أرشيف المقالات

في الدعاء بين الأذان والإقامة

مدة قراءة المادة : 36 دقائق .
2في الدعاء بين الأذان والإقامة
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ))[1].



[1] صحيح بمجموع طرقه وشواهده، له طرق عنه: الطريق الأولى: عن سفيان الثوري عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس به مرفوعاً. أخرجه أبو داود (521)، والترمذي (212)، (3595)، (3594)، وزاد: قال: فماذا نقول يا رسول الله ؟ قال: (( سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة))، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (68، 69)، وأحمد (3/ 119)، والبيهقي (1/ 410)، وفي ((الدعوات الكبير)) (60) ، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (10/ 225)، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (1/ 495)، وأبو يعلى (7/ 172/ 4147)، والطبراني في ((الدعاء)) (483)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (120)، والبغوي في ((شرح السنة)) (2/ 289/ 425)، وفي ((تفسيره)) (7/ 147)، وابن عدي في ((الكامل)) (3/ 199)، وابن حجر في(( نتائج الأفكار)) (1/ 373)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (820)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في ((الصلاة)) (209، 307)، والطوسي في ((مختصر الأحكام)) (2/ 35- 37/193، 194، 195)، والذهبي في (( معجم الشيوخ)) (1/ 33، 34)، والشجري في ((الأمالي)) (1/ 246)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (3/52)، والطبراني في ((الأوسط)) (4065). وإسناده ضعيف: فإن زيد الحواري العمي: ضعيف [((التهذيب)) (3/ 223)، و((الميزان)) (2/ 102)، و((التقريب)) (352)] لكنه توبع. تنبيهان: الأول: الزيادة التي وقعت عند الترمذي (3594) لا تثبت فقد تفرد بها يحيى بن اليمان - وهو صدوق يخطئ كثيراً [((التقريب)) (1070)] - وقد روى الحديث وكيع وعبد الرزاق وأبو أحمد وأبو نعيم والإمام أحمد وعبد الله بن المبارك - وهم أحفظ وأكثر وأثبت - فلم يزودوها فدل ذلك على شذوذها. قال الشيخ الألباني في ((الإرواء)) (1/ 262): ضعيف منكر بهذه الزيادة تفرد بها ابن اليمان وهو ضعيف لسوء حفظه، أما الحديث فصحيح بدونها.
ا.هـ.
[قال الألباني في ((صحيح الترمذي)) (3/475): لكن قوله سلوا الله ثبت في حديث آخر))].
انظر: ((نتائج الأفكار)) (1/376). الثاني: أعله النسائي بالوقف، فقد رواه عبد الرحمن بن مهدي موقوفاً على أنس [((عمل اليوم والليلة)) (70)]، وخالف في ذلك من تقدم ذكرهم؛ فقد رووه مرفوعاً؛ فالمرفوع أصح. الطريق الثانية: عن بريد بن أبي مريم عن أنس مرفوعاً: وهي: قالوا فماذا تقول يا رسول الله ؟ قال:((سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة)). أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (67)، وابن خزيمة (1/ 222/ 425) وزاد: (فادعوا)، وابن حبان (1696) بالزيادة، وقال: ((مستجاب)) بدل ((لا يرد))، وأحمد (3/ 155و254) بالزيادة، وابن أبي شيبة (10/ 226) بالزيادة، وأبو يعلى (6/ 353- 354) (3679، 3680)، والطبراني في ((الدعاء)) (484)، والضياء في ((المختارة)) (1561، 1562)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/ 375)، ومحمد بن سنجر في ((مسنده)) كما في ((بيان الوهم والإيهام)) (5/ 227)، ((نتائج الأفكار)) (1/ 376)، وأحمد بن منيع في ((مسنده)) كما في ((نتائج الأفكار)) (1/ 376)، وابن المنذر في ((الأوسط)) (3/ 37/ 1196)، وابن بشران في ((الأمالي)) (152/348)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (3/ 25)، وابن السني (102) بالزيادة، والبيهقي في ((الدعوات)) (61) بالزيادة. من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي عن بريد به، ورجاله ثقات، عن غير أن أبا إسحاق مدلس وقد عنعنه، وقد تابعه ابنه يونس - وهو صدوق يهم قليلاً [ ((الميزان)) (4/ 482)، و((التقريب)) (1097)]- عن بريد به. أخرجه ابن خزيمة (426)، (427) بزيادة ((فادعوا))، وأحمد (3/ 225) بالزيادة.
فهو صحيح بهذه المتابعة، وابن بشران في ((الأمالي)) (1570)، والضياء في ((المختارة)) (1563)، والبغوي في ((شرح السنة)) (1365)، وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي البغدادي في ((حديثه)) (111/ 32)، والبزار (7585). قال الترمذي (5/ 539) بعد حديث زيد العمي: وهكذا روى أبو إسحاق الهمداني هذا الحديث عن بريد بن أبي مريم الكوفي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، وهذا أصح.
أ.هـ. وقال الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/ 473): قال أبو الحسن بن القطان: وإنما لم نصححه لضعف زيد العمي، وأما بريد فهو موثق، وينبغي أن يصحح من طريقه.
وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية.
أ.هـ. الثالثة: عن الفضل بن المختار عن حميد الطويل عن أنس به مرفوعاً بلفظ: الدعاء مستجاب ما بين النداء. أخرجه الحاكم (1/ 198)، وابن عدي في ((الكامل)) (6/ 16)، وقال: ((ما بين الأذان والإقامة)). وهو منكر بهذا الإسناد: فإن الفضل بن المختار: قال فيه أبو حاتم: هو مجهول وأحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل [((الجرح والتعديل)) (7/ 69)].
وقال الأزدي: منكر الحديث جداً، وقال ابن عدي: وعامته مما لا يتابع عليه إما إسناداً وإما متناً [((الكامل)) (6/ 16)]، وقال العقيلي: منكر الحديث [((الضعفاء الكبير)) (3/ 449)]. وانظر: ((الميزان)) (3/ 358)، و((اللسان)) (4/ 524). وقال الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/ 377): لكن الراوي له عن حميد ضعيف جداً. الرابعة: عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس مرفوعاً بنحوه وأوله: إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء... أخرجه الطيالسي (2106)، وابن أبي شيبة (10/ 226)، والطبراني في ((الدعاء)) (485و 486)، وابن عدي في ((الكامل)) (2/ 298)، والبغوي في ((شرح السنة)) (2/ 291) (428). وإسناده ضعيف؛ فإن يزيد بن أبان: ضعيف [ ((الميزان)) (4/ 418)، و((التقريب)) (1071)]. الخامسة: عن سلام بن أبي الصهباء عن ثابت عن أنس به مرفوعاً. أخرجه الطبراني في((الدعاء)) (487)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/ 324)، (8/ 70)، وابن عدي في ((الكامل)) (3/ 305). هو منكر بهذا الإسناد، فإن سلام هذا قال فيه البخاري: منكر الحديث [((التاريخ الكبير)) (4/ 135)]، وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال ابن حبان: ممن فحش خطؤه وكثر وهمه لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد [((المجروحين)) (1/ 340)]، وقال أبوحاتم: شيخ [((الجرح والتعديل)) (4/ 257)]، وقال أحمد: حسن الحديث، وقال ابن عدي: وأرجو أنه لا بأس به [((الكامل)) (3/ 305)، ((الميزان)) (2/ 180)، ((اللسان)) (3/ 71)]. قلت: قد انفرد بهذا الإسناد ولم يتابع عليه. السادسة: عن سليمان التيمي عن قتادة عن أنس به موقوفاً. أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (71) من طريق عبد الله بن المبارك عن سليمان به. ورواه أسيد بن زيد عن سليمان التيمي به لكن خالف في لفظه فقال: ((إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء)) موقوفاً أيضاً.
أخرجه النسائي (72). وخالفه: 1- عمرو بن النعمان - وهو صدوق له أوهام [((التقريب)) (746)]- والراوي عنه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة - وهو متروك كذبه أبو حاتم وقال الدارقطني: يضع الحديث [ ((الميزان)) (2/ 580)، ((اللسان)) (3/ 516)]. أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (488). 2- سهل بن زياد - قال الذهبي في ((الميزان)) (2/ 237): ما ضعفوه، وفي الضعفاء: صدوق فيه لين، وقال الأزدي: منكرالحديث [((اللسان)) (3/ 140)]، وقال البزار: ليس به بأس [ ((كشف الأستار)) (2741)]. أخرجه أبو يعلى (7/ 119)، (4072)، والخطيب في ((التاريخ)) (8/ 204). فروياه عن سليمان التيمي عن أنس مرفوعاً بلفظ: ((إذا نودي بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء)). فخالفه في رفعه، وفي إسقاط قتادة بين التيمي وأنس. ويحيى بن سعيد القطان ثقة متقن حافظ وروايته مقدمة على هذين بلا شك فالموقوف أصح، ولكن هذا ليس مما يقال من قبل الرأي فله حكم المرفوع. وحاصل ما تقدم أن الحديث صحيح بمجموع طرقه الأولى والثانية والرابعة والسادسة. وحديث أنس: حسنه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/ 374)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (818، 3405، 3406، 3408)، ((والإوراء)) (244)، ((والصحيحة)) (1413). وله شواهد منها: 1- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطه)). أخرجه أبو داود (524)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (44)، وابن حبان (1695)، وأحمد (2/ 172)، والبيهقي (1/ 410)، والطبراني في ((الدعاء)) (444)، والبغوي (427). من طريق ابن وهب عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به، عدا أحمد فمن طريق ابن لهيعة عن حيي به. وإسناده حسن: فإن رجاله ثقات غير حيي بن عبد الله قال فيه الحافظ في ((التقريب)) (282): صدوق يهم. وتابعه عمرو مولى غفرة - وهو ضعيف [ ((التقريب)) (723)]- والراوي عنه: رشدين بن سعد - ضعيف أيضاً [((التقريب)) (326)]. أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (445). والحديث حسنه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/ 378)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4403).
[وقال في ((صحيح سنن أبي داود)) (1/ 157): ((حسن صحيح))]. 2- حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ثنتان لا تردان - أو أقل ما تردان -: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً)). أخرجه أبو داود (2540)، والدارمي (1/ 293)، وابن خزيمة (1/ 219) (419)، والحاكم (1/198)، (2/ 113)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (18)، و((الروياني)) (1046)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (9/ 184)، وابن الجارود في ((المنتقى)) (1056)، والبيهقي في ((السنن)) (1/ 410)، (3/ 360)، وفي ((الدعوات)) (52)، والطبراني في ((الكبير)) (6/ 575)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/ 379) من طريق سعيد بن أبي مريم عن موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي حازم عن سهل به مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف: فإن موسى بن يعقوب الزمعي: قال فيه الحافظ في ((التقريب)) (987): صدوق سيء الحفظ.
[وصحح العلامة الألباني حديث سهل في ((صحيح أبي داود)) (2/ 108)]. وقد تابع موسى عليه: 1- ذباب بن محمد ثنا أبو حازم عن سهل مرفوعاً بلفظ ((ساعتان يتقبل فيهما الدعاء: حضور النداء بالصلاة، والصف في سبيل الله)). أخرجه الدولابي في الكنى (2/ 24). وذباب: فيه جهالة، ذكره ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (3/ 454)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكر واحداً فيمن روى عنه، وروى عنه آخر عند الدولابي. 2- عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بنحوه مرفوعاً وفي أوله: ((ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء ويستجاب فيهما الدعاء....)). أخرجه الطبراني في ((الدعاء)) (489)، وفي ((الكبير)) (6/ 5847)، وابن حجر في ((النتائج)) (1/ 381)، وأبو الشيخ في ((طبقات المحدثين)) (4/ 142)، وعبد الحميد بن سليمان:ضعيف [ ((التقريب)) (565)]. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تقام الصلاة، وفي الصف في سبيل الله )). أخرجه ابن حبان (297 موارد)، والطبراني في ((الكبير)) (6/ 5774)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (21، 138، 139)، وفي ((الإستذكار)) (4092)، وشمس الدين المقدسي في ((فضل الجهاد والمجاهدين)) (14). من طريق أيوب بن سويد عن مالك به. وأيوب: ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو داود، وغيرهم، ولينه أبو حاتم، وقال الدارقطني: يعتبر به [((التهذيب)) (1/ 421)، و((سؤالات البرقاني)) (424)، ((الميزان)) (1/ 287)]. ولم يتفرد به فقد تابعه: أ- إسماعيل بن عمر عن مالك به مرفوعاً ولفظه: ((ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء عند حضور الصلاة وعند الصف في سبيل الله)). أخرجه ابن حبان ( 298 موارد) (1720)، وإسماعيل بن عمر الواسطي أبو المنذر: قال الحافظ في ((التقريب)) (142): ثقة. ب- محمد بن مخلد الرعيني عن مالك به مرفوعاً، ولفطه: ((ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء فلم ترد فيهما دعوة: حضور الصلاة، وعند الزحف للقتال )). أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (6/ 343)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (21/ 139). ومحمد بن مخلد الرعيني: قال أبو حاتم: لم أر في حديثه منكر، وقال ابن عدي في ((الكامل)): يحدث عن مالك وغيره بالبواطيل، وقال أيضاً: وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه، وقال الدارقطني في ((غرائب مالك)): متروك الحديث، وقال الخليلي: يروي عن مالك أحاديث تفرد بها، وهو صالح. ((الجرح والتعديل)) (8/ 92)، و((الكامل)) (6/ 256)، و((الميزان)) (4/ 32)، و((اللسان)) (5/ 423). والراوي عنه: بكر بن سهل الدمياطي: قال الذهبي: حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال. وقال النسائي: ضعيف.[((الميزان)) (1/ 345)]. وانظر: ((اللسان)) (2/ 63). قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، لم يروه عنه في في ((الموطأ)) قلت: بل رواه مالك موقوفاً كما سيأتي. ج- منيع بن ماجد بن مطر عن مالك به مرفوعاً بلفظ: ((تحروا الدعاء في الفيافي، وثلاثة لا يرد دعاؤهم: عند النداء، وعند الصف في سبيل الله، وعند نزول القطر)). أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) (6/ 343). منيع هذا: قال الحافظ في ((اللسان)) (6/ 121): أشار الدارقطني في الغرائب إلى لينه. فزيادته هذه منكرة.
تفرد بها دون من رواه عن مالك. وقد روى مالك هذا الحديث في ((الموطأ))، 3- ك الصلاة، (7- 1/ 83) موقوفاً على سهل وهو في موطأ القعنبي برقم (101). ومن طريقه: عبد الرزاق في ((المصنف)) (1910- 1/ 495)، وابن أبي شيبة (10/ 224)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (661)، والبيهقي في ((السنن)) (1/ 411). فعبد الرزاق ومعن بن عيسى وإسماعيل بن عمر ويحيى بن عبد الله بن بكير رووه عن مالك موقوفأ وهم أثبت ممن رواه مرفوعاً، خصوصاً وفيهم معن بن عيسى وهو ثقة ثبت، قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك.
[((التقريب)) (963)]. وعلى هذا فالموقوف أصح؛ قال ابن عبد البر: هذا الحديث موقوف عند جماعة رواة الموطأ، ومثله لا يقال بالرأي.أ.هـ فهو في حكم المرفوع. 4- رزق بن سعيد بن عبد الرحمن المدني - ويقال: رزيق، ويقال رازق - عن أبي حازم عن سهل مرفوعاً به وزاد ((تحت المطر)). أخرجه أبو داود عقيب (2540)، وفي رواية: ((وقت المطر))، والحاكم ((2/ 113- 114)، والبيهقي (3/ 360)، والطبراني في ((الكبير)) عقيب (5756- 6/ 135). ورزق هذا مجهول، لم يرو عنه غير موسى بن يعقوب الزمعي.
قال الطبراني: ليس لرزق حديث مسند إلا هذا الحديث، وحديث آخر منقطع.
أ.هـ. ((التهذيب)) (3/ 100)، ((الميزان)) (2/ 48)، ((التقريب)) (326). فهذه الزيادة: ((وتحت المطر)) منكرة لا تثبت، ورواه أيضاً بلفظ: ((وعند نزول القطر)) منيع بن ماجد وقد تفرد بها دون من رواه عن مالك فلا تثبت من رواية مالك.
وقد تقدم الكلام عليها. ولها شاهدان لا يصلحان للاعتضاد: 1- من حديث ابن عمر مرفوعاً بلفظ: ((تفتح أبواب السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم، والأذان)). أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (3646)، وفي ((الصغير)) (471 الروض)، وفي ((الدعاء)) (490)، وإسناده ضعيف جداً، فيه حفص بن سليمان: متروك.
[((التقريب)) (257)]. وانظر: ((المجمع)) للهيثمي (1/ 328). 2- ومن حديث أبي أمامة مرفوعاً: ((تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة)). أخرجه البيهقي (3/ 360)، والطبراني في ((الكبير)) (8/ 7713، 7719)، والشجري في ((الآمالي)) (1/244). من طريق الوليد بن مسلم ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به مرفوعاً. قلت: هوحديث منكر. عفير بن معدان: قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشئ، وقال أيضاً: بأنه قريب من أبي المهدي سعيد بن سنان الذي قال فيه: أحاديثه أخاف أن تكون موضوعة، لا تشبه أحاديث الناس، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير ما لا أصل له، لا يشتغل بروايته، وقال أحمد: منكر الحديث، ضعيف، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن عدي: وعامة رواياته غير محفوظة. ((التاريخ الأوسط)) (2/ 161)، و((الجرح والتعديل)) (7/ 36)، و((تاريخ ابن معين)) (2/ 408)، و((سؤالات ابن الجنيد)) (ت 548)، و((أحوال الرجال)) (ت302)، و((سؤالات البرذعي)) (372)، و((علل الحديث)) (2/ 172)، و((الضعفاء والمتروكون)) (ت 467)، و((المجروحين)) (2/ 198)، و((الضعفاء الكبير)) (3/ 430)، و((الكامل)) (5/ 379)، و((تهذيب الكمال)) (4554)، و((الميزان)) (3/ 83)، و((تلخيص المستدرك)) (1/546- 547)، و((المجمع الهيثمي)) (10/ 155)، و((التلخيص الجير)) (4/ 99). الوليد بن مسلم: يدلس ويسوي، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات السند. وحديث سهل بن سعد قال فيه الحافظ في ((نتائج الأفكار)) (1/ 379): حسن صحيح، وقال أيضاً (1/ 380): ورزيق الذي أتى بالزيادة مجهول، لا يعرف له راوٍ إلا موسى ولا رواية إلا هذا الحديث وقد صححه الألباني في: ((صحيح الجامع)) (3078، 3079، 3587)، و((الصحيحة)) (1469)، و((صحيح الترغيب)) (256، 262). 3- حديث أنس رضي الله عنه أخرجه الطيالسي (2106)، وأبو يعلى كما في ((المجمع)) (1/ 334)، والبغوي (428)، وغيرهم بإسناد ضعيف لضعف يزيد الرقاش. 4- حديث أبي هريرة، رضي الله عنه موقوفاً. أخرجه البغوي في ((شرح السنة)) (429) بإسناد ضعيف جداً من أجل طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي وهو متروك. 5- حديث ابن عمر رضي الله عنه موقوفاً. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 224)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (335) بإسناد ضعيف جداً من أجل عبد الرحمن بن اسحاق الواسطي وهو منكر الحديث ليس بشئ. 6- وعن مجاهد رحمه الله، أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 224). وذكر العلامة الألباني حديثاً مرسلاً عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( اطلبوا إجابة الدعاء عند: التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول المطر)). أخرجه الشافعي في ((الأم)) (1/ 223- 224)؛ وذكر أن إسناده ضعيف لجهالة شيخ الشافعي، مع إرساله، ثم قال: لكن الحديث له شواهد من حديث سهل بن سعد، وابن عمر، وأبي أمامة خرجتها في ((التعليق الرغيب)) (1/ 116)، وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة إلا أنها إذا ضمت إلى هذا المرسل أخذ بها قوة وأرتقى إلى مرتبة الحسن إن شاء الله.
انتهى. ((الأحاديث الصحيحة)) برقم (469). خلاصة ما جاء في الذكر عند الأذان وبعده 1- أن يقول السامع مثل ما يقول المؤذن إلا في لفظ ((حي على الصلاة)) و((حي على الفلاح)) فيبدلهما بـ ((لا حول ولا قوة إلا بالله)). 2- أن يقول حين تشهد المؤذن: ((وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا)). 3- أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن. 4- أن يقول بعد صلاته عليه: ((اللهم رب هذه الدعوة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته [إنك لا تخلف الميعاد]. 5- أن يدعو لنفسه بعد ذلك ويسأل الله من فضله، فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُرد.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢