أرشيف المقالات

المختصر المفهوم في بيان المحكم والمتشابه عند المفسرين

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2المختصر المفهوم في بيان المحكم والمتشابه عند المفسرين   الحمد لله منزِّل الفرقان، والصلاة والسلام على خير من فسَّر القرآن، وعلى آله وصحبه الأعلام وبعد: فالمحكمُ لغةً: المُتْقَن، يقال: أحكَم عقد الحبل؛ إذا أتقنه.   وفي اصطلاح المفسرين: هو النصُّ الذي احتمل معنًى واحدًا، بحيث لا يحتاج إلى نصٍّ آخرَ لبيان معناه، مثل قوله تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ [القصص: 8]، ويكون في العقيدة، والأحكام، والوعظ، والقصص، وغير ذلك.   وأما المتشابه لغةً، فهو المُتماثِل والمُتقارب، تقول: فلانٌ يُشبِهُ فلانًا؛ أي: يقاربه في الصورة أو يُماثِله.   وفي اصطلاح المفسرين: هو النصُّ الذي خَفِي معناه، بحيث يحتاج إلى نصٍّ آخرَ لبيانه، وقيل: ما احتمل أكثرَ من وجه، مثل قوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة: 228]، فالقُرْءُ يحتمل أن يكون: الحيضُ أو الطهر.   ومنهجُ أهل الحق تفسيرُ المتشابه بالمحكمِ إن وُجد، فإن لم يوجد يُتوقَّفُ في معناه كالحروف المقطَّعة أوائل السور؛ لأن تفسيره من غير دليل قد يوقِع الإنسان في انحرافات عَقدَيَّة والكذب على الله؛ قال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وقال أيضًا: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ﴾ [النحل: 116، 117]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [العنكبوت: 68]، وفي الحديث: ((مَن قال في القرآنِ برأيه فليتبَوَّأْ مقعدَه من النار))، وللأمانة العلمية هذا الحديث لا يخلو من مقالٍ، وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يقولون في المتشابه: "آمنت بما جاء عن الله على مرادِ الله، وآمنت بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله".   نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ويجعلنا من خَدَمةِ كتابه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



شارك الخبر

المرئيات-١