أرشيف المقالات

الذكر عند الخروج من المنزل

مدة قراءة المادة : 33 دقائق .
2الذكر عند الخروج من المنزل
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ لَهُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَطَانْ، فَيَقُولُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟))[1].   عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: ((بِسْمِ اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ))[2].   عَنْ خُصَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ((إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، مَا شَاءَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، حَسْبِي اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ))[3].   عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، يُرِيدُ سَفَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ: بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ))[4].   عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِي قَطّ إِلَّا رَفَعَ طَرْفه إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ))[5].  


[1] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (5095)، والترمذي (3426)، وفي ((العلل الكبرى)) (673)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (89)، وفي ((الكبرى)) (9916)، وابن حبان (822 - إحسان)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (403)، وفي ((السنن الكبرى)) (5/251)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (20)، وابن السني في ((عمل اليوم الليلة)) (178)، والطبراني في ((الدعاء)) (407)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في ((الأربعين في فضل الدعاء والداعين)) (ص165)، والضياء في ((المختارة)) (4/371 - 373) (رقم: 1539 - 1541)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/162)، وغيرهم من طريق حجاج بن محمد ويحيى بن سعيد الأموي: كلاهما عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس به مرفوعاً. قال الترمذي في ((الجامع)): حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال الترمذي في ((العلل الكبير)): سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: حدثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث، ولا أعرف لابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة غير هذا الحديث، ولا أعرف له سماعاً منه. انظر: ((نتائج الأفكار)) (1/164). وسئل الإمام الدارقطني في ((العلل)) (12/12، 13) عن هذا الحديث فقال: يرويه ابن جريج واختلف عنه: فرواه يحيى بن سعيد الأموي، وحجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. ورواه عبد المجيد بن أبي روّاد - وهو أثبت الناس في ابن جريج - قال حدثت عن إسحاق، والصحيح: أن ابن جريج لم يسمعه من إسحاق. [2] ضعيف: حديث أبي هريرة، وله عنه طريقان: الأولى: يرويها حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار عن سهير ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، مرفوعاً به. أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1197)، وابن ماجة (3885)، والحاكم (1/519)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (23)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (177)، والطبراني في ((الدعاء)) (406)، البيهقي في ((الدعوات الكبير)) (63)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/165)، وعبد الغني المقدسي في ((الترغيب في الدعاء)) (117)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في ((الأربعين في فضل الدعاء والداعين)) (ص168)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (14/420)، وغيرهم. قلت: في إسناده عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار: قال البخاري: وفيه نظر، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال ابن حبان: فالإنصاف في أمره يُترك ما لم يوافق الثقات في حديثه، والاعتبار بما وافق الأثبات. ((التاريخ الكبير)) (5/72)، و((الجرح والتعديل)) (5/35)، و((المجروحين)) (2/16)، و((التهذيب)) (4/272). وقال الحافظ في ((التقريب)): ضعيف. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: وتعقبه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/166) بقوله: وفي تصحيحه نظر؛ فإن أبا زرعة ضعف عبد الله بن حسين، وقد تفرد به عن سهل. وقال البوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (1359): في إسناده عبد الله بن حسين ضعفه أبو زرعة، والبخاري، وابن حبان. وقال المناوي في ((التيسير)) (2/245): وفيه ضعيف؛ فقول المصنف - يعني السيوطي - صحيح غير صحيح. وقال في ((فيض القدير) (5/122): رمز المصنف - يعني السيوطي - لصحته وليس كما قال. وانظر: ((الميزان)) للذهبي (2/408). قلت (طارق): ثم هو بعد ذلك قد انفرد به، فلم يتابعه عليه أحد ممن روى عن سهيل، بل أنه قد خولف فيه. قال أبو زرعة: ضعيف، حدث عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((التكلان على الله))، وإنما هو عن سهيل عن أبيه عن السلوكي عن كعب.
((سؤالات البرذعي)) (2/537). قلت: وأثر كعب هذا: أخرجه عبد الرزاق (11/32، 33 (19827)، وابن أبي شيبة (10/212)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (21)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (5/389)، والمقدسي في ((الترغيب في الدعاء)) (116). قلت: ولا يعتبر بهذه الرواية؛ فإن كعباً كان حبراً من أحبار اليهود فأسلم، فكان يحدث من كتبهم.
((السير)) (3/489). الثانية: يرويها ابن أبي فديك ثني هارون بن هارون عن الأعرج عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا خرج الرجل من باب بيته كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم الله، قالا: هديت، وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وقيت، وإذا قال: توكلت على الله، قالا: كفيت، قال: فيلقاه قريناه فيقولان: مذا تريدان من رجل قد هدي وكفي ووقي)). أخرجه ابن ماجة (3886)، والطبراني في ((الدعاء)) (409)، وابن عدي في ((الكامل)) (7/126)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/166). قلت: في إسناده هارون بن هارون، قال فيه البخاري: لا يتابع في حديثه، يروي عن الأعرج، وقال أيضاً: ليس بذلك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقول، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط، وقال البزار: ليس بالمعروف بالنقل، وقال ابن عدي: وأحاديثه عن الأعرج وعن مجاهد وعن غيرهما مما لا يتابعه الثقات عليه. ((التاريخ الكبير)) (8/226)، و((التاريخ الأوسط)) (2/176)، و((الجرح والتعديل)) (9/98)، و((المجروحين)) (3/94)، و((كشف الأستار)) (191)، و((الكامل)) (7/126)، و((التهذيب)) (9/16).
والله أعلم. [3] ضعيف: أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (22/رقم: 984)، وفي ((الدعاء)) (408) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه عن يزيد بن خصيفة عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((إذا خرج...
)). قلت: في إسناده يحيى بن يزيد وأبوه، قال ابن عدي في أحاديثهما: عامتهما غير محفوظة. انظر: ((التاريخ الكبير)) (8/348)، و((المجروحين)) (3/102)، و((الكامل)) (7/247، 260)، و((التهذيب)) (9/362)، و((اللسان)) (6/ 344). وأبو يزيد بن خصيفة هو: عبد الله بن خصيفة: لا يعرف حاله. ((اللسان)) (3/348)، و((الإصابة)) (4/52).
والله أعلم. وفي الباب عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (410) بإسناد ضعيف فيه يحيى بن سعيد العطار وعيسى بن ميمون، وهما ضعيفان، والله أعلم. [4] ضعيف: أخرجه أحمد (1/65، 66)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (45)، والمحاملي في ((الدعاء)) (1)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (491)، والخطيب في ((تاريخه)) (9/145، 146)، وفي ((الموضح)) (1/368، 369)، وعبد الغني المقدسي في ((الدعاء)) (122)، والأصبهاني في ((الترغيب والترهيب)) (654، 1276)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في ((الأربعين في فضل الدعاء والداعين)) (ص166، 167)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/114،115)، والدارقطني في ((العلل)) (3/66 - معلقاً)، والطبراني في ((تهذيب الآثار)) (رقم: 167)، مسند علي، وغيرهم من طريق أبي جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر عن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن رجل عن عثمان به مرفوعاً. قلت: واختلف فيه على أبي جعفر الرازي: 1- فرواه هاشم بن القاسم أبو النضر، واختلف عنه: أ- فرواه أحمد بن حنبل عنه به، هكذا أخرجه أحمد في المسند. ب- ورواه أحمد بن منصور الرمادي [ثقة حافظ] عنه، فأسقط من الإسناد الرجل المبهم؛ كما عند المحاملي. ورواية أحمد بن حنبل أشبه، والله أعلم. 2- ورواه بقية بن الوليد، واختلف عنه: أ- فرواه سلم بن قادم وداود بن رشيد عن عن أبي جعفر عن عبد العزيز عن صالح عن ابن لعثمان به مرفوعاً. قلت: فأسقط من الإسناد ذكر عثمان، وجعلا الرجل المبهم ابناً لعثمان؛ كما عند ابن السني والخطيب. ب- وخالفهما هشام بن عمار، فزاد في الإسناد عثمان بن عفان، ووافقهما على جعل الرجل المبهم ابناً لعثمان؛ كما في رواية ابن أبي الدنيا والمقدسي. ورواية سلم بن قادم وداود بن رشيد أولى بالصواب - والله أعلم - بأنهما أكثر وأوثق من هشام بن عمار. ورواية أبي النضر هاشم بن القاسم أولى بالصواب من رواية بقية بن الوليد؛ فإن أبا النضر: ثقة ثبت، وبقية صدوق. قال الدارقطني في ((العلل)) (3/66) عن رواية أبي النضر: ويشبه أن يكون هذا أصح. قلت: إذا كانت رواية أحمد بن حنبل هي أرجح هذه الروايات؛ فعليه: فإن هذا الإسناد ضعيف؛ لأجل الرجل المبهم، وأبو جعفر الرازي: عيسى بن عبد الله ماهان، صدوق سيء الحفظ. قلت: ويحتمل أن يكون هذا الاضطراب منه، وأنه لم يضبط الإسناد، الله أعلم. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (7/245) ثم قال: غريب من حديث مسعر، تفرد به محمد بن حميد، عن جرير. قلت: سنده ضعيف، عنه عطية بن سعد العوفي. وفي الباب مرسل عون بن عبد الله بن عتيبة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا خرج الرجل من بيته - أو أراد السفر - فقال: بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، قال الملك كفيت وهديت وكفيت)). أخرجه المحاملي في ((الدعاء)) (2) ومن طريقه ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/164)، وقال: قوي الإسناد لكنه مرسل. قال المحاملي: ثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا أبو عامر ثنا أبو داود عن عون به مرسلًا. قلت: هذا إسناد حسن؛ إلا أن له علة: فإن داود هذا قال ابن حجر: هو ابن أبي هند، فإن كان هو؛ فإنه غير مشهور بالرواية عن عون بن عبد الله ولا عنه أبو عامر العقدي، وإنما يروي أبو عامر عن داود بن قيس، وأمر آخر: وهو أن داود بن أبي هند بصري وعون كوفي، وإذا قلنا بأن داود هذا هو ابن قيس الفراء، فإنه مدني، وليس مشهور أيضاً بالرواية عن عون، والله أعلم. قلت: والذي يبدو لي - والله أعلم - أن المحفوظ عن عون بن عبد الله: هو ما رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (10/359) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان، قال: حدثنا عون بن عبد الله أن رجلًا أتى ابن مسعود فقال: إني أريد سفراً فأوصني، فقال: إذا توجهت فقل: ((بسم الله، حسبي الله، وتوكلت على الله، فإنك إذا قلت بسم الله: قال الملك:هديت، وإذا قلت حسبي الله: قال الملك: حفظت، وإذا قلت توكلت على الله: قال الملك: كفيت)). قلت: فإن ابن عجلان مشهور بالرواية عن عون وعلية، فإن هذا الإسناد مرسل - أعني: منقطع - فإن رواية عون بن عبد الله بن مسعود مرسل، وهذا له حكم الرفع، فإنه لا يقال من قبل الرازي إلا أنه ضعيف؛ لانقطاعه، والله أعلم. [5] إسناده منقطع: أخرجه أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، والنسائي في ((المجتبى)) (8/285، 286)، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (86، 87)، وفي ((السنن الكبرى)) (4/456 (7921، 7922، 7923)، وابن ماجة (3884)، وأحمد (6/306، 318، 321، 322)، وابن أبي شيبة (10/211)، والحاكم (1/519)، والطيالسي (1607)، والحميدي (303)، وعبد بن حميد (1536)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (176)، والطبراني في ((الكبير)) (23/رقم: 726، 727، 728، 731، 732)، وفي ((الدعاء)) (411 - 416)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (7/264، 265)، (8/125)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (1469)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (5/251)، وفي ((الدعوات الكبير)) (62، 402)، والخطيب في ((تاريخه)) (11/141)، و((الموضح)) (1/472)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/155 - 158)، وابن المنذر في ((الأوسط)) [3/68 (1245)]، والشجري في ((الأمالي)) (1/246)، والرافعي في ((التدوين)) (2/449)، وابن بشران في ((الأمالي)) (47/63)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في ((الأربعين في فضل الدعاء والداعين)) (ص162 - 164)، وابن عساكر في ((تاريخه)) (38/289)، والمقدسي في ((الترغيب في الدعاء)) (115)، والسلفي في ((الطيوريات)) (817)، وابن نجيح في ((جزئه)) كما في ((نتائج الأفكار)) (1/160)، وغيرهم من طرق عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة به. وقد اخلتف في إسناده: 1- فرواه مؤمل بن إسماعيل ثنا شعبة عن عاصم عن الشعبي عن أم سلمة به. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (85)، والطبراني في ((الكبير)) (730) وقرن عاصماً بمنصور. قلت: خالف مؤمل بن إسماعيل وهو: صدوق سيء الحفظ، خالف: بهز بن أسد: ثقة ثبت، ومسلم بن إبراهيم: ثقة مأمون، ومحمد بن جعفر: ثقة، وأبا داود الطيالسي: ثقة حافظ، رواه أربعتهم عن شعبة عن منصور عن الشعبي. قال النسائي: هذا خطأ، عاصم عن الشعبي، والصواب: شعبة عن منصور، ومؤمل بن إسماعيل كثير الخطأ، خالفه بهز بن أسد، رواه عن شعبة عن منصور عن الشعبي. 2- ورواه محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن زبيد عن الشعبي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسله وجعل زبيداً بدل منصور. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (88). قال النسائي: أخبرنا محمد بن بشار عن حديث عبد الرحمن، ولم يصرح فيه بالسماع، ثم أخرجه النسائي أيضاً في ((المجتبى)) (8/285) من نفس الطريق، قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة به مرفوعاً. وقد تابع محمد بن بشار على هذه الرواية في ((المجتبى)) أحمد بن حنبل (6/318)، وهارون بن سليمان الأصبهاني: ثقة، فروياه عن ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة به. وتابع ابن مهدي عليه أبو نعيم: [عبد بن حميد، والطبراني في ((الكبير)) (727)، وفي ((الدعاء)) (411)]، ووكيع: [الترمذي، والنسائي (87)، وأحمد (6/306)، وابن أبي شيبة، وابن السني]. كلاهما عن سفيان عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة به. قلت: فدل ذلك على شذوذ رواية النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (88). وقد خالف عبد الرحمن بن مهدي وأبا نعيم ووكيعاً - وهم من أثبت أصحاب سفيان - أبو حذيفة: فرواه عن سفيان عن زبيد عن الشعبي عن أم سلمة به. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (23/رقم: 729)، وفي ((الدعاء)) (417)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/162). وقد أخطأ فيه أبو حذيفة - وهو موسى بن مسعود النهدي - وهو صدوق سيء الحفظ، وكان يصحف؛ فجعل زبيداً بدل منصور. 3- ورواه سهيل بن إبراهيم الجارودي، فقال: ثنا الأشعث بن زرعة العجلي ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن الشعبي عن أم سلمة به. أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (418). وسهيل بن إبراهيم: قال ابن حبان: يخطيء ويخالف. ((الثقات)) (8/303)، و((اللسان)) (3/148). قلت: وهو هنا قد أخطأ وخالف جمعاً من الثقات، وهم (بهز بن أسد، ومسلم بن إبراهيم، ومحمد بن حعفر، وأبا داود الطيالسي)؛ إذ رووه عن شعبة عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة. 4- ورواه أبو بكر الهذلي عن الشعبي عن عبد الله بن شداد عن ميمونة به مرفوعاً. أخرجه الطيالسي (1630)، والطبراني في ((الكبير)) (24/رقم: 11)، وفي ((الأوسط)) (1404)، وفي ((الدعاء)) (419)، والخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (636)، وابن الأعرابي في ((معجمه)) (1859)، والقطيعي في ((جزء الألف دينار)) (178)، وأبو نعيم في ((المعرفة)) (7452)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/162). قلت: إسناده ضعيف جداً، أبو بكر الهذلي: أخباري متروك الحديث. وانظر: ((المجمع)) للهيثمي (10/129). قال الدارقطني في ((العلل)) (4021): الصحيح: عن الشعبي عن أم سلمة. 5- ورواه عمر بن إسماعيل بن مجالد: وهو متروك فجعله مرة من مسند عائشة وأخرى من مسند علي. أ- رواه عمر عن أبيه عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة به. أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (420). ب- ورواه أيضاً عن أبيه عن مجالد عن الشعبي عن الحارث عن علي به. أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (6/422). قلت: فالصحيح ما رواه الجماعة (شعبة، وسفيان، وجرير، وعبيدة بن حميد، ومسعر بن كدام، والفضيل بن عياض، والقاسم بن معن، وإدريس الأودي) كلهم عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة به. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعاً ثم أكثر الرواية عنهما جميعاً؛ ولم يتعقبه الذهبي، وتعقبه الحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/159)، فقال: وقد خالف ذلك في علوم الحديث*[[في((المطبوع)) (ص111)]] له، فقال: لم يسمع الشعبي من عائشة، وقال علي بن المديني في كتاب ((العلل)): لم يسمع الشعبي من أم سلمة وعلى هذا فالحديث منقطع، ...
فما له علة سوى الانقطاع، فلعل من صححه سهَّل الأمر فيه لكونه من الفضائل، ولا يقال: اكتفى بالمعاصرة؛ لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني، والله أعلم. قال العجلي في ((تاريخ الثقات)) (ت751): مرسل الشعبي صحيح، ولا يرسل إلا صحيحاً صحيحاً. وانظر: ((التهذيب)) (4/156). قلت: ولعله لذلك حسنه الحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/156)، وقد صححه العلامة الألباني رحمه الله في ((صحيح الجامع)) (4708، 4709)، والله أعلم.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١