أرشيف المقالات

تفسير سورة طه للناشئين (الآيات 1 - 51)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة طه للناشئين ( الآيات 1 - 51 )   معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (12) من سورة «طه»: ﴿ طه ﴾: من الحروف التي تشير إلى إعجاز القرآن وقيل معناها: يا رجل، وقيل: من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. ﴿ العرش ﴾: من أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى وعلمه عند الله (فهو من الغيب). ﴿ استوى ﴾: استواء من غير تكييف ولا تحريف، ولا تشبيه ولا تعطيل، ولا تمثيل (أي علمه عند الله ولا يشبه شيئًا من خلقه). ﴿ ما تحت الثرى ﴾: ما أخفاه التراب، أو ما وراء الأرض. ﴿ آنستُ نارًا ﴾: أبصرتها بوضوح. ﴿ بقبس ﴾: بشعلة من نار مأخوذة على رأس عود. ﴿ نعليك ﴾: ما يلبس في القدمين. ﴿ المقدس ﴾: المطهر المبارك. ﴿ طوى ﴾: الوادي المسمَّى طوى.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (12) من سورة «طه»: 1 - ترد الآيات على المشركين (كما ورد في أسباب النزول) وتبيِّن أن الله سبحانه وتعالى لم يرد بإنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم شقاوته وإتعابه، وإنما أراد سعادته وسعادة العالمين جميعًا بهذا القرآن، وبذلك الدين الخاتم، وأن الرسول إنما جاء للدعوة والتذكير والتبشير والإنذار، والأمر بعد ذلك كله لله، ويرجع إليه الناس جميعًا، ولا حرج على الرسول صلى الله عليه وسلم ممن يكذب ويكفر، فلا يشقى ولا يتعب لكفرهم وتكذيبهم.   2 - ثم تعرض بعد ذلك قصة موسى عليه السلام حين كلمه ربه من وراء حجاب، وعرفه بنفسه، وأمره بخلع نعليه؛ لأنه في الوادي المطهَّر المبارك المسمى «طوى».   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (12) من سورة «طه»: 1 - الإسلام دين اليسر والسماحة، لا حرج فيه ولا تضييق على الناس، ولا مشقة في تكاليفه. 2 - شدة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على هداية قومه، وحزنه الشديد لعدم استجابتهم وشدة عنادهم وكفرهم. 3 - لا ينتفع بالقرآن، ومواعظه وأحكامه إلا من كان في قلبه خشية لله، وميل إلى الهداية. 4 - العرش واستواء الله سبحانه وتعالى عليه من الغيب الذي نؤمن به، ونفوِّض علمه لله عز وجل. 5 - الملك كله لله، لا يشاركه أحد في شيء منه، وعلمه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (13) إلى (37) من سورة «طه»: ﴿ فلا يصدَّنك عنها ﴾: لا يصرفنَّك عن العمل للساعة، أو عن إقامة الصلاة، أو عن الإيمان بالقيامة. ﴿ فتردى ﴾: فتهلك. ﴿ أتوكَّأ ﴾: أعتمد عليها، وأتحامل عليها في المشي ونحوه. ﴿ أهشُّ بها ﴾: أهزُّ بها الشجر؛ ليتساقط الورق لترعاه غنمي. ﴿ مآرب أخرى ﴾: حاجات ومنافع أخرى. ﴿ تسعى ﴾: تمشي بسرعة وخفَّة. ﴿ سيرتها الأولى ﴾: إلى حالتها التي كانت عليها. ﴿ إلى جناحك ﴾: إلى جنبك، تحت العضد الأيسر. ﴿ بيضاء ﴾: لها شعاع يغلب شعاع الشمس. ﴿ من غير سوء ﴾: من غير داء برص ونحوه. ﴿ آية أخرى ﴾: معجزة ثانية غير العصا. ﴿ واحلل عقدة من لساني ﴾: حل وافتح تلك اللكنة الحاصلة في لساني (فقد كان في لسانه عقدة تمنعه عن كثير من الكلام). ﴿ يفقهوا قولي ﴾: يفهموا كلامي. ﴿ وزيرًا ﴾: معينًا ومساعدًا. ﴿ اشدد به أزري ﴾: لتقوى به يا رب ظهري، أو قوَّتي. ﴿ وأشركه في أمري ﴾: اجعله شريكي في النبوة والرسالة. ﴿ مننا ﴾: أنعمنا.   مضمون الآيات الكريمة من (13) إلى (37) من سورة «طه»: 1 - تواصل الآيات سرد قصة موسى عليه السلام وقد كلَّمه ربه من وراء حجاب، فبيَّن له أنه اختاره واصطفاه لتبليغ رسالته، والتحذير من أن يصده عنها من يتبع هواه ولا يؤمن بها؛ ففي اتباعهم الهلاك والخسران.   2 - ثم يسأله سبحانه وتعالى في هذا النداء الحبيب عمَّا يمسك بيده؛ فيجيبه موسى عليه السلام بأنها عصاه ويطيل في الحديث عن وظائفها؛ فيأمره الله سبحانه وتعالى بأن يلقيها على الأرض؛ فإذا بها تنقلب حيَّة لتسعى في خفة وسرعة؛ فيأمره بأن يأخذها، وألا يخاف، ويطمئنه بأنه سيعيدها إلى حالتها الأولى، ثم يأمره سبحانه وتعالى بأن يضع يده تحت إبطه؛ فإذا بها تخرج بيضاء لها شعاع يغلب شعاع الشمس، ومن غير برص ولا أذى ولا عيب، وتلك معجزة ثانية أعطاها الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام لتكون دليلاً على صدقه.   3 - ثم كلفه سبحانه وتعالى بالذهاب إلى فرعون، ودعوته إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى من ربه أن يجعل له معينًا ومساعدًا من أهله، وهو «هارون» أخوه ليشركه في هذا الخبر، فأجاب الله سؤاله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (13) إلى (37) من سورة «طه»: 1 - مناجاة الله سبحانه وتعالى من أعظم ما يتلذَّذ به المؤمنون، ويجدون فيها المتعة والراحة والأمن والطمأنينة. 2 - قدرة الله تعالى - وتأييده رسله بالمعجزات والبراهين الدالة على صدقهم. 3 - في المهمات الشاقَّة يجب أن يستعين الإنسان بمن يساعده على القيام بها على خير وجه، وضرورة التشاور في الأمور للوصول إلى الحق.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (38) إلى (51) من سورة «طه»: ﴿ التابوت ﴾: الصندوق. ﴿ فاقذفيه في اليمِّ ﴾: فألقيه واطرحيه في نهر النيل. ﴿ لتُصنع على عيني ﴾: لتربى بمراقبتي، أو على رعايتي وحفظي لك. ﴿ من يكفله ﴾: من يضمه إليه ويحفظه ويربيه. ﴿ تقرُّ عينها ﴾: تسر بلقائك. ﴿ من الغم ﴾: من غم القتل، وصرفنا عنك شرَّ فرعون وأعوانه. ﴿ فتنَّاك فتونا ﴾: خلصناك من المحن تخليصًا، أو ابتليناك ابتلاءً عظيمًا بأنواعٍ من المحن وخلصناك منها. ﴿ فلبثت ﴾: فمكثت. ﴿ على قدر ﴾: على موعد ووقت مقدر للرسالة والنبوَّة. ﴿ واصطنعتك لنفسي ﴾: واصطفيتك واخترتك لرسالتي، وإقامة حجَّتي. ﴿ لا تنيا في ذكري ﴾: لا تفترا في تبليغ رسالتي ولا تقصرا فيه. ﴿ يفرط علينا ﴾: يعجل علينا بالعقوبة. ﴿ بآية ﴾: معجزة وحجَّة تدل على صدقنا. ﴿ وتولى ﴾: وأعرض عن الإيمان. ﴿ فما بال القرون الأولى ﴾: فما حال وما شأن الأمم السابقة.   مضمون الآيات الكريمة من (38) إلى (51) من سورة «طه»: 1 - يمن الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام بما كان من فضله عليه قبل ذلك عندما خافت أمه عليه من كيد فرعون وانتقامه.   2 - ثم ذكَّره سبحانه وتعالى بأنه قتل نفسًا على سبيل الخطأ، فنجَّاه الله من الغمِّ وانتقام فرعون، حيث ذهب موسى إلى مدين، ومكث سنين في أهلها يعمل في رعي الغنم لشعيب عليه السلام ثم كان مجيء موسى إلى مدين بعد زواجه، عائدًا إلى مصر، وقد اصطفاه الله واختاره لرسالته؛ ليواجه أقوى ملك في الأرض وأطغى جبَّار.   3 - ثم يأمره سبحانه وتعالى بأن يذهب هو وأخوه وما معهما من معجزات إلى فرعون، فذهبا وبلغاه رسالة ربهما، وتوعداه على التكذيب بعذاب الله؛ فلما سألهما: من ربكما؟ أجاب موسى بأنه الله الذي خلق كل شيء وهدى خلقه إلى ما خلقوا له، فسألهما عن الأمم السابقة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (38) إلى (51) من سورة «طه»: 1 - الدعوة إلى الله تتطلب من الداعية أن يكون لطيفًا في دعوته، رفيقًا بمن يدعوه.   2 - حلم الله سبحانه وتعالى بخلقه، فمع علمه بكفر فرعون وتجبُّره بعث إليه صفوته من خلقه في ذلك الزمان، موصيًا إياهما بأن يقولا له قولاً ليِّنًا؛ لعلَّه يتذكر أو يخشى.



شارك الخبر

المرئيات-١