أرشيف المقالات

تفسير: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة)

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2تفسير قوله تعالى ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 74)   إعراب مفردات الآية [1]: (ثمّ) حرف عطف (قست) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين التاء للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و(كم) مضاف اليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (قست)، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه واللام للبعد والكاف للخطاب.
الفاء تعليليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كالحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف للإباحة (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
(قسوة) تمييز منصوب.
الواو استئنافيّة أو حاليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (من الحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم اللام للتوكيد (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يتفجّر) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتفجّر) (الأنهار) فاعل مرفوع الواو عاطفة (إنّ منها) مرّ إعرابهما (لما يشّقق) مثل لما يتفجّر الفاء عاطفة (يخرج) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يخرج)، (الماء) فاعل مرفوع.
الواو عاطفة (إنّ منها لما يهبط) سبق اعراب نظيرها (من خشية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهبط) (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (اللّه) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع الباء حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل غافل والعائد محذوف أي تعملونه.اهـ   روائع البيان والتفسير: ♦ ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾ قال القرطبي -رحمه الله- ما نصه: القسوة: الصلابة والشدة واليبس وهي عبارة عن خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله تعالى.
قال أبو العالية وقتادة وغيرهما: المراد قلوب جميع بني إسرائيل.
وقال ابن عباس: المراد قلوب ورثة القتيل، لأنهم حين حيي وأخبر بقاتله وعاد إلى موته أنكروا قتله، وقالوا: كذب، بعد ما رأوا هذه الآية العظمى، فلم يكونوا قط أعمى قلوبا، ولا أشد تكذيبا لنبيهم منهم عند ذلك، لكن نفذ حكم الله بقتله.اهـ[2]   ♦ ﴿ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ فسرها السعدي بإيجاز فقال-رحمه الله: ثم وصف قسوتها بأنها ﴿ كَالْحِجَارَةِ ﴾ التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار، ذاب بخلاف الأحجار.   وقوله: ﴿ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست "أو "بمعنى "بل "ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: ﴿ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ فبهذه الأمور فضلت قلوبكم.اهـ[3].   ♦ ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ وما الله بغافل -يا معشر المكذبين بآياته، والجاحدين نبوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والمتقولين عليه الأباطيل من بني إسرائيل وأحبار اليهود- عما تعملون من أعمالكم الخبيثة، وأفعالكم الرديئة، ولكنه محصيها عليكم، فمجازيكم بها في الآخرة، أو معاقبكم بها في الدنيا.
قاله أبو جعفر الطبري في تفسيره اهـ[4]


[1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /164 ). [2] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة ( 1 /462 ). [3] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة ( 1 /55 ). [4] جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري، تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر: مؤسسة الرسالة (2 / 243/ 1325 ).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢