسيل)) (ت124)، و((جامع التحصيل)) (218). ولحديث علي طريق أخرى: يرويها عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي أنه كان إذا فرغ من وضوئه، قال: ((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)). أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (392). قلت: هو موقوف، ضعيف الإسناد؛ الحارث الأعور: ضعيف، وأبو إسحاق السبيعي: مشهور بالتدليس وقد عنعنه، وهو لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث وسائر ذلك كتاب أخذه، وعمرو ابن ثابت ضعيف أيضاً. ((التهذيب)) (2/115)، و((الميزان)) (1/435)، و((التقريب)) (211، 731). ولا تقوى إحدى هاتين الروايتين الأخرى؛ لاحتمال أن يكون سالم بن أبي الجعد أخذه عن الحارث، والله أعلم. وأما ما روي عن حذيفة: فأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (1/4)، (10/452) من طريق جويبر عن الضحاك، قال: كان حذيفة إذا تطهر قال: ((أشهد ....)) فذكر الدعاء. قلت: إسناده ضعيف جداً، جويبر متروك. ((التهذيب)) (2/93)، و((الميزان)) (1/427)، و((التقريب)) (205). وفي الجملة فإن هذا الدعاء وهو زيادة: ((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)) لا يثبت مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن حديث علي الموقوف ليس فيه الإخبار عن ثواب من قال ذلك الدعاء، وعليه فإنه ليس له حكم الرفع فإنه مما يقال من قبل الرأي والاجتهاد في الدعاء، وعلى ذلك فإنه لا يشهد لحديث ثوبان الضعيف، وأما حديث عمر فإنه شاذ لا يستشهد به. وقد صحح هذه الزيادة في حديث عمر - رضي الله عنه - الشيخ الألباني رحمه الله في ((صحيح الجامع)) (6167)، و((الترغيب)) (219)، و((الإرواء)) (96). [3] والرق المذكور فيه مفتوح الراء. انظر: ((الصحاح)) (4/1483)، ((ما ترْقَق))، قال: والرق بالفتح ما يكتب فيه. [4] الطابع المذكور في الحديث - بفتح الباء وكسرها - لغتان فصيحتان، وهو الخاتم، ومعنى طبع: ختم. انظر: ((تهذيب اللغة)) (2/187)، ((مادة طبع)). [5] وقوله - عيه الصلاة والسلام - ((فلم يكسر إلى يوم القيامة)) معناه: لا يتطرق إليه إبطال وإحباط. [6] هذا الحديث يرويه أبو هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري: واختلف عن أبي هاشم: فرواه الوليد بن مروان وقيس بن الربيع وسفيان الثوري وشعبة وهشيم عن أبي هاشم به مرفوعاً. واختلف عن الثوري وشعبة وهشيم في رفعه ووقفه: 1- أما رواية الوليد بن مروان: فأخرجها الطبراني في ((الدعاء)) (389)، وأبو بكر الشافعي في ((فوائده)) (3/257/1)، وأحال لفظه على رواية قيس بن الربيع، وقال: ((مثله)) وتأتي. والوليد بن مروان: ذكره المزي فيمن روى عنه عمرو بن عاصم الكلابي [((تهذيب الكمال)) (ت4979)]، وفيمن روى عن أبي هاشم الرماني [((تهذيب الكمال)) (ت8275)]، وهو من طبقة الوليد ابن مروان الذي يروي عن غيلان بن جرير وعنه معتمر بن سليمان، والذي قال فيه أبو حاتم: ((مجهول)). ((الجرح والتعديل)) (9/18)، و((الميزان)) (4/347)، و((اللسان)) (6/276). 2- وأما رواية قيس بن الربيع: فأخرجها الطبراني في ((الدعاء)) (388) من طريق يحيى بن عبدالحميد الحماني عنه به، وفيه زيادة ((من قال إذا توضأ: بسم الله ...)). قلت: قيس بن الربيع: صدوق في نفسه، سيء الحفظ، والحماني حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. ((التهذيب)) (6/527)، (9/259)، و((الميزان)) (3/393)، (4/392)، و((التقريب)) (804، 1060). 3- وأما سفيان الثوري: فقد اختلف عنه: أ- فرواه يوسف بن أسباط عنه به مرفوعاً. أخرجه ابن السني (30)، والبيهقي في ((الدعوات)) (59)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/247، 248)، والمعمري في ((عمل اليوم والليلة)) كما في ((النكت الظراف)) لابن حجر (3/447) بهامش ((تحفة الأشراف)). قلت: ويوسف بن أسباط صدوق، دفن كتبه فحدث بعدُ من حفظه فأخطأ كثيراً. ((التاريخ الكبير)) (8/385)، و((الجرح والتعديل)) (9/218)، و((الثقات)) (7/638)، و((الضعفاء الكبير)) (4/454)، و((الكامل)) (7/157)، و((تاريخ ابن معين)) (2/684)، و((الميزان)) (4/462)، و((اللسان)) (6/388). وتابع يوسف على رفعه: أبو إسحاق الفزاري، ثقة حافظ.
[ ((التقريب)) (113)]، وعبد الملك بن عبدالرحمن أبو هشام الزماري، ليس بقوي، وكان يصحف.
[((الجرح والتعديل)) (5/355)، و((الثقات)) (8/386)، و((سنن الدارقطني)) (3/234)، و((التهذيب)) (5/302)] ذكرهما الدارقطني في ((العلل)) (11/308). ب- ورواه عبدالله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الرزاق: أربعتهم عن سفيان به موقوفاً على أبي سعيد بلفظ: ((من توضأ ففرغ من وضوئه، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، طبع الله عليها بطابع، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة)). أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (83)، (954)، والحاكم (1/565) مطولًا، (4/511)، وعبد الرزاق (1/186) (730)، (3/378/6023)، وابن أبي شيبة (1/3)، (10/450)، ونعيم بن حماد في ((الفتن)) (1579)، 1582)، والطبراني في ((الدعاء)) (391)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/249). قلت: وهذا هو المحفوظ عن سفيان: موقوف، فإن رواية الذين أوقفوه مقدمة على رواية الذين رفعوه؛ حيث إن عبدالله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح هم أثبت أصحاب سفيان.
((الجرح والتعديل)) (1/231، 253)، ((وسؤالات أبي عبدالله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني (ص42)، و((شرح علل الترمذي (ص299). 4- وأما شعبة فقد اختلف عنه: أ- فرواه يحيى بن كثير أبو غسان العنبري وبعد الصمد بن عبدالوارث: كلاهما عن شعبة به مرفوعاً. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (81)، (952)، والحاكم (1/564)، والبيهقي في ((الشعب)) (3/21/2754)، والطبراني في ((الدعاء)) (390)، وفي ((الأوسط)) (1478)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/248)، والضياء المقدسي في ((مسموعاته)).....
(ق68/أ). قال الدارقطني في ((العلل)) (11/308): وقيل: عن ربيع بن يحيى عن شعبة مرفوعاً، ولم يثبت. وللحديث طريق أخرى مرفوعة: فأخرجه أبو إسحاق المزكى في ((الفوائد المنتخبة)) (ص129) رقم (55) من طريق عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم عن أبي هاشم الرماني به. وفيه: غريب عن روح بن القاسم، تفرد به عيسى بن شعيب. قلت: وهذه الرواية لا يفرح بها؛ لأن في إسنادها ضعيفان، كما في التعليق عليه. ب- ورواه غندر - محمد بن جعفر - وعمرو بن مرزوق ومعاذ بن معاذ: ثلاثتهم عن شعبة به موقوفاً. أخرجه النسائي (82)، والطبراني في ((الدعاء)) (391)، ومسدد بن مرهب في ((مسنده)) كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (1/342/582)، والحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/249)، وذكره البيهقي في ((الشعب)) (3/21)، قال: ورواه معاذ بن معاذ عن شعبة موقوفاً. قلت: وهذا هو المحفوظ عن شعبة: موقوف، فإن غندراً ومعاذ بن معاذ أثبت في شعبة من الذين رفعوه. ((الجرح والتعديل)) (1/271)، و((تاريخ الثقات)) (ت1444)، و((سؤالات ابن بكير وغيره للدارقطني (ص43)، و((شرح علل الترمذي)) (ص286). 5- وأما هشيم فقد اختلف عنه: أ- فرواه الحكم بن موسى [صدوق.
((التقريب)) (264)]
عن هشيم به مرفوعاً. ذكره الدارقطني في ((العلل)) (11/308). ب- ورواه سعيد بن منصور [ثقة ثبت.
((التهذيب)) (3/376)]
، والبيهقي في ((الشعب)) (2444)، وغيرهما عن هشيم به موقوفاً. ذكره الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/250).
وانظر: ((علل الدارقطني)) (11/308). قلت: وسعيد بن منصور أوثق من الحكم بن موسى، لا سيما وقد تابع سعيداً غيرُه، فروايته هي الصواب والله أعلم، وهذا الحديث قد دلسه هشيم، فقد رواه الإمام أحمد عن هشيم به موقوفاً، ثم قال: لم يسمعه هشيم من أبي هاشم ((العلل)) (1/283). وعلى ذلك: فالمحفوظ من رواية سفيان الثوري وشعبة وهشيم: الموقوف.
وهم بلا شك أجل وأثبت وأحفظ من الوليد بن مروان وقيس بن الربيع، ولا يفوتني التنبيه على نكارة الزيادة التي وردت من طريقهما، وهي: ((من قال إذا توضأ: بسم الله)). وقد صوب الأئمة الموقوف: 1- فقال النسائي بعد رواية أبي غسان يحيى بن كثير المرفوعة: هذا خطأ، والصواب موقوف. 2- وقال الدارقطني بعد أن سرد الخلاف فقال عن الموقوف: وهو الصواب. 3- وقال البيهقي في ((الدعوات)): والمشهور: الموقوف. قلت: فالحديث موقوف صحيح الإسناد، رجاله رجال الشيخين. وهذا الحديث وإن كان الصواب وقفه على أبي سعيد؛ إلا أن له حكم الرفع، فهذا مما لا مجال للرأي فيه، والله أعلم.
وصححه الألباني - رحمه الله - في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (5/440). انظر: ((نتائج الأفكار)) (1/248)، و((التلخيص الحبير)) (1/176)، و((النكت الظراف)) (3/447)، و((السلسلة الصحيحة)) (2333)، و((صحيح الجامع)) (6170)، والله أعلم. [7] موضوع: أخرجه ابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (رقم: 101) من طريق سعيد بن ميسرة، قال: سمعت أنس فذكره. قلت: في إسناده سعيد بن ميسرة البكري، وقد كذبه يحيى القطان، وقال ابن حبان، والحاكم: يروي الموضوعات عن أنس، وقال البخاري: منكر الحديث. ومن وجه آخر عن أنس أيضاً أخرجه ابن شاهين (98) من طريق أبي عروة، عن أبي عمار، عن أنس بن مالك به. قلت: في إسناده زياد بن ميمون أبو عمار، وهو هالك كذاب، وفيه أبو عروة زياد بن ميمون وهو مجهول، والله أعلم. [8] موضوع: أخرجه ابن شاهين في ((فضائل الأعمال)) (100)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (1/44)، والدارقطني في ((السنن)) (1/73، 74) من طريق يحيى بن هاشم السمسار عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود به. قلت: ويحيى بن هاشم السمسار كذاب قال عنه ابن عدي: يضع الحديث، وكذبه ابن معين، وقال صالح: جزرة: كان يكذب في الحديث.
((الميزان)) (4/412). وانظر: ((التلخيص الحبير)) (1/76) حيث قال: رواه الدارقطني والبيهقي، وفي إسناده يحيى بن هاشم السمسار، وهو متروك.
ورواه عبدالملك بن حبيب عن إسماعيل بن عياش عن أبان، وهو مرسل ضعيف جداً.أ.هـ. قلت: وقد توبع هنا، تابعه محمد بن جابر اليمامي عن الأعمش به. أخرجه أبو الشيخ في ((كتاب فضائل الأعمال))، وفي ((كتاب الثواب)) كما في ((نتائج الأفكار)) (1/255)، و((جلاء الأفهام)) (ص593). ومحمد بن جابر ضعيف ضعفه ابن معين والنسائي، وقال البخاري: ليس بالقوي، يتكلمون فيه، روى مناكير، قاله السخاوي في ((القول البديع)) (ص176). ورواه الإسماعيلي في ((جمعه لحديث الأعمش)) كما في ((البدر المنير)) (4/113)، وفي إسناده عمر بن شهر وهو متروك، والله أعلم. [9] موضوع: أخرجه الديلمي في ((الفردوس)) (5589) من طريق أحمد بن ماهان الخاقاني حدثنا علي بن مهران حدثنا عبدالله بن رشيد حدثنا أبو عبيدة عن الحسن عن أنس به. قلت: وأحمد بن ماهان الخاقاني لم أجد له ترجمة، وأبو عبيدة مجهول، كما قال السيوطي في ((الحاوي)) (2/61)، والحسن البصري لم يصرح بالسماع من أنس. والحديث حكم بوضعه الألباني في ((الضعيفة)) (1449). وانظر: ((الفتاوى الكبرى)) للهيثمي (1/59، 60)، و((كشف الخفا)) للعجلوني (2566).
والله أعلم. [10] موضوع: أخرجه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (29) حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد بن محمد البيروتي، قال: حدثنا سليمان بن عبدالرحمن، حدثنا عبدالرحمن بن سوار الهذلي، قال: حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن جده، قال: كنت عند عثمان بن عفان به مرفوعاً. قلت: فيه شيخ ابن السني، وهو عبدالله بن محمد بن جعفر، راوي مصر؛ متهم بالوضع، وضعفه النووي في ((الأذكار)) (1/115)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/254)، و((الفتوحات)) (2/122)، والله أعلم. ومن وجه آخر عن عثمان رضي الله عنه: أخرجه الدارقطني (1/92) (رقم: 5)، وأبو يعلى كما في ((المجمع)) للهيثمي (1/239)، وقال فيه محمد بن عبدالرحمن البيلماني وهو مجمع على ضعفه. وانظر: ((التلخيص الحبير)) لابن حجر (1/146)، و((البدر المنير)) لابن الملقن (3/381)، و((الميزان)) للذهبي (6/224، 225). وأخرجه الدارقطني (1/93) (رقم: 7) من طريق محمد بن عبدالرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر به مرفوعاً. قلت: في إسناده ابن البيلماني ضعيف جداً وأبوه ضعيف أيضاً، كما تقدم. والحديث ذكره ابن الملقن في ((البدر المنير)) (3/389) وأعله بابن البيلماني وأبيه ورواه - أيضاً - الحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/251) من طريق الدارقطني به. وقال عقبة عن ابن البيلماني: اتفقوا على ضعفه وأشد ما رأيب فيه، قول ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه، وذكر أنه كان يضع الحديث، وأنه يسرق الحديث وقد رواه مرة أخرى فخالف في الصحابي.
أ.هـ. قلت: يقصد أنه رواه عن عثمان كما تقدم قريباً، والله أعلم. [11] ضعيف جداً: أخرجه الدارقطني في ((السنن)) (1/93ح7) ومن طريقه الحافظ في ((النتائج)) (1/251) من طريق محمد بن عبدالرحمن البيلماني، عن أبيه عن ابن عمر به مرفوعاً. وقال الحافظ في ((النتائج)) (1/251): اتفقوا على ضعفه، وأشد ما رأيت فيه، قول ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه، وذكر أنه كان يضع الحديث، وأنه يسرق الحديث.... وفي الباب أيضاً عن أنس، والبراء رضي الله عنهما، ولا يصح منها شيء. وانظر: ((البدر المنير)) (4/92، 93، 94، 95، 97)، والله أعلم. [12] إسناده ضعيف جداً: أخرجه أبو يعلى (5598)، وفي ((معجمه)) (46)، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/161، 162)، وابن الأعرابي في ((معجمه)) (143، 748)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/288) من طريق عبدالرحيم بن زيد العمّي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر به مرفوعاً. ورواه عن عبدالرحيم بن زيد - هكذا - جماعة، منهم: (محمد بن موسى الحرشي، وسوار بن عمارة، وعبد الله بن عبدالوهاب الحجبي، وأحمد بن بشير المذكر). وتابعهم مرحوم بن عبدالعزيز العطار، حدثني عبدالرحيم به. أخرجه ابن ماجة (419) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، حدثني مرحوم به. وقد خولف شيخ ابن ماجة فيه: خالفه بشر بن عبيس بن مرحوم؛ فرواه عن جده مرحوم بن عبدالعزيز، عن عبدالرحيم بن زيد، عن أ بيه، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن جده...
ثم ذكر الحديث. أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (6288) قال: حدثنا محمد ابن علي الصائغ، نا بشر بن عبيس به، وقال: هكذا روى هذا الحديث مرحوم بن عبدالعزيز، عن عبدالرحيم بن زيد، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن أبيه عن جده. قلت: وأبو بكر - اسمه محمد - ابن خلاد أقوى من بشر بن عبيس، وهذا الاختلاف هو من عبدالرحيم أو من أبيه. وذكر الدارقطني في ((العلل)) (13/226) أن مرحوم بن عبدالعزيز العطار عن عبدالرحيم بن زيد العمّي عن أبيه عن معاوية بن قرة مرسلًا*[[ورواه داود بن المحبر عن أبيه، عن جده، عن معاوية بن قرة، عن أبيه مرفوعاً. أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (3/966)، وداود بن ......
ساقط]
]
. قلت: ولم أقف على راويه عن مرحوم بن عبدالعزيز، وفي ظني لن يكون أوهى من عبدالرحيم بن زيد، وهو أضعف مَنْ في السند فقد كذبه ابن معين، وتركه أبو حاتم والنسائي، ووهَّاهُ أبو زرعة الرازي فالسند تالف. قال الهيثمي في ((المجمع)) (1/239): فيه عبدالرحيم بن زيد وهو متروك، وأبوه مختلف فيه. قلت: وقد توبع على الوجه الأول: فتابعه سلَّام الطويل، عن زيد العَمِّي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر. أخرجه الطيالسي (1924)، وابن عدي في ((الكامل)) (3/300)، وعنه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (1/80، 81) ولكنها متابعة ساقطة لا يفرح بها. وسلام الطويل متروك أيضاً، وزيد العَمِّي ضعيف وهاه الذهبي وضعفه الجمهور. ولزاماً انظر: ((علل ابن أبي حاتم)) (100). قلت (طارق): وله طرق أخرى ضعيفة أعرضت عنها؛ لأنها ليس فيها محل الشاهد، والله أعلم.



شارك الخبر

المرئيات-١