أرشيف المقالات

تفسير: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2 تفسير قوله تعالى ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 69)   إعراب مفردات الآية[1]: (قالوا ادع...) حتى: (يقول إنّها بقرة): سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملاً..
(صفراء) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (فاقع) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع مثله، (لون) فاعل لاسم الفاعل فاقع مرفوع (ها) ضمير مضاف إليه (تسرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الناظرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.   روائع البيان والتفسير: • ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ﴾ قال أبو جعفر الطبري رحمه الله: ومعنى ذلك: قال قوم موسى لموسى: ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟ أي لون البقرة التي أمرتنا بذبحها.
وهذا أيضا تعنت آخر منهم بعد الأول، وتكلف طلب ما قد كانوا كفوه في المرة الثانية والمسألة الآخرة.
وذلك أنهم لم يكونوا حصروا في المرة الثانية - إذ قيل لهم بعد مسألتهم عن حلية البقرة التي كانوا أمروا بذبحها، فأبوا إلا تكلف ما قد كفوه من المسألة عن صفتها، فحصروا على نوع دون سائر الأنواع، عقوبة من الله لهم على مسألتهم التي سألوها نبيهم صلى الله عليه وسلم، تعنتا منهم له.
ثم لم يحصرهم على لون منها دون لون، فأبوا إلا تكلف ما كانوا عن تكلفه أغنياء، فقالوا - تعنتا منهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن عباس-:(ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها).اهـ[2].   • ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾ فسرها ابن العثيمين فقال ما نصه: قوله تعالى: ﴿ قال ﴾ أي موسى ﴿ إنه يقول ﴾ أي الله سبحانه وتعالى ﴿ إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ﴾: شدد عليهم مرة أخرى في اللون: أولاً حيث قال تعالى: ﴿ إنها بقرة صفراء ﴾، فخرج بهذا ما عدا الصفرة من الألوان.
وهذا نوع تضييق؛ ثانياً بكونها: ﴿ فاقع لونها ﴾؛ و "الفاقع" يعني الصافي؛ والمعنى: أنه ليس فيه ما يشوبه، ويخرجه عن الصفرة؛ وقيل: معنى ﴿ فاقع لونها ﴾ أي شديد الصفرة، وهو كلما كان صافياً كان أبين في كونه أصفر؛ ثالثاً بكونها: ﴿ تسر الناظرين ﴾ يعني ليست صفرتها صفرة توجب الغم؛ أو صفرتها مستكرهة؛ بل هي صفرة تجلب السرور لمن نظر إليها؛ فصار التضييق من ثلاثة أوجه: صفراء؛ والثاني: فاقع لونها؛ والثالث: تسر الناظرين.
[3]


[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (1 /157). [2] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (2 /198 /1217 ). [3] تفسير العلامة محمد العثيمين - مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 171 ).



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير